8 يناير 2025 – أثارت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي» ردود أفعال داخلية وخارجية وتأثيرها على حرب دامية تمزق السودان منذ أبريل 2023.
في وقت رحبت وزارة الخارجية السودانية بها، بالإضافة إلى نائبة بمجلس النواب الأمريكي، فيما أشار المبعوث الخاص للسودان، إلى أن العقوبات ستقيد بشكل أكبر عمليات عائلة دقلو مع قوات الدعم السريع. رفض مستشار لـ«حميدتي» ورئيس حركة مسلحة وقيادي بـ«تقدم» العقوبات واعتبراها تقويضًا لجهود السلام.
ووصفت النائبة بمجلس النواب الأمريكي، سارة جاكوبس، العقوبات على «حميدتي» بأنها خطوة أولى حاسمة لمحاسبة قوات الدعم السريع والإمارات على الإبادة الجماعية في السودان.
وأضافت النائبة الأمريكية والتي ظلت تنشط ضد موقف الإمارات بشأن الحرب في السودان «سأستمر في الضغط من أجل اتخاذ إجراءات أقوى ضد أولئك الذين يطيلون أمد هذه الحرب، بينما ننتظر تقييم الإدارة بشأن تعهد الإمارات بإنهاء دعمها لقوات الدعم السريع في 17 يناير».
تقييد عمليات عائلة دقلو
في السياق نفسه، قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أعلن عن تصنيف الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع كإبادة جماعية.
وأشار إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي» لدوره في إطالة أمد هذا النزاع، بالإضافة إلى فرض عقوبات على 7 شركات لدورها في توريد الأسلحة لقواته.
وأوضح بيرييلو، أن هذه العقوبات ستقيد بشكل أكبر عمليات عائلة دقلو مع قوات الدعم السريع التي صرح بلينكن بأنها ارتكبت تطهيرًا عرقيًا وجرائم ضد الإنسانية وجرائم مروعة ضد النساء والأطفال في السودان.
وتابع «يجب على العالم أن يدين هذه الفظائع، ويطالب بالمحاسبة، ويدفع نحو إنهاء هذا النزاع واستعادة مسار السودان نحو انتقال مدني ديمقراطي».
الخارجية السودانية ترحب بالعقوبات الأمريكية على «حميدتي»
في المقابل، رحبت وزارة الخارجية السودانية، في بيان صحفي اليوم، بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» وسبع شركات تجارية تملكها قواته في الإمارات.
وقالت إنها تثمن ما خلصت إليه الحكومة الأمريكية بأن قوات الدعم السريع وحلفاءها قد ارتكبوا جرائم إبادة جماعية في السودان.
وأضافت أنها تتفق مع ما جاء في بيان وزير الخارجية الأمريكي أن «حميدتي» مسؤول عن الفظائع الممنهجة ضد الشعب السوداني التي ترتكبها قواته بما فيها الاغتصابات الجماعية، وأن الواجهات التجارية لها التي توظفها لتمويل حربها موجودة في الإمارات.
وتابع البيان «كما تلاحظ أن بيان وزارة الخزانة الأميركية أكد أن المليشيا تستخدم حرمان المدنيين من الإغاثة سلاحا للحرب ضد الشعب السوداني، وأنها تنتهك بشكل منهجي القانون الدولي الإنساني، و إعلان جدة الموقع في مايو 2023».
ودعت الخارجية بقية الدول لاتخاذ خطوات مماثلة ضد قيادة الدعم السريع ورعاتها، بالإضافة إلى «موقف موحد وصارم من الأسرة الدولية في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية لإجبارها على وقف حربها ضد الشعب السوداني ودولته ومؤسساته الوطنية».
فشل إدارة بايدن في التعاطي مع الأزمة السودانية
من جانبه، وصف مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، قرار وزارة الخزانة الأمريكية بحق «حميدتي» بأنه يعبر عن فشل إدارة بايدن في التعاطي مع الأزمة السودانية وازدواجية المعايير التي اتبعتها في كثير من الملفات في الشرق الأوسط.
وقال إن «هذا القرار صدر بتأثير واضح من لوبيهات ضغط معلومة لدينا ونعلم طريقة تعاملها مع مثل هذه الملفات».
ورأى طبيق أن القرار «ليس له قيمة ولا تأثير» على الوضع الراهن في السودان، بل قد يعقد الأزمة السودانية ويعرقل التوصل إلى مفاوضات جادة تعالج جذور الأزمة السودانية.
وشدد على أن هذا القرار لن يثنيهم عن الاستمرار في اقتلاع ما وصفها بدولة الظلم والطغيان وإنهاء الهيمنة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وبناء الدولة الجديدة على أسس المواطنة والعدالة والمساواة، على حد قوله.
صندل: العقوبات على «حميدتي» تقوض مساعي السلام
القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» ورئيس فصيل بحركة العدل والمساواة، سليمان صندل، قال إن مواقف قيادة الدعم السريع كلها تستجيب وتتعاطى مع كافة المبادرات الهادفة لوقف الحرب بإيجابية، وتمد يد السلام من أجل إنهاء هذه المعاناة.
وأضاف قائلًا إن عقوبات الخزانة الأمريكية على قائد الدعم السريع كأنها تريد أن تقوض مساعي السلام، والجهود الحثيثة والصادقة المبذولة من عدد من الجهات. فضلًا عن ذلك، ترسل إشارات سلبية للذين أشعلوا الحرب ويحرضون على استمرارها.
وأردف أن «هذه العقوبات لا تغيّر من مواقف قيادة الدعم السريع في السعي الدؤوب والعمل الوطني المسؤول مع الجميع من أجل وقف هذه المحرقة، وإنهاء الحروب في بلادنا إلى الأبد، لينعم شعبنا بالاستقرار والسلام، وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة، التي تواثقت عليها أنصار قوى الثورة التراكمية».