Day: December 28, 2024

«تقدم» تعرب عن قلقها من إجراء امتحانات «الشهادة السودانية» في الظروف الحالية

28ديسمبر 2024-أعربت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» عن «بالغ قلقها واستيائها» من قرار «حكومة بورتسودان» بإجراء امتحانات الشهادة السودانية في الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، ومن جعل الأمر «مجالًا لمناورات الحرب» وتجزئة ملف قالت إنه من «أهم الملفات القومية الجامعة للبلاد» حسب تعبيرها.

وقالت تنسيقية «تقدم»، في بيان، اليوم، إن «إمعان الطرفين في التهاون بمستقبل الشباب، ومحاولة جعلهم وقودًا لاستمرار الحرب الدائرة في السودان، قد ألقى بظلاله الثقيلة على حياة المواطنين، وخاصة الطلاب الذين يعانون من انعدام الأمن والاستقرار».

واليوم السبت، انطلقت امتحانات الشهادة الثانوية لدفعة 2023 المؤجلة. ومن المقرر أن تستمر حتى الثامن من يناير المقبل، فيما أعلنت الحكومة السودانية عن إجراءات أمنية لتأمين سير الامتحانات، وسط شكوك كبيرة في ظل عدم استجابة الطرفين لمطالب وقف إطلاق النار خلال الامتحانات.

وغابت امتحانات الشهادة السودانية التي بدأت منذ ما بعد الاستقلال، بالكامل للمرة الأولى العام الماضي، وتغيب هذا العام جزئيًا في مساحة واسعة من البلاد تضم دارفور والخرطوم وأجزاء من ولاية الجزيرة وغيرها من المناطق. كما أنها تُجرى للمرة الأولى في توقيت مسائي وسط مخاوف أمنية من استهداف مراكز الامتحانات.

وأضافت تنسيقية «تقدم» في البيان: «لقد طالبنا مرارًا وتكرارًا بضرورة وقف هذه الحرب وجددنا نداءاتنا للطرفين بضرورة وقف إطلاق النار لتحقيق الاستقرار للطلاب وأسرهم، ومن ثم عقد الامتحانات في بيئة آمنة ومستقرة تضمن الوصول الآمن للطلاب وأساتذتهم في أجواء صحية»، مشيرةً إلى أن «السلطات في بورتسودان تصر على المضي قدمًا في عقد الامتحانات دون مراعاة للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الطلاب في مختلف أنحاء البلاد».

وشدد بيان التنسيقية على أن «التعليم حق أساسي لكل طالب سوداني»، مشيرًا إلى أنه لا يمكن ضمان هذا الحق في ظل «الحرب والعنف». ولفت إلى أن «عزل أجزاء كبيرة من البلاد ومنع الطلاب من الالتحاق بالامتحانات يعد انتهاكًا صارخًا لحق إنساني أصيل وتضييعًا لمستقبل شباب الغد».

وطالبت «تقدم» الجيش وقوات الدعم السريع بوقف إطلاق النار فورًا ليتمكن جميع الطلاب السودانيين المؤهلين من الجلوس للامتحانات، أو بتأجيل امتحانات الشهادة السودانية حتى يتحقق الاستقرار والأمان في البلاد. كما دعت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ذات الصلة إلى التدخل والضغط على السلطات لتحقيق هذا «الهدف النبيل» وعدم حرمان عشرات الآلاف من الطلاب من حقهم في التعليم.

وكانت لجنة المعلمين السودانيين، قد حمّلت، في بيان، الجمعة، ما وصفتها بـ«حكومة الأمر الواقع» – حمّلتها «كامل المسؤولية عن أي نتيجة ترتبت على الإصرار على عقد الامتحانات بهذا الشكل، دون استصحاب شروط العدالة والشمول، والالتزام بإجراءات سلامة المعلمين والطلاب». وشددت على أن هذه الامتحانات «خطر على الطلاب والمعلمين أثناء عقدها، وخطر على السودان بعد عقدها».

وأوضحت لجنة المعلمين، في البيان، أن «ثماني ولايات بالكامل، وثلاث بصورة شبه كاملة، وثلاث بصورة جزئية، من جملة 18 ولاية، و60%‎ من الطلاب على الأقل سيحرمون من هذه الامتحانات»، ولفتت إلى أن ذلك يثبت «خطل الفكرة وسوء التخطيط، وعشوائية التنفيذ».

وعدّت اللجنة «عدم ظهور أرقام جلوس لعدد كبير من الطلاب في محلية كرري»، والإعلان عن عدم عقد الامتحانات في محليتي النهود والدلنج وفي دولة تشاد في اللحظات الأخيرة – عدّتها تجليًا لما وصفته بـ«التخبط والعشوائية في التجهيز لهذه الامتحانات».

