20 يناير 2025 – أعلنت القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، الإثنين، تحقيق انتصارات على قوات الدعم السريع في محور الصحراء على المثلث الحدودي بين السودان-ليبيا- تشاد، وذلك بعد ساعات من دعوة الأخيرة لها بالاستسلام وتسليمها الفاشر خلال يومين، و«إلا فإنها لن تتهاون».
وأكدت القوة المشتركة، في بيان عسكري اليوم، التزامها التام بالدفاع عن كل شبر من أرض السودان، مضيفة «لن نتوقف حتى تحرير الوطن بالكامل».
وفي وقت سابق اليوم أمهلت قوات الدعم السريع، «جميع المسلحين والمقاتلين داخل مدينة الفاشر48 ساعة لأجل تسليم ومغادرة المدينة بما في ذلك المواقع العسكرية».
وأشارت إلى أنها، وبإنقضاء المهلة المحددة «لن تتهاون في التعامل بحسم رادع مع كل المسلحين داخل المدينة»، وشددت «لا عذر لمن أنذر».
وأضافت في بيان «قواتنا إذ تتوجه بالنداء الأخير للمقاتلين في صفوف الجيش المختطف وحركات الارتزاق، تعلم يقيناً أن غالبيتهم من أبناء المهمشين والمغلوبين على أمرهم، ومن دفعتهم الظروف إلى مسايرة الأوضاع والقتال بالوكالة عن عصابة الحركة الإسلامية الإرهابية».
وتقول قوات السريع منذ اندلاع الحرب إنها تقاتل جماعات إرهابية في السودان – تقصد الإسلاميين- رغم أن قانونها أجيز في حقبة نظام الإنقاذ المخلوع، الإسلامي.
وبدايةً من 10 مايو الماضي، أطلقت قوات الدعم السريع عملية عسكرية واسعة في الفاشر في محاولة للسيطرة على عاصمة دارفور التاريخية وآخر معاقل السلطة المركزية الكبرى في الإقليم.
دعوات دولية وأممية للدعم السريع بوقف الهجمات في الفاشر
وفي منتصف سبتمبر 2023 ، دعا البيت الأبيض قوات الدعم السريع في السودان إلى وقف فوري لهجماتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، موضحًا أن حصارها للفاشر منذ أشهر «تصاعد أخيرًا ويهدد حياة مئات آلاف السودانيين»، مؤكدا أن هجماتها على مخيمات النازحين والمستشفيات هناك (مروعة).
وبتاريخ 13 يونيو العام الماضي طالب مجلس الأمن الدولي بإنهاء حصار الفاشر من جانب قوات الدعم السريع في السودان، ووضع حد للمعارك حول هذه المدينة الكبيرة في إقليم دارفور وحيث يحتجز مئات آلاف المدنيين وفق ما قال.
وحظي القرار الذي أعدته المملكة المتحدة وقتها بتأييد 14 عضواً في المجلس، مع استخدام روسيا لحق النقض، كما دعا أيضًا إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون أمن المدنيين، مع دعوة جميع الأطراف إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر.
وطالب الامين العام للأمم المتحدة بتقديم توصيات لتعزيز حماية المدنيين في السودان.
وكان قائد الجيش السوداني قد دعا خلال لقائه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، في 23 ديسمبر العام الماضي المنظومة الأممية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر.
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، كان قد قال في ديسمبر الماضي، إن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر السودانية منذ مايو ، مناشدًا قوات الدعم السريع شبه العسكرية برفع الحصار عن المدينة.
وتابع: «لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المقلق، يجب على (قوات الدعم السريع) إنهاء هذا الحصار المروع.
ووثقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيًا، وإصابة أكثر من 1143 منذ مايو، وفق ما ذكرت في تصريح صحفي، مشيرة إلى وجود أدلة تستند جزئيًا على مقابلات مع الفارين من المنطقة.