10 يناير 2025- علّقت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، أنشطتها في مستشفى بشائر جنوب العاصمة السودانية الخرطوم بسبب الهجمات العنيفة المستمرة على المرضى والعاملين في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأدانت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان، بشدة الهجمات العنيفة المستمرة على المرضى والعاملين في مستشفى بشائر التعليمي.
وقال البيان «على الرغم من الجهود المستمرة للتواصل مع جميع الأطراف المعنية، فإن هذه الهجمات استمرت في الأشهر الأخيرة. وقد اتخذت منظمة أطباء بلا حدود القرار الصعب بتعليق جميع الأنشطة الطبية في المستشفى».
منسقة الطوارئ: أمر مدمر أن نتوقف عن تقديم الرعاية الطبية المنقذة للحياة
من جانبها، قالت منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، كلير سان فيليبو، إن «المعاناة التي نشهدها في الخرطوم هائلة. العنف الشديد والمتطرف مستمر يوميًا، بما في ذلك النقص في الغذاء والإمدادات والمعونات الإنسانية وهو الأمر الذي يترك الناس في حالة من الفوضى في محاولاتهم للبقاء على قيد الحياة».
ونوهت إلى أن الاحتياجات الطبية طاغية وأن الإصابات غالبًا ما تكون فظيعة، لافتة إلى أن الحوادث الجماعية للضحايا أصبحت أمرًا شبه روتيني.
وتابعت فيليبو قائلة «عمل فريقنا وموظفو المستشفى والمتطوعون بلا كلل في ظروف صعبة للغاية لتوفير الرعاية الطبية. ولكن بدون الأمن الكافي للعمل بأمان، أصبح من غير الممكن الاستمرار عندما تكون حياة موظفينا ومرضانا مهددة».
وأردفت «إنه أمر مدمر أن نتوقف عن تقديم الرعاية الطبية المنقذة للحياة في هذا المستشفى، خاصة في مواجهة هذه الاحتياجات الطبية الكبيرة والمتزايدة. في كل مرة يُجبر فيها أي منظمة على تعليق أنشطتها، يقل وصول المرضى إلى الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها بشدة».
وشددت فيليبو على أنه يجب أن تكون المستشفيات أماكن يمكن للناس فيها الحصول على الرعاية الصحية دون المخاطرة بحياتهم، حيث يمكن للمهنيين الطبيين تقديم الرعاية بأمان.
حوادث مستمرة
وعملت فرق منظمة أطباء بلا حدود، على مدار 20 شهرًا، جنبًا إلى جنب مع موظفي المستشفى والمتطوعين.
وأشار بيان المنظمة إلى أن مستشفى بشائر شهد العديد من الحوادث التي قام فيها مقاتلون مسلحون باقتحام المستشفى وتهديد الطاقم الطبي، مضيفًا «وغالبًا ما كانوا يطالبون بعلاج المقاتلين قبل المرضى الآخرين».
ولفت البيان إلى أنه في 11 نوفمبر 2024 تم إطلاق النار على مريض داخل المستشفى وقتله. وفي 18 ديسمبر، أطلق المهاجمون النار داخل قسم الطوارئ مهددين الطاقم الطبي بشكل مباشر. وفي حادثة سابقة، تم إطلاق النار على المستشفى، حيث دخلت الرصاصات إلى ساحة المستشفى، وأصيب شخص واحد.
ويعد مستشفى بشائر واحدًا من آخر المستشفيات العاملة في جنوب الخرطوم التي تقدم الرعاية الطبية المجانية.
وأكدت المنظمة أنه منذ نهاية سبتمبر شهد المستشفى زيادة في الحالات بسبب الإصابات الناتجة عن العنف مع تصاعد القتال.
وأشارت إلى أنه في بعض الأحيان كان عشرات الأشخاص يصلون إلى المستشفى في نفس الوقت بعد القصف أو الغارات الجوية على المناطق السكنية والأسواق.
وأوضحت أنه في يوم الأحد 5 يناير 2025، تم نقل 50 شخصًا إلى غرفة الطوارئ، 12 منهم كانوا قد فارقوا الحياة بالفعل، بعد غارة جوية على بعد كيلومتر واحد من المستشفى.