Day: December 24, 2024

أطباء بلا حدود تكشف عن تفشي الحصبة وسوء التغذية في منطقة بوسط دارفور

24 ديسمبر 2024 – كشفت منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء، عن تفشي أمراض الحصبة وسوء التغذية في منطقة روكرو بولاية وسط دارفور جراء انهيار نظام الرعاية الصحية تحت وطأة الحرب.

وقالت إن وباء الحصبة انتشر في المنطقة بين يونيو وأكتوبر 2024، مما أثر على أكثر من 1000 شخص معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.

وأوضحت أطباء بلا حدود أنها أطلقت حملة تطعيم وصلت إلى 9634 طفلاً، كما تم تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهرًا بشكل أساسي وهم الأكثر عرضة للمضاعفات الشديدة من الحصبة.

ولفتت المنظمة إلى أن الحصبة ليست التحدي الصحي الوحيد في روكرو.

وأشارت إلى أنه وفي ظل الافتقار إلى الاستجابة الإنسانية الدولية في البلاد، لا يتمتع الناس بالقدرة على الوصول إلى الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الغذاء، مما أدى إلى زيادة معدلات سوء التغذية إلى مستويات مدمرة.

وأردفت «بينما تم احتواء تفشي الحصبة حتى الآن، تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى بذل جهود مستدامة لتلبية الاحتياجات الصحية الأوسع نطاقًا في المنطقة. لقد واجه السودان أزمة إنسانية لسنوات، وقد تفاقمت منذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية».

وأكدت أن فرقها وجدت أن 299 طفلاً دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، بالإضافة إلى معاناة 1062 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 59 شهرًا من سوء التغذية الحاد المعتدل.

وصرحت ميرسي روكاسبانا، مستشارة الطوارئ الصحية في منظمة أطباء بلا حدود في التقرير قائلة : «إن حالة سوء التغذية في روكيرو مثيرة للقلق، وهي نتيجة لانخفاض القدرة على الوصول إلى الغذاء. مضيفة وتستمر الحرب في خلق كارثة إنسانية مع مضاعفات صحية خطيرة».

وتتنقل فرق أطباء بلا حدود إلى القرى النائية على الحمير، وفي عربات التوك توك والسيارات.

وتنشئ الفرق العيادات في أي مكان عام متاح: المدارس والأسواق والمرافق الصحية، لضمان إمكانية الوصول إليها من قِبَل المجتمعات المحلية. وهذا أمر بالغ الأهمية في منطقة حيث غالبًا ما تحد التضاريس الوعرة والطرق المسدودة من الوصول إلى الرعاية الصحية وفق ماأوضح التقرير.

ورغم صعوبة وصول فرق أطباء بلا حدود إلى تلك المناطق، فإن الأمر يشكل تحديًا أيضًا للأسر التي لديها أطفال مرضى. فقد اضطرت العديد من الأسر إلى السير لساعات للوصول إلى نقاط التطعيم من الحصبة، وغالبًا ما كانت تتنقل عبر تضاريس خطرة بحسب التقرير.

ويقول منسق مشروع أطباء بلا حدود في روكيرو، مروان طاهر: «واجهنا تحديات كبيرة لضمان حملة التطعيم ضد الحصبة ، بدءًا من الطرق الصعبة إلى إمدادات اللقاحات غير المستقرة. لم يكن الأمر سهلاً، لكننا كنا نعلم مدى أهمية ذلك».

ويضيف: «لا يتعلق الأمر بالتطعيمات فحسب، بل يتعلق بالعمل معًا لمنع تفاقم الأزمة الصحية. وكان تعاون المجتمع وعزيمته أمرًا ضروريًا لتحقيق ذلك».

