«أبوظبي» ترحب بالوساطة التركية لحل الأزمة في السودان

28 ديسمبر 2024 – أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية، اليوم السبت، عن ترحيب دولة الإمارات العربية المتحدة بالجهود الدبلوماسية لجمهورية تركيا لإيجاد حل للأزمة في السودان، مشيرةً إلى أنه يمثل أيضًا أولوية لدولة الإمارات. ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من إبداء الحكومة السودانية ترحيبها بالخطوة التركية.

وقالت أبو ظبي إن جهود أنقرة تُظهر «التزام تركيا العميق بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، والمساهمة في تعزيز العلاقات بين الدول»، مؤكدةً أن «دولة الإمارات على أتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية وكافة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في السودان وإيجاد حل شامل للأزمة».

وبتاريخ 13 ديسمبر الجاري، عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسّط لحل الخلاف بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعد تنامي التصعيد بين البلدين، إثر اتهام الخرطوم لأبوظبي بدعمها قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل من العام الماضي، وإمدادها بالأسلحة والعتاد.

وكان وزير الخارجية السوداني، قد ثمّن، في مقابلة صحفية مع وكالة الأناضول، الأسبوع الماضي، المبادرة التركية، وتوقع أن يكون لها «مردود إيجابي على السودان حكومة وشعبًا وقيادة»، فيما نقل إعلام مجلس السيادة السوداني عن رئيسه عبد الفتاح البرهان، إشادته بمواقف تركيا «الداعمة للسودان»، وجهودها من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم، كما نقلت عنه ترحيبه بأي دور تركي لوقف الحرب في البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية، عن الخارجية الإماراتية تأكيدها أن دولة الإمارات تعمل مع جميع الأطراف المعنية والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي من أجل «إيجاد حل سلمي للصراع سعيًا لوقف التصعيد وإطلاق النار، وبدء الحوار السوداني – السوداني الذي يضم جميع المكونات السياسية وأطراف النزاع ليحقق للشعب السوداني تطلعاته في التنمية والأمن والازدهار»، مشددةً على أهمية احترام أطراف النزاع التزاماتهم وفق «إعلان جدة» ووفق آليات منصة «متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان – ALPS».

وأشار بيان الخارجية الإماراتية إلى أنّ غياب القوات المسلحة السودانية عن محادثات السلام الأخيرة التي شاركت فيها دولة الإمارات إلى جانب عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عبر منصة «ALPS» في جنيف، يُعدّ «تجاهلًا صارخًا لمعاناة الشعب السوداني الشقيق، وعدم الرغبة في التعاون والانخراط في محادثات السلام لإنهاء الأزمة وتحقيق السلام الدائم» – بحسب تعبير البيان.

وشددت أبو ظبي على أهمية الحوار والتفاوض، وعدتهما «السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتأمين عملية سياسية وإجماع وطني نحو حكومة بقيادة مدنية»، داعيةً جميع الأطراف المعنية إلى العودة إلى طاولة الحوار والمشاركة الفعالة في جهود إحلال السلام في السودان.

ودأب قادة الجيش السوداني على اتهام دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم قوات الدعم السريع وتزويدها بالأسلحة والمعدات العسكرية. فيما تقدم مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، بشكوى رسمية ضد الإمارات، واتهمها بالتخطيط لإشعال الحرب في البلاد ودعم قوات الدعم السريع بمساعدة من تشاد، مطالبًا بإدانتها، لكن أبوظبي أنكرت تلك التُهم، ووصفتها بأنها «ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى الأدلة الموثوقة».

ووجهت أبو ظبي رسالة إلى مجلس الأمن، في 21 أبريل الماضي، قالت فيها إن «نشر المعلومات المضللة والروايات الزائفة، يرمي إلى التهرب من المسؤولية، وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية في السودان، بعد عام من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع».

شروط سودانية للتفاوض

وكان وزير الخارجية السوداني علي يوسف، قد كشف عن مجموعة من «المحددات التي يجب الاتفاق عليها» قبل دخول الحكومة السودانية في مفاوضات رسمية مع دولة الإمارات. وأوضح أن أبرز هذه الشروط هي «وقف الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه الإمارات لميليشيا الدعم السريع»، مع الالتزام بـ«الحفاظ على وحدة السودان وسيادته ومؤسساته، وفي مقدمتها القوات المسلحة، على غرار مواقف دول مثل مصر وتركيا».

وأضاف يوسف أن من بين الشروط الأساسية أيضًا دفع الإمارات تعويضات مادية للشعب السوداني، بالإضافة إلى تعويضات من جميع الجهات التي قال إنها «تدير أموال أسرة آل دقلو»، مشددًا على أن تحقيق هذه المطالب يعد «شرطًا أساسيًا لأي تسوية محتملة».

وفي يوليو الماضي، بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الحاكم في السودان عبد الفتاح البرهان – بحث «سبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها»، وأكد «حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان»، غير أنّ التصعيد ظل مستمرًا بين البلدين.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع