Day: December 26, 2024

بكري الجاك: مجموعة صغيرة داخل «تقدم» تطرح تشكيل حكومة موازية

26 ديسمبر 2024 – نفت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» صحة أن تكون معظم مكوناتها مع خيار تشكيل حكومة موازية، أو أن يكون اعتراض البعض على الفكرة، مجرد خوف أو استجابة للابتزاز.

وكان نائب رئيس الهيئة القيادية لتقدم، الهادي إدريس، قد قال اليوم في تصريحات صحفية إن جميع قيادات «تقدم» مع تشكيل حكومة، مضيفًا «لكن لكل قيادي حساباته».

وشدد المتحدث الرسمي لتنسيقية «تقدم»، بكري الجاك، في تصريح لـ«بيم ريبورتس» على أن المجموعة التي تتحدث عن تشكيل حكومة داخل التحالف، لا تمثل الموقف الرسمي للتنسيقية، وإنما يعبرون عن مواقفهم الخاصة.

وقال الجاك «الصحيح هو أن هناك مجموعة صغيرة تشمل جل مكونات الجبهة الثورية الموقعة على اتفاق سلام جوبا وبعض الأفراد ـ لم يسمهم ـ ظلوا يطرحون مسألة تشكيل حكومة كوسيلة لمنازعة شرعية سلطة بورتسودان والضغط عليها بقبول التفاوض وبغرض تقديم خدمات للمواطنين»، على حد قوله.

وأكد الجاك أن (الموضوع)، يقصد تشكيل حكومة، طُرح في اجتماع هيئة القيادة الأخير في مدينة عنتيبي الأوغندية ولم تتوافق الهيئة القيادية على اتخاذ قرار بهذا الشأن.

وأشار الجاك إلى أن المجتمعين قد توافقوا على تشكيل آلية سياسية برئاسة، رئيس الهيئة القيادية عبدالله حمدوك لدراسة المقترحات بشأن منازعة الشرعية والحل السياسي عبر المائدة المستديرة.

وأضاف «الآن تشكلت الآلية السياسية وتم تقسيمها إلى ثلاث لجان للنظر في تطوير الرؤية السياسية وفي موضوع الشرعية وقضية الحل السياسي عبر المائدة المستديرة».

وبشأن احتمالية حدوث انقسام في تقدم بناء على التطورات الأخيرة، قال الجاك إن «لكل حادث حديث.. فلنترك الفرضيات جانبًا الآن».

وكان الهادي إدريس قد قال إن الاختلاف كان يقوم على أمرين؛ هل تصبح الحكومة حكومة منفى لنزع الشرعية، أم تكون حكومة جديدة ليس لها علاقة بمرجعية ثورة ديسمبر والوثيقة الدستورية وتصبح حكومة لجميع السودان.

وأردف «هذا هو الخلاف.. أما تشكيل الحكومة فهو متفق عليه وهذه الحقيقة، بيد أن للسياسين تقديراتهم الخاصة».

وبتاريخ 6 ديسمبر الحالي دعت الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، إلى «إنهاء اختطاف الدولة» واستعادة شرعية ثورة ديسمبر، مشددة على ضرورة نزع أي شكل من أشكال الشرعية الزائفة والتصدي لها بكافة الوسائل المتاحة.

في وقت أعلنت أن الآلية السياسية بالتحالف تعكف على مناقشة خيارات نزع الشرعية للحفاظ على وحدة السودان أرضًا وشعبًا وتحقيق السلام الدائم والشامل واستكمال ثورة ديسمبر.

والجمعة الماضي نقلت وكالة رويترز عن قوات الدعم السريع اعتزامها تشكيل حكومة جديدة للإشراف على المناطق التي تسيطر عليها، تشمل ثلاث شخصيات بارزة من أعضاء مجلس السيادة السابقين، وهم محمد التعايشي، الهادي إدريس، والطاهر حجر سيكون مقرها الخرطوم.

وأعرب دبلوماسيون غربيون عن قلقهم بشأن احتمال هيمنة قوات الدعم السريع على الحكومة الجديدة، مؤكدين أن غياب القيادة الفاعلة يمثل أبرز نقاط الضعف في هذه القوات.

كما انتقد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، أي حكومة جديدة قائلاً إنها ستكون خطوة إلى الوراء في مساعي السلام.

الخرطوم تستقبل مساعدات إنسانية بعد «20» شهرًا من تحولها إلى مركز دامٍ لمسارح الحرب السودانية

26 ديسمبر 2024 – استقبلت العاصمة السودانية الخرطوم، الخميس، مساعدات إنسانية للمرة الأولى منذ أصبحت مركزًا لمسارح الحرب التي تحطم في البلاد على مدى 20 شهرًا متتالية، وذلك وسط ترحيب واسع بالخطوة التي تنقذ الآلاف من الجوع والمرض.

وأعلنت غرف طوارئ محلية الخرطوم في بيان، عن وصول 28 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية التي تشمل الأدوية والغذاء من أصل 34 شاحنة تأخرت في الطريق، لأول مرة منذ اندلاع الحرب فيها في 15 أبريل 2023.

وقالت الغرفة إن المساعدات عبارة عن خمس شاحنات تابعة لليونيسيف محملة بالأدوية وشاحنة واحدة من ( care, msf, nfi) و22 شاحنة من برنامج الأغذية العالمي wfp محملة بالغذاء حوالي 750 طنًا.

واعتبرت وصول هذه المساعدات بأنه كان حلمًا وأصبح حقيقة يعيشها المواطنون الآن. مضيفة «الفرحة لا تسع المواطنين في منطقة بشائر بمحلية جبل أولياء بالأخص، وكل ولاية الخرطوم».

وشكرت الغرفة «كل الجهات المعنية» التي سمحت بمرور المساعدات الإنسانية.

أكثر من 15 ألف مستفيد جنوبي الخرطوم

فيما قالت عضو بغرفة طوارئ الجريف غرب، دعاء طارق لـ«بيم ريبورتس» إن الغرفة ظلت تنسق بشكل مستمر مع منظمتي اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي اللتبن نسقتا من جانبهما مع قوات الدعم السريع لفتح ممرات آمنة.

وأوضحت أن عدد المستفيدين من المساعدات بمنطقة جبل أولياء يبلغ 15,200 أسرة، بالإضافة إلى الأسر في جنوب الحزام.

وذكرت أن المؤن عبارة عن: (عدس، ذرة ، زيت ذرة، ملح يود، ومواد تغذية للأطفال وأدوات لأنشطة الأطفال من يونيسف).

وأوضحت أن هذه المساعدات مهمة لأن المواطنين في منطقة جنوب الحزام يعتمدون على المطابخ المجتمعية (التكايا)، مشيرةً إلى أن توقفها يؤثر عليهم.

ولفتت إلى أن التوقيت الذي وصلت به الشاحنات مناسب لأنها جاءت في الشتاء حيث تحتاج الأسر إلى كميات أكبر من الغذاء فيه.

خطوة إيجابية

بينما اعتبرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» الإعلان عن وصول أول شحنة مواد إغاثية إلى مستشفى بشائر بمنطقة الخرطوم جنوب، خطوة إيجابية لإنقاذ الأرواح.

وأضافت في بيان «هي خطوة طالما طال انتظارها لتلبية الاحتياجات الملحة للمواطنين في المناطق المحاصرة، خاصة أحياء جنوب الحزام، التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية بسبب الحصار والاقتتال المستمر»، وفق ما ذكرت.

وثمّنت تقدم -هذا الإنجاز- الذي قالت إنه جاء نتيجة التنسيق المشترك بين أطراف النزاع والمنظمات الإنسانية، داعية إلى استمرار هذا التعاون لضمان إيصال المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة.

وأضاف البيان «نرى في هذه الخطوة بداية إيجابية نحو الالتزام بحماية المدنيين، ونطالب كافة الأطراف بمضاعفة الجهود لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق».

كما ناشدت طرفي النزاع بالعمل الجاد لتسهيل وصول المساعدات دون قيود، وضمان التنسيق المستمر مع الجهات الإنسانية لتحقيق هدف مشترك وهو حماية أرواح الأبرياء وتخفيف معاناتهم.

مساعدات إلى منطقة محطمة

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع التي تسيطر على المناطق المستهدفة بالمساعدات إن الإعانات وصلت عبر تسهيل من الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية بالتنسيق مع قوة حماية المدنيين بقواتها والإدارة المدنية بولاية الخرطوم.

ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، حيث ينتشر جنودها هناك بكثافة فيما ظلت المنطقة هدفًا مستمرًا للطيران الحربي التابع للجيش.

وبتاريخ 21 نوفمبر الماضي أعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن توقف كل مصادر الدعم للغرف «قطاع الأزهري» مما تسبب في توقف جميع التكايا بالمنطقة التي يعتمد عليها المواطنون بشكل أساسي.

وأوضحت أن هناك صعوبة بالغة في الحصول على مياه الشرب والاعتماد الكلي على الآبار الجوفية بالطرق البدائية وكذلك شراء المياه بأسعار باهظة.

وقبل يومين كشف تقرير للجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، عن تمدد المجاعة في السودان من مخيم زمزم بشمال دارفور إلى مخيمي أبوشوك والسلام والجبال الغربية.

وتوقع التقرير أن تتوسع في مناطق أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 .وأوضح التقرير كذلك أن خطر المجاعة يهدد 17 منطقة إضافية.

وفي منتصف نوفمبر الماضي وافقت الحكومة السودانية على تمديد فترة فتح معبر أدري الحدودي مع دولة تشاد وهو أمر تراه منظمات الإغاثة ضروريًا لإيصال الأغذية وغيرها من الإمدادات للمناطق المعرض لخطر المجاعة.