بوابات خزان جبل أولياء المغلقة ترد مياه النيل الأبيض جنوبًا في رحلة عكسية مدمرة

عمر الفاروق وملاذ حسن

عمر الفاروق وملاذ حسن

في شهرها العشرين، انتقلت الحرب في السودان، إلى مرحلة جديدة من الخطر. خطر الغرق ومحو المدن والبلدات على ضفاف النيل الأبيض بالفيضان جنوب العاصمة الخرطوم. إذ لم تكن الجزيرة أبا التي فر منها معظم سكانها في ظرف أربعة أيام، إلا مثالًا محدودًا لما يمكن أن يحدث في حال لم تتم معالجات عاجلة لمشكلة خزان جبل أولياء والذي تسبب في فيضان كبير لنهر النيل الأبيض.

إنه ليس موسم الفيضان التقليدي في السودان، وإنما هو موسم فيضان خزان جبل أولياء جنوب العاصمة السودانية الخرطوم بعد أكثر من عام على غياب مهندسيه وفنييه، وتحوله إلى مسرح عمليات عسكرية ساخنة بين الجيش وعدوه اللدود قوات الدعم السريع.

خزان جبل أولياء - Google Earth

تحذير أوغندي من ارتفاع مناسيب المياه في بحيرة فكتوريا

لكن لربما لا تكمن المشكلة في غلق بوابات الخزان لوحدها، إذ أصدرت أوغندا، المصدر الرئيس للنيل الأبيض، في 14 مايو الماضي تحذيرًا للمجتمعات التي تعيش على شواطئ البحيرات وضفاف الأنهار من زيادة حجم المياه في تلك المسطحات المائية، والتي قالت إنها وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق.

وقال وزير المياه والبيئة الأوغندي، سام تشيبتوريس، آنذاك، إن منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا ارتفع إلى أعلى مستوى له. حيث بلغ 13.66 متر، مقارنة بـ13.5 متر في عام 2020.

وأكد الوزير الأوغندي أن بحيرة فيكتوريا تتلقى المياه من 23 نهرًا في جميع أنحاء المنطقة، والتي تشهد حاليًا أمطار ظاهرة النينو.

وأشار إلى أنه بسبب ارتفاع منسوب المياه في البحيرة، اضطرت الحكومة إلى إطلاق المزيد من المياه في نهر النيل، الذي يغذي أحواض البحيرات الأخرى، مما قد يتسبب في حدوث فيضانات هناك.

بحيرة فكتوريا - Google Earth

عمر الخزان يقترب من يقترب من 90 عامًا

وعودة إلى خزان جبل أولياء هو سد حجري على نهر النيل الأبيض ويقع على بعد 44 كيلومترًا جنوب العاصمة الخرطوم وتم إنشاؤه في عام 1937 بواسطة الحكومة المصرية، وفق اتفاقية بقبول قيام خزان سنار، حتى تحفظ حقها في مياه النيل دون أي تدخل من حكومة الحكم الثنائي، أو الحكومات الوطنية بعد استقلال السودان.

Sudan. Jebel Awlia, to Malakal. Air view. Dam south of Khartoum, largest engineering project on the Nile

سُلّمَ الخزان إلى حكومة السودان في عام 1977 ليُستفاد منه في رفع منسوب المياه في المناطق أمام جسم السد وخلفه حتى يمكن ري مشاريع النيل الأبيض الزراعية في كل من مناطق: أبو قوتة، والفطيسة ، والهشابة ، وأم جر، والدويم، بواسطة الطلمبات.

إنه ليس موسم الفيضان التقليدي في السودان، وإنما هو موسم فيضان خزان جبل أولياء جنوب العاصمة السودانية الخرطوم بعد أكثر من عام على غياب مهندسيه وفنييه، وتحوله إلى مسرح عمليات عسكرية ساخنة بين الجيش وعدوه اللدود قوات الدعم السريع. 

رجوع إدارة الخزان لسلطة وزارة الري

المخاوف من انفلات الأمر أخرجت الدعوات للتعاون بين الأطراف المتقاتلة إلى العلن، من أجل وقف التدهور في خزان جبل أولياء بالسماح للمختصين في وزارة الري والموارد المائية تحت ضمانات قوية للعمل على إصلاح الخزان الحيوي وتحييد خطره المحدق بمجتمعات جنوب الخرطوم.

وقال وزير الري والموارد المائية السابق، عثمان التوم، لـ«بيم ريبورتس»، إن الحل العاجل للأزمة، هو رجوع إدارة الخزان لسلطة وزارة الرى حتى يقوم المهندسون بإصلاح الأعطال التي تسببت فيها الحرب والعمل عاجلًا على فتح بوابات السد قبل أن يرتفع منسوب البحيرة وتمر المياه فوق جسم السد.

وأضاف التوم أن السد والذي بناه المصريون قبل أكثر من تسعين عامًا لم يوفروا فيه بوابات مفيض لتندفع من خلاله المياه لما بعد الخزان، إذا ارتفعت المناسيب حفاظًا على سلامة السد، كما فعلوا في مفيض توشكي في جنوب مصر.

تمكين مهندسي الري بالوصول إلى الخزان

ودعت أحزاب سياسية وأجسام مدنية في بيانات السبت والإثنين إلى التحرك لإنقاذ الوضع وتفادي الضرر بينها حزب الأمة القومي والمؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي.

وقال حزب الأمة القومي، السبت، إنه يتابع هذه المأساة بقلق بالغ، وطالب الطرفين المتقاتلين بضرورة تمكين مهندسي الري للوصول إلى منطقة الخزان لتمرير المياه لخفض منسوب النيل لإنقاذ المواطنين في قرى ولاية النيل الأبيض. 

كما ناشد المنظمات الدولية والمحلية وكافة الجهود الإنسانية بالاستجابة للكارثة الإنسانية وتوفير مواد الإيواء والغذاء والدواء للمواطنين المحاصرين بالمياه في الجزيرة أبا وما حولها لرفع المعاناة عنهم وتخفيف الضرر.

رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، من جانبه، قال الإثنين إن تعرّض آلاف المواطنين في مناطق مختلفة من ولاية النيل الأبيض للفيضانات، جرّاء خروج خزان جبل أولياء عن الخدمة، أدى إلى تدمير العديد من المنازل والممتلكات العامة والخاصة، ولا يزال الوضع يهدد بمزيد من المعاناة.

وأكد الدقير، بحسب إفادات نقلها عن مهندسين خبراء في مجال السدود، أن خزان جبل أولياء عانى من إهمال جسيم وعدم انتظام في الصيانة في عهد النظام السابق واستمر هذا الإهمال خلال الفترة الانتقالية. فضلاً عن  الأضرار التي تسبب فيها القصف الجوي والاشتباكات المسلحة المتبادلة.

وأضاف «كما غادرت فرق تشغيل وصيانة الخزان موقعها عقب احتدام المعارك في المنطقة والتي انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع عليها».

ودعا الدقير الجهات المعنية للتحرك الفوري واستنفار فريق فني مُتخصص لمعالجة الوضع وتفادي المزيد من الأضرار. 

وقال نأمل أن تسمح القوات المسلحة – في مناطق سيطرتها – بمرور الفريق الفني إلى الخزان، وأن تتيح قوات الدعم السريع وصوله لموقع الخزان لأداء مهمته، ويمكن أن يتم ذلك تحت إشراف الصليب الأحمر لضمان سلامة العملية.

وناشد الدقير المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل وتقديم الدعم الفني والإغاثي. كما ندعو السودانيين في الداخل والخارج للتكاتف وإطلاق مبادرات شعبية لدعم أهلنا المتضررين بكل الوسائل الممكنة.

وأضاف الدقير أن استمرار الحرب في السودان لا يعني سوى التتابع المحموم للكوارث على شعبنا، والتهديد الوجودي لوطننا.

فتح بوابات الخزان فورًا

في السياق نفسه، دعا حزب المؤتمر السوداني، قوات الدعم السريع بالإسراع فورًا في فتح بوابات خزان جبل أولياء حيث مناطق سيطرتها، مشيرًا إلى ضرورة التنسيق مع حكومة بوتسودان والقوات المسلحة، وإن تطلبت العمليات الفنية توفير واستدعاء مختصين.

وقال الحزب في بيان، غُمِرَت العديد من مدن وقرى ولاية النيل الأبيض بمياه الفيضان من بينها كوستي والجزيرة أبا، حيث فاقم عدم فتح بوابات خزان جبل اولياء الوضع سوءًا ما جعل النيل الأبيض يتمدد أفقيًا مسببًا تلفًا لآلاف الأفدنة من المساحات المزروعة، أو انهيار لعدد كبير من المنازل، نجم عن ذلك حركة نزوح كبيرة وتهديد متزايد لآلاف الأسر والنساء والأطفال وكبار السن.

وشدد البيان، أن الأمر في غاية في الخطورة، لافتًا إلى أنه يمثل انعكاسًا حقيقيًا لحالة انهيار الدولة الكامل  وعدم تحمل طرفي الحرب تداعياتها مطلقًا.  كما نلفت انتباه المنظمات الاقليمية والدولية ذات الصلة بضرورة تيسير هذه العملية واغاثة أهلنا في مناطق فيضان النيل الأبيض.

وفي السياق نفسه، أعلن حزب التجمع الاتحادي عن تضامنه غير المحدود مع سكان ولاية النيل الأبيض في هذه الكارثة التي حلت بهم وقال إنه يعمل مع أبناء وبنات الولاية يدًا بيد من أجل تخفيف معاناة المتأثرين بالفيضانات.

وقال في بيان إن هذا الوضع يتطلب التنسيق بين القوات المتحاربة للسماح بوصول فرق الإغاثة والتطوع وتأمين عملها حتى تتمكن من أداء المهام المطلوبة منها على وجه السرعة لإنقاذ حياة الناس بالولاية وقراهم ومزارعهم.

وحث كل مكونات المجتمع المدني والأهلي بالولاية للتضافر والمساهمة في سبيل جبر الضرر وإغاثة المتضررين.

 أيضًا تقدمت مبادرة غرفة طوارئ الكوة بمناشدة عاجلة إلى السلطات السودانية والمنظمات الإنسانية والدولية للتدخل الفوري لإنقاذ المواطنين في مدينة الكوة وولاية النيل الأبيض، وقالت إنهم يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء الفيضانات المدمرة.

ولفتت في بيان إلى أن استمرار إغلاق بوابات خزان جبل أولياء يزيد من تفاقم الوضع، مما يعرض مدن وقرى النيل الأبيض جنوب الخزان لخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

الدعم السريع تحمل الجيش المسؤولية

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع التي تسيطر على الخزان منذ نوفمبر 2023، إنها تتابع بقلق تطورات الفيضان الناجم عن أعطال في بوابات خزان جبل الأولياء جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت ببنية السد بعد الاستهداف المتكرر له.

وأكدت في بيان أن الخزان تعرض لأكثر من (70) غارة جوية منذ سيطرة قواتها على المنطقة العسكرية بجبل الأولياء جنوبي العاصمة الخرطوم، إضافة إلى القصف المدفعي المتواصل بقصد تدمير الخزان.

وحمّلت الدعم السريع  الحكومة السودانية في بورتسودان المسؤولية الكاملة إزاء تداعيات الفيضان على المناطق والقرى الواقعة جنوب الخزان.  

وأكدت أن تفاقم الأزمة الحالية يعود بشكل مباشر إلى استهداف الطاقم الفني العامل في الخزان من قبل الجيش وإجبارهم على مغادرة الموقع ما تسبب في مقتل نحو (9) من المهندسين والفنيين العاملين جراء عمليات القصف الممنهج، وفقًا لبيانها.

كما اتهمت من أسمتهم الفلول بكسر عدد من (الترع) في الجزيرة والنيل الأبيض، والتي انسابت جميعها إلى النيل الأبيض مما ضاعف من مناسيب النهر.

وذكرت الدعم السريع أن جهودها مستمرة لفتح بوابات الخزان، كما أعلنت استعدادها للتعاون مع أي جهات فنية متطوعة مستقلة للمساعدة في المعالجة.