وأشارت لجنة المعلمين إلى ما وصفته بـ«المحسوبية والمجاملة» في اختيار كبار المراقبين لخارج السودان، لا سيما في مراكز مصر والإمارات، وقالت إن بينهم «من لم يعمل معلمًا ولو ليوم واحد».

وزادت اللجنة أن كل هذا يؤكد «فرضية أن هذه الامتحانات ليس الهدف منها العملية التعليمية، بل هدفها تثبيت واقع الحرب».

عشرات القتلى والمصابين جراء قصف «الدعم السريع» للفاشر ومعسكر أبو شوك

28 ديسمبر 2024 – شهدت أجزاء من ولاية شمال دارفور، اليوم السبت، عمليات قصف من قبل «الدعم السريع» استهدفت مركزًا للنازحين، بالإضافة إلى قصف مدفعي عنيف منذ الصباح على معسكر «أبو شوك» ومركز «IRC» الصحي بالمعسكر، فيما قالت تنسيقية النازحين واللاجئين إن 964 شخصًا نزحوا جراء الصراع في مخيم زمزم، ووصلوا إلى محلية «طويلة» غربي الفاشر التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور .

وقالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، اليوم، إن «مسيرة إستراتيجية» تابعة لـ«الدعم السريع» أطلقت أربعة صواريخ على مدرسة «قوز بينة» التي تضم عددًا كبيرًا من النازحين الفارين من «مذبحة أبو زريقة». وكشفت التنسيقية عن وقوع عشرات المصابين في الحادثة، مضيفة أن المعلومات المتوافرة حتى اللحظة تشير إلى مقتل 21 شخصًا وإصابة 17 آخرين.

‏ومن جانبه، علق حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، على الحادثة، في حسابه بمنصة «إكس»، قائلًا إن «مليشيات الدعم السريع» ارتكبت ما وصفها بـ«المجزرة» في مدرسة «قوز بينة»جنوبي الفاشر، موضحًا أن «مسيّرة مجنحة» استهدفت المدرسة بعدد من الصواريخ، لافتًا إلى أنّ المدرسة مركز إيواء للنازحين الفارين من معسكر زمزم.

وأضاف مناوي أنّ 18 امرأةً وطفلًا لقوا حتفهم في الحادثة، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، مطالبًا «الدول الداعمة للمليشيات» بالتوقف عن دعمها.

وفي الأثناء، قالت غرفة طوارئ معسكر «أبو شوك» إن مركز «IRC» الصحي بالمعسكر، شهد مجددًا اليوم، قصفًا مدفعيًا منذ الساعة السادسة صباحًا وحتى العاشرة والنصف، بقذائف من قبل قوات الدعم السريع. وأضافت الغرفة: «راح ضحية الهجوم نفر كريم من أبناء وبنات معسكر أبو شوك»، مشيرةً إلى وقوع إصابات وسط المرضى بالمركز، ولافتةً إلى أن القصف بات يستهدف المرافق السكنية والصحية والأسواق.

نزوح 964 شخصًا من مخيم زمزم:
وكانت تنسيقية النازحين واللاجئين قد قالت إن 964 فردًا نزحوا من مخيم زمزم، ووصلوا إلى منطقة «تابت» بمحلية طويلة أمس الجمعة، مشيرةً إلى تواصل عمليات النزوح على نحو يومي، تسللًا بسبب التحديات الأمنية على الطرقات والمخارج.

وأشارت التنسيقية إلى أن النازحين الذين وصلوا إلى «طويلة» ومناطق أخرى في «جبل مرة» يعيشون في «ظروف إنسانية قاسية ومحزنة ويحتاجون إلى مقومات الحياة الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء والمأوى وغيرها».

وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد دعا، خلال لقائه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، الإثنين الماضي، المنظومة الأممية إلى ضرورة «اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر».

وفي تصريحات سابقة لـ«بيم ريبورتس»، وصفت تنسيقية النازحين واللاجئين الوضع العسكري في الفاشر بأنه «ديناميكي ومتغير باستمرار»، مشيرةً إلى أن التطورات العسكرية المعقدة في المدينة تعتمد على التحركات الإستراتيجية للطرفين، وأن المعارك لا تُحسم في يوم أو ساعة واحدة.

«أبوظبي» ترحب بالوساطة التركية لحل الأزمة في السودان

28 ديسمبر 2024 – أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية، اليوم السبت، عن ترحيب دولة الإمارات العربية المتحدة بالجهود الدبلوماسية لجمهورية تركيا لإيجاد حل للأزمة في السودان، مشيرةً إلى أنه يمثل أيضًا أولوية لدولة الإمارات. ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من إبداء الحكومة السودانية ترحيبها بالخطوة التركية.

وقالت أبو ظبي إن جهود أنقرة تُظهر «التزام تركيا العميق بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، والمساهمة في تعزيز العلاقات بين الدول»، مؤكدةً أن «دولة الإمارات على أتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية وكافة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في السودان وإيجاد حل شامل للأزمة».

وبتاريخ 13 ديسمبر الجاري، عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسّط لحل الخلاف بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعد تنامي التصعيد بين البلدين، إثر اتهام الخرطوم لأبوظبي بدعمها قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل من العام الماضي، وإمدادها بالأسلحة والعتاد.

وكان وزير الخارجية السوداني، قد ثمّن، في مقابلة صحفية مع وكالة الأناضول، الأسبوع الماضي، المبادرة التركية، وتوقع أن يكون لها «مردود إيجابي على السودان حكومة وشعبًا وقيادة»، فيما نقل إعلام مجلس السيادة السوداني عن رئيسه عبد الفتاح البرهان، إشادته بمواقف تركيا «الداعمة للسودان»، وجهودها من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم، كما نقلت عنه ترحيبه بأي دور تركي لوقف الحرب في البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية، عن الخارجية الإماراتية تأكيدها أن دولة الإمارات تعمل مع جميع الأطراف المعنية والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي من أجل «إيجاد حل سلمي للصراع سعيًا لوقف التصعيد وإطلاق النار، وبدء الحوار السوداني – السوداني الذي يضم جميع المكونات السياسية وأطراف النزاع ليحقق للشعب السوداني تطلعاته في التنمية والأمن والازدهار»، مشددةً على أهمية احترام أطراف النزاع التزاماتهم وفق «إعلان جدة» ووفق آليات منصة «متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان – ALPS».

وأشار بيان الخارجية الإماراتية إلى أنّ غياب القوات المسلحة السودانية عن محادثات السلام الأخيرة التي شاركت فيها دولة الإمارات إلى جانب عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عبر منصة «ALPS» في جنيف، يُعدّ «تجاهلًا صارخًا لمعاناة الشعب السوداني الشقيق، وعدم الرغبة في التعاون والانخراط في محادثات السلام لإنهاء الأزمة وتحقيق السلام الدائم» – بحسب تعبير البيان.

وشددت أبو ظبي على أهمية الحوار والتفاوض، وعدتهما «السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتأمين عملية سياسية وإجماع وطني نحو حكومة بقيادة مدنية»، داعيةً جميع الأطراف المعنية إلى العودة إلى طاولة الحوار والمشاركة الفعالة في جهود إحلال السلام في السودان.

ودأب قادة الجيش السوداني على اتهام دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم قوات الدعم السريع وتزويدها بالأسلحة والمعدات العسكرية. فيما تقدم مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، بشكوى رسمية ضد الإمارات، واتهمها بالتخطيط لإشعال الحرب في البلاد ودعم قوات الدعم السريع بمساعدة من تشاد، مطالبًا بإدانتها، لكن أبوظبي أنكرت تلك التُهم، ووصفتها بأنها «ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى الأدلة الموثوقة».

ووجهت أبو ظبي رسالة إلى مجلس الأمن، في 21 أبريل الماضي، قالت فيها إن «نشر المعلومات المضللة والروايات الزائفة، يرمي إلى التهرب من المسؤولية، وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية في السودان، بعد عام من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع».

شروط سودانية للتفاوض

وكان وزير الخارجية السوداني علي يوسف، قد كشف عن مجموعة من «المحددات التي يجب الاتفاق عليها» قبل دخول الحكومة السودانية في مفاوضات رسمية مع دولة الإمارات. وأوضح أن أبرز هذه الشروط هي «وقف الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه الإمارات لميليشيا الدعم السريع»، مع الالتزام بـ«الحفاظ على وحدة السودان وسيادته ومؤسساته، وفي مقدمتها القوات المسلحة، على غرار مواقف دول مثل مصر وتركيا».

وأضاف يوسف أن من بين الشروط الأساسية أيضًا دفع الإمارات تعويضات مادية للشعب السوداني، بالإضافة إلى تعويضات من جميع الجهات التي قال إنها «تدير أموال أسرة آل دقلو»، مشددًا على أن تحقيق هذه المطالب يعد «شرطًا أساسيًا لأي تسوية محتملة».

وفي يوليو الماضي، بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الحاكم في السودان عبد الفتاح البرهان – بحث «سبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها»، وأكد «حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان»، غير أنّ التصعيد ظل مستمرًا بين البلدين.