«أطباء بلا حدود» تدين «التوغل العنيف» من عناصر «الدعم السريع» في مستشفى بشائر

أدانت منظمة «أطباء بلا حدود»، بـ«شدة»، في بيان، الجمعة، ما وصفته بـ«التوغل العنيف» الذي قامت به قوات الدعم السريع في قسم الطوارئ بمستشفى بشائر التعليمي جنوبي الخرطوم يوم الأربعاء الماضي.

وقالت المنظمة إن المهاجمين أطلقوا النار داخل قسم الطوارئ، وهددوا الطاقم الطبي على نحو مباشر، وأحدثوا «خللًا كبيرًا في الرعاية الصحية المنقذة للحياة»، وذلك بعد شهر من استئناف عملياتها في المستشفى.

وبتاريخ 19 نوفمبر الماضي، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» عن استئناف عملياتها بالكامل في مستشفى بشائر التعليمي، بعد أن علّقتها جزئيًا في 14 نوفمبر الماضي، باستثناء الأنشطة المتعلقة بالإنقاذ، وذلك بسبب دخول مجموعة مسلحة إلى المستشفى وإطلاق النار داخله، مشيرةً إلى «وقوع أضرار جسيمة في قسم الطوارئ».

وتعمل منظمة «أطباء بلا حدود» في مستشفى بشائر منذ مايو 2023، وهو أحد المستشفيات القليلة التي ما تزال تعمل في جنوب الخرطوم.

ودعت المنظمة، في بيان أمس الجمعة، إلى «احترام حياد المرافق الطبية وسلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية». وأوضحت أن الهجوم الأخير يأتي في أعقاب حادث سابق وقع في الحادي عشر من نوفمبر الماضي عندما اقتحم مسلحون المستشفى وأطلقوا النار وقتلوا مريضًا كان يتلقى العلاج، مشددةً على أن هذه الانتهاكات المتكررة لحياد المرافق الصحية وحرمة الرعاية الطبية «غير مقبولة».

وكان منسق الطوارئ بـ«أطباء بلا حدود» في السودان إستيفانوس ديباسو منغيستو، قد صرّح في 19 نوفمبر الماضي، بأنه أصبح بإمكانهم تقديم الرعاية الطبية الضرورية لمن يحتاجون إليها بعد أن أكدت أطراف النزاع في الميدان التزامها بضمان سلامة موظفي المنظمة والعاملين في المستشفى والمرضى. وأضاف: «في الوقت الذي نشعر فيه بالارتياح لقدرتنا على استئناف تقديم الرعاية الأساسية، فإننا نواصل الدعوة إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق لتلبية الاحتياجات المتزايدة وضمان سلامة وأمن المدنيين والمنشآت الصحية، حتى يستمر العمل في المستشفيات مثل مستشفى بشائر التعليمي».

وقال رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» في السودان صامويل ديفيد ثيودور، في تصريح صحفي الجمعة، إن العديد من عناصر «الدعم السريع» دخلوا قسم الطوارئ في مستشفى بشائر، فيما بدأ بعضهم في إطلاق النار على العاملين في المجال الطبي، وتهديد المرضى وموظفي «أطباء بلا حدود» ووزارة الصحة. وتابع: «لحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى، لكن الجميع تأثروا بشدة بهذا العدوان المؤلم داخل المستشفى»، مشددًا على أنه «يجب أن تظل المستشفيات أماكن آمنة وخالية من العنف والترهيب»، ومضيفًا: «لا يجوز تهديد حياة الموظفين أثناء تقديم الرعاية».

ومن جانبها، قالت منسقة الطوارئ في «أطباء بلا حدود» في السودان كلير سان فيليبو، وفق بيان المنظمة، إن مستشفى بشائر التعليمي يعد «شريان حياة لآلاف الأشخاص في جنوب الخرطوم»، لافتةً إلى أنّ «الدعم الذي تقدمه المنظمة أمر بالغ الأهمية لعدد لا يحصى من الرجال والنساء والأطفال المتضررين من هذا الصراع المدمر». وشددت على الأهمية القصوى لسلامة المرضى والموظفين، قبل أن تشير إلى أن مثل هذه الهجمات «تقوض بشدة» قدرة المنظمة على مواصلة العمل.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، حيث ينتشر عناصرها بكثافة، فيما ظلت المستشفيات والمرافق الصحية في الخرطوم عرضة للهجوم المتكرر من قواتها؛ إذ أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» عن تعليق أنشطتها في منطقة «الكلاكلة» ومناطق أخرى جنوب الخرطوم حتى إشعار آخر، بسبب الظروف الأمنية، كما جمدت أنشطتها في مستشفى بشائر أكثر من مرة.

ومنذ بداية يونيو الماضي، أجرت منظمة «أطباء بلا حدود» «12,396» استشارة طارئة، وأدخلت «2,510» مرضى إلى قسم الأمومة، فيما فحصت «4,490» طفلاً بحثًا عن سوء التغذية – بحسب بيانها أمس.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع