8 يناير 2024 – انتقدت قوات الدعم السريع، الأربعاء، بشدة، العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قائدها، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، واصفة إياها بالمسيسة وأنها تكافئ الطرف الآخر، تقصد الجيش السوداني، قبل أن تنكر ارتكابها إبادة جماعية.
وأمس فرضت الولايات المتحدة الأمريكية أول عقوبات موجهة ضد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي» على خلفية مشاركته في الصراع في السودان وتسببه في مقتل عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين.
ووصفت في بيان اليوم، القرارات – تقصد العقوبات- التي أصدرتها الحكومة الأمريكية أمس، بأنها مؤسفة ومجحفة.
ولفتت إلى أنها قرارات سياسية محضة، وقالت إنه تم اتخاذها دون تحقيق دقيق ومستقل حول الطرف المتسبب في اندلاع الحرب، وما صاحبها من انتهاكات ارتكبت من أطراف مختلفة، خلال الحرب الجارية في السودان.
وقال البيان إنه «من المدهش أن قرار العقوبات أُصدر بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 المتعلق بزعزعة الاستقرار وتقويض الانتقال الديمقراطي، لكنه لم يعاقب القيادة العسكرية للجيش التي قال إنها تتمسك بالاستمرار في انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر».
كما انتقد البيان، الوصف الأمريكي، والذي أشار إلى أن قوات الدعم السريع انخرطت في نزاع وحشي مع القوات المسلحة للسيطرة على السودان.
من ناحية أخرى، أوضح البيان، أن بيان وزارة الخارجية الأمريكية، والذي أشار إلى ارتكاب قوات الدعم السريع إبادة جماعية في السودان، جانبه الصواب.
وأضاف «لم يذكر على وجه التحديد المجموعة التي ارتكبت ضدها الإبادة الجماعية، ولا مكان وقوع هذه الإبادة الجماعية».
وتابع البيان «الإبادة الجماعية جريمة خطيرة ولا ينبغي للإدارة الأمريكية المنصرمة أن تتعامل معها بهذا المستوى من التعميم الذي يؤكد بأن هذا القرار تم اتخاذه لاعتبارات سياسية لا علاقة لها بالأسس القانونية المتعلقة بالإبادة الجماعية من حيث التعريف والإثبات».
وخلال الأشهر الأولى للصراع، ارتكبت قوات الدعم السريع جرائم قتل جماعي وتهجير قسري ممنهجة بحق المساليت في ولاية غرب دارفور، حيث قدرت منظمات حقوقية وأممية ضحايا تلك الأحداث بين 10-15 ألف قتيل.
عقوبات انتقائية
ورأى البيان أن العقوبات الأمريكية انتقائية قائلًا إنها لن تساعد في تحقيق أي هدف من الأهداف الجوهرية التي ينبغي التركيز عليها، وهو التوصل إلى حل سياسي.
وأشار إلى أن العقوبات تجاهلت بانتقائية الانتهاكات الفظيعة التي قال إن القوات المسلحة السودانية ترتكبها على نطاق واسع بالقصف الجوي.
وبحسب البيان، فإن قرارات وزارة الخزانة الأمريكية الصادرة «وضعت العربة أمام الحصان وتمثل مكافأة للطرف الرافض لإيقاف الحرب ومعاقبة دعاة الوحدة والسلام».
وأكد أنها لا تعقد الأوضاع الحالية وحسب وإنما تصعب كذلك عملية تحقيق السلام الشامل ولا تخدم إلا الإسلاميين والنظام القديم في السودان.
ونوه البيان إلى أنها حتمًا ستلقي بظلال سالبة على دور الولايات المتحدة كوسيط.