2 فبراير 2025- رسم ناشط طوعي من مناطق جنوب الحزام بالعاصمة السودانية الخرطوم، صورة قاتمة للأوضاع الصحية والأمنية والخدمية التي تواجه عشرات الآلاف ممن لا يزالوا يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في منطقة فقدت كل شيء.