«تقدم» تنتقد انسحاب «سلطة بورتسودان» من التصنيف المتكامل لمراحل انعدام الأمن الغذائي

24 ديسمبر 2024 – انتقدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، الثلاثاء، انسحاب ما أسمتها سلطة بورتسودان من التصنيف المتكامل لمراحل انعدام الأمن الغذائي، واصفة الخطوة بأنها غير مسؤولة ومتكررة.

و الاثنين، علّقت الحكومة السودانية، مشاركتها في النظام العالمي لرصد الجوع، قبيل صدور تقرير يتحدث عن انتشار المجاعة في أنحاء البلاد، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وقالت تقدم في بيان إن هذا القرار يجئ في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي خلفتها حرب 15 أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي أثرت بشدة على قدرة الدولة على معالجة القضايا الإنسانية الملحة.

وشدد البيان على أن هذا النهج الذي يفتقر للأخلاق ويقدم منهج (سياسة الإنكار) على حياة الناس ومساندتهم في محنتهم، يعزز من حقيقة عدم شفافية سلطة بورتسودان في حديثها عن الأوضاع الإنسانية.

وأضافت أنه يثير تساؤلات حول دقة المعلومات المقدمة منها عن أوضاع الأمن الغذائي، وسيؤدي حتمًا إلى تراجع المنظمات الدولية التي تعتمد في تقديمها للمساعدات على التصنيف المتكامل لتحديد المناطق الأكثر احتياجاً للمساعدات.

وأوضح البيان أن هذا الانسحاب قد يؤدي إلى تقليل الدعم الموجه للسودان بسبب غياب بيانات دقيقة ومعتمدة دوليًا، مما سيؤدي بصورة مباشرة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وتابع في ظل غياب هذا التصنيف، ستتأثر خطط مواجهة انعدام الأمن الغذائي وتوزيع المساعدات، ويزيد ذلك من صعوبات التنسيق بين الجهات الإنسانية المحلية والدولية.

وكانت الحكومة قد اتهمت «التصنيفَ المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» بإصدار تقارير «غير موثوقة»، قالت إنها «تقوض سيادة السودان وكرامته».

وأعلنت رويترز أنها اطلعت على رسالة بتاريخ 23 ديسمبر الحالي صرح فيها وزير الزراعة في السودان بأن حكومته أوقفت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

واتهمت الرسالة الموجهة إلى لجنة الأمن الغذائي العالمي ولجنة مراجعة المجاعة التابعة لها، «التصنيفَ المرحلي المتكامل» بإصدار «تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته» – بحسب رويترز.

ومطلع أغسطس الماضي، أعلنت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، عن تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور، لا سيما مخيم زمزم للنازحين.

وذكرت لجنة مراجعة المجاعة (تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليمين ومنظمات إغاثة)، وقتها، أنّ الصراع المتصاعد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع «أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية»، مما دفع بمخيم زمزم إلى «براثن المجاعة».

ويعد التقرير إعلانًا للمجاعة لأول مرة في العالم منذ سبع سنوات بمعسكر زمزم في شمال دارفور، وللمرة الثالثة في العالم خلال العشرين عامًا الماضية.

دبلوماسي سوداني يرفض التعليق

ولم يستجب دبلوماسي في بعثة السودان لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور لطلب التعليق على هذه الخطوة لقطع المساعدات عن المركز الدولي للأمن الغذائي– وفق رويترز.

وجاء في الوثيقة الصادرة عن حكومة السودان أن تقرير لجنة الأمن الغذائي العالمي المتوقع صدوره يفتقر إلى بيانات سوء التغذية المحدثة وتقييمات إنتاجية المحاصيل خلال الموسم الصيفي الأخير.

وأضافت الرسالة أنّ الموسم الزراعي «كان ناجحًا»، كما أشارت إلى «مخاوف جدية» بشأن قدرة لجنة الأمن الغذائي العالمي على جمع البيانات من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع – طبقًا لرويترز.

وقالت رويترز إن رئيس منظمة غير حكومية تعمل في السودان، لفت إلى أن انسحاب الحكومة من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد يقوض الجهود الإنسانية لمساعدة ملايين السودانيين الذين يعانون من الجوع الشديد.

وأشار إلى أن «الانسحاب من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لن يغير من واقع الجوع على الأرض، لكنه يحرم المجتمع الدولي من بوصلته في التعامل مع أزمة الجوع في السودان».

وأضاف قائلًا: «دون تحليل مستقل، فإننا نتحرك عميانًا في هذه العاصفة من انعدام الأمن الغذائي» – وفقًا لما نقلت عنه الوكالة.

وزير الزراعة السوداني ينفي وجود مؤشرات مجاعة

وفي سبتمبر الماضي نفى وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشرى، في تصريحات صحفية، وجود مؤشرات مجاعة بالسودان.

وقال إن الغرض من كل ما يثار عن وجود مجاعة في السودان هو «فتح الحدود السودانية واستغلال ذلك لإدخال الأسلحة والعتاد لقوات التمرد، والتمهيد لدخول قوات أجنبية»، لافتًا إلى أن هذا «يضر بسيادة السودان».

وشكّك البشرى في صحة التقارير الأممية التي تحدثت عن تعرض ثلث سكان السودان للجوع الحاد، متسائلًا: كيف استطاعوا أن يجمعوا هذه البيانات والأرقام على الأرض؟ وكيف استطاعت فرقهم دخول الأراضي التي يحتلها الدعم السريع؟.

وتوصلت لجنة الأمم المتحدة للأمن الغذائي، بحسب ما ذكرت رويترز، إلى أن الحكومة السودانية عرقلت عمل لجنة الأمن الغذائي العالمي في وقت سابق من هذا العام، مما أدى إلى «تأخير تحديد المجاعة في مخيم زمزم مترامي الأطراف للنازحين داخليًا حيث لجأ البعض إلى أكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة».

أليكس دي وال: وقف السودان التعاون مع لجنة التصنيف الدولي للأمن الغذائي «مثير للشفقة ومأساوي»

ونقلت رويترز تعليقًا من المتخصص البارز في المجاعة والمدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في كلية فليتشر بجامعة تافتس – أليكس دي وال، مفاده أنّ تحرك السودان لوقف التعاون مع لجنة التصنيف الدولي للأمن الغذائي «مثير للشفقة ومأساوي».

وأضاف دو وال: «إنه جزء من تاريخ طويل من إنكار حكومة السودان للمجاعة يعود إلى أكثر من 40 عامًا»، مشيرًا إلى أنه «كلما حدثت مجاعة في السودان، فإنهم يعتبرونها إهانة لسيادتهم، وهم أكثر قلقًا بشأن كبريائهم وسيطرتهم من اهتمامهم بحياة مواطنيهم» – طبقًا لرويترز.

والمركز الدولي للأمن الغذائي هو هيئة مستقلة تمولها دول غربية، وتشرف عليها 19 منظمة إنسانية كبيرة ومؤسسة حكومية دولية؛ ويعد محورًا رئيسًا في النظام العالمي الواسع لمراقبة الجوع وتخفيفه، وهو مصمم لدق ناقوس الخطر بشأن تطور الأزمات الغذائية حتى تتمكن المنظمات من الاستجابة ومنع المجاعة والمجاعة الجماعية.

السودان: إعلان المجاعة في الجبال الغربية ومخيمي أبوشوك والسلام بشمال دارفور


24 ديسمبر 2024 – أعلن تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الثلاثاء، عن أن المجاعة في السودان تمددت من مخيم زمزم بشمال دارفور إلى مخيمي أبوشوك والسلام والجبال الغربية، متوقعًا أن تتوسع في مناطق أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت بين ديسمبر 2024 ومايو 2025.

وأوضح التقرير كذلك والذي صدر اليوم الثلاثاء أن خطر المجاعة يهدد 17 منطقة إضافية.

وذكر التقرير أن هذا يمثل تفاقما واتساعا غير مسبوقين لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعة بالصراع المدمر الذي تسبب في نزوح جماعي غير مسبوق، وانهيار الاقتصاد، وانهيار الخدمات الاجتماعية الأساسية، والاضطرابات المجتمعية الشديدة، وضعف الوصول الإنساني.

