25 يناير 2025-أعلن الجيش السوداني، السبت، عن سيطرته على «مصفاة الخرطوم للبترول» شمال العاصمة الخرطوم، وذلك بعد يوم من فك الحصار عن القيادة العامة وسلاح الإشارة.
وتسيطر قوات «الدعم السريع» على المصفاة الواقعة في مدينة «الجيلي» شمال العاصمة، منذ بداية الحرب في أبريل 2023، ويشهد محيط المصفاة معارك متقطعة بين الطرفين.
وقال الناطق الرسمي، في بيان نشرته صفحة القوات المسلحة السودانية على «فيسبوك»، السبت، إن قوات الجيش «بسطت بالفعل سيطرتها الكاملة» على مصفاة الخرطوم للبترول في منطقة «الجيلي»، في وقت لم تعلّق فيه «الدعم السريع» على الأمر.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم السبت، نشر أفراد من الجيش السوداني والقوات المشتركة التي تقاتل إلى جانبه في المصفاة مقاطع فيديو بالقرب من بوابة مصفاة الخرطوم المعروفة باسم «مصفاة الجيلي».
وكان الجيش السوداني، قد أشار في تعميم صحفي أمس، إلى أنه «طرد» عناصر «الدعم السريع» من مصفاة الخرطوم للبترول والتصنيع الحربي بالجيلي شمال العاصمة الخرطوم، بالتزامن مع إعلانه عن وصول قواته في محور الخرطوم بحري إلى مقر القيادة العامة في الخرطوم، بعد فكها الحصار المفروض على «سلاح الإشارة» في بحري.
وشهدت المصفاة والمناطق المحيطة بها سلسلة معارك بين الجيش السوداني وعناصر «الدعم السريع»، تعرضت خلالها المصفاة للقصف في يونيو ونوفمبر وديسمبر من العام 2024، مما خلّف أضرارًا بالغة بها، فيما تبادل الطرفان الاتهامات حيالها.
وفي 11 يناير الجاري، بدأ الجيش السوداني هجمات كثيفة حول المصفاة، وحاصر عناصرَ «الدعم السريع» بالمصفاة، بالتزامن مع هجماته في مدينة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان.
وتقع المصفاة بمنطقة «الجيلي» التاريخية، وتبعد نحو 70 كيلومترًا شمال مدينة الخرطوم بحري، وتعد إحدى أهم المنشآت النفطية في السودان، كما تعد أكبر مصفاة لتكرير البترول الخام في البلاد.
وتوقفت مصفاة الخرطوم عن العمل في أكتوبر 2023 جراء الحرب، وتبعها توقف الإنتاج في عدد من الحقول المنتجة لخام البترول المغذي للمصفاة، ومنها حقل «بليلة» بولاية غرب كردفان.
والخميس، وقع انفجار في مصفاة الخرطوم، في وقت تبادل فيه الجيش والدعم السريع الاتهامات بشأن المسؤولية عن حرقها.
وفيما قال الجيش إن قوات الدعم السريع عمدت إلى إحراق مصفاة الخرطوم بالجيلي في «محاولة يائسة لتدمير بنيات هذا البلد، بعد أن يئست من تحقيق أوهامها بالاستيلاء على مقدراته وأرضه» – اتهمت قوات الدعم السريع، في بيانٍ، الجيشَ بقصف المصفاة بالبراميل المتفجرة، وقالت إنه «دمر ما تبقى فيها من منشآت».
وفي حين تتحدث تقارير عن تأثر القطاع النفطي في البلاد جراء الحرب، قال وزير الطاقة والنفط السوداني محيي الدين نعيم، في تصريحات صحفية خلال نوفمبر الماضي، إن المنتج من البترول في السودان كله يعادل 20% من الطاقة الإنتاجية، مشيرًا إلى أن 22 حقلًا يقع أكثر من 70% منها في المناطق الآمنة في الشمال وفي الشرق والخرطوم وشمال الخرطوم. وشدد على أن «50% من حقول النفط في السودان تعمل ولم تتأثر بالحرب الدائرة في البلاد».
وعلى مدى الأسابيع الماضية، استمر تقدم الجيش السوداني في بحري إحدى مدن العاصمة الثلاث، إلى جانب الخرطوم وأم درمان، وقبلها في ولايات سنار وشمال كردفان والجزيرة، قبل أن يتمكن أمس من ربط قواته في «سلاح الإشارة» في أقصى جنوب المدينة على الضفة الشمالية للنيل الأزرق، بالإضافة إلى مقر القيادة العامة بوسط الخرطوم.

سياسي
جيوش عديدة.. هل تعبد (النصوص) وحدها الطريق للإصلاح العسكري في السودان؟
على مدى السنوات الأربع الأخيرة، في أعقاب ثورة ديسمبر 2018 التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، في أبريل 2019، لم يكف الفاعلون السودانيون، مدنيون