17 يناير 2025 – تستمر مساعي سلطات جنوب السودان، في فرض هدوء، في العاصمة جوبا ومناطق أخرى من البلاد، لتجنيب مواطني السودان أعمال عنف انطلقت ضدهم منذ مساء أمس واستؤنفت مرة أخرى صباح اليوم لوقت محدود.
واندلعت الأحداث على خلفية اتهامات للجيش السوداني والقوات المتحالفة معه بقتل عدد من مواطني جنوب السودان، في أعقاب سيطرته على مدينة ود مدني ومناطق واسعة في ولاية الجزيرة.
وأعلن المفتش العام بشرطة جنوب السودان، أبراهام منيوات بيتر، الجمعة، في التلفزيون الرسمي فرض حظر تجوال في جميع أنحاء البلاد اعتبارًا من الساعة السادسة مساء اليوم.
وقال المسؤول الجنوب سوداني إن هذه الإجراءات الإضافية تأتي لمنع أي تفلتات للتعدي على الممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف نراقب الوضع عن كثب وندعو المواطنين للإبلاغ عن أي تفلتات إجرامية، مشددًا على أن الشرطة لن تتهاون مع أي تفلتات تضر بالأمن العام وستتعامل معها وفق القانون.
وأمس دعا رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير، إلى الهدوء وممارسة ضبط النفس والسماح لحكومتي السودان وجنوب السودان بمعالجة هذه المسألة من خلال الدبلوماسية.
وفي خضم حالة من عدم اليقين الأمني، بقي السودانيون في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، داخل منازلهم بعد ليلة من أحداث عنف ضدهم امتدت حتى صباح اليوم.
وقال مواطنان سودانيان يعيشان في جوبا لـ«بيم ريبورتس» إنهما بقيا داخل منزليهما اليوم في ظل عدم معرفتهما بما يمكن أن يحدث وسط توتر أمني واحتقان شديد.
وأكد أحد المصدرين وقوع أحداث عنف ضد السودانيين في بعض الأحياء الطرفية في جوبا صباح اليوم، كما وقعت أحداث أيضًا في مدينتي أويل وملكال، حسبما قال.
وأشار إلى انتشار قوات الأمن في الشوارع والأسواق الكبيرة في جوبا والتي توقفت اليوم عن العمل، بالإضافة إلى منع التجمهر.
من جانبها، قالت السكرتيرة الصحفية لمكتب رئيس الجمهورية ليلي اضيو مارتن منيل، في بيان أمس، إن الرئيس كير حث جميع مواطني جنوب السودان على التزام الهدوء والامتناع عن الانتقام.
ونقلت في بيان بالإنابه عنه قوله «من الأهمية بمكان ألا نسمح للغضب بأن يعكر صفو حكمنا أو أن يتحول ضد التجار واللاجئين السودانيين المقيمين حاليًا في بلدنا». مضيفًا «دعونا نثق في عمليات السلام والحوار لحل هذه الأزمة، بدلاً من أخذ الأمور بأيدينا».
وذكر البيان «نيابة عن فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت، نشعر بالحزن والأسى العميقين إزاء عمليات القتل الوحشية الأخيرة للمدنيين الأبرياء من جنوب السودان على يد القوات المسلحة السودانية».
وأضاف «وكما نعلم جميعًا، لا يزال العديد من مواطني جنوب السودان يعتبرون السودان وطنهم نظرًا لتاريخنا المشترك والتزاماتنا الأخوية المستمرة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأعمال العنيفة ضد المدنيين غير مقبولة على الإطلاق».
وتابع البيان إن «مواطنينا المحاصرين في مناطق الحرب في السودان يحق لهم الحصول على الحماية بموجب اتفاقية جنيف، والتي تلتزم الأطراف المتحاربة باحترامها».
وأكد البيان أنه «منذ علمنا بهذه الحوادث، استدعت وزارة الخارجية السفير السوداني في جوبا، وتجري مشاورات دبلوماسية لضمان محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل هذه بموجب القانون الدولي».