يشار إلى أن التصنيف المرحلي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة.

ويصنف انعدام الأمن الغذائي إلى خمس مراحل والمجاعة هي المرحلة الخامسة من التصنيف وتعني أن واحدا على الأقل من بين كل خمسة أشخاص أو عائلة يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.

استمرار المجاعة

وبحسب لتقرير لجنة مراجعة المجاعة، فإن المجاعة التي تم الإعلان عنها في أغسطس 2024 في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، استمرت وامتدت إلى مخيمي السلام وأبو شوك وجبال النوبة الغربية في الفترة من أكتوبر إلى نوفمبر 2024.

وأضاف أنه من المتوقع أن تتوسع المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 في مناطق شمال دارفور، بما في ذلك أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت.

التقرير حذر من أن خطر المجاعة يلوح في جبال النوبة الوسطى، وفي المناطق التي من المرجح أن تشهد تدفقات كبيرة من النازحين داخليا في شمال وجنوب دارفور.

انعدام حاد للأمن الغذائي

التقرير أظهر أن انعدام الأمن الغذائي عند مستويات أسوأ مما كان متوقعا، حيث من المتوقع في الفترة ما بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 أن يواجه 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى من ذلك.

ولفت إلى أن هذه النتائج تمثل زيادة حادة قدرها 3.5 مليون شخص مقارنة بالعدد المتوقع في الأصل، وتعادل أكثر من نصف سكان السودان.

ونوه التقرير إلى أنه رغم تلك الأرقام، فإن هناك تحسنا طفيفا من حيث حجم انعدام الأمن الغذائي الحاد مقارنة بموسم العجاف (يونيو – سبتمبر 2024).

وكشف أن هطول الأمطار فوق المتوسط ​أدى ​إلى دعم الأنشطة الزراعية حيث سمحت الظروف الأمنية للمزارعين بالوصول إلى الحقول والمدخلات الزراعية، وبالتالي تخفيف انعدام الأمن الغذائي.

ونتيجة لذلك، بحسب التقرير، انخفض عدد الأشخاص في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى خلال موسم العجاف.

غير أنه لفت إلى أن جميع السكان لم يستفيدوا من هذا على قدم المساواة. ففي المناطق ذات الكثافة العالية من الصراع، أدت الأعمال العدائية إلى تعطيل الأنشطة الزراعية بشدة، مما أدى إلى تخلي المزارعين عن محاصيلهم ونهبها وتدمير الماشية.

ورجح التقرير أن تستفيد الأسر النازحة، وخاصة تلك التي تعيش في المستوطنات والمباني العامة، بشكل كبير من الحصاد.

ما حقيقة الفيديو المتداول عن وصول قوات الجيش المتقدمة من «الكدرو» إلى «سلاح الإشارة» في بحري؟

ما حقيقة الفيديو المتداول عن وصول قوات الجيش المتقدمة من «الكدرو» إلى «سلاح الإشارة» في بحري؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من الجنود يرتدون زي القوات المسلحة السودانية، يحتفلون بـ«سيطرتهم على سلاح الإشارة» في مدينة بحري، مدعيةً أنه مقطع حديث، عقب التقاء قوات الجيش المتقدمة من منطقة «الكدرو» العسكرية شمال الخرطوم بقوات الجيش في «سلاح الإشارة» في بحري.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«الله اكبر و لله الحمد. قواتنا المسلحة تستلم سلاح الأشارة .».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عسكيًا عن مقطع الفيديو، وتبيّن أنه قديم، نُشر في العام 2023، ولا صلة له بتحركات الجيش الأخيرة في مدينة بحري شمالي الخرطوم.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد، بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، لكن البحث لم يُسفر عن نتائج تدعم صحة الادعاء.

ويأتي تداول الادعاء بالتزامن مع أنباء متداولة عن تقدم الجيش في منطقة الخرطوم بحري وضاحية «شمبات» واقترابه من منطقة «سلاح الإشارة».

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ مقطع الفيديو قديم، يعود إلى العام 2023، كما أنّ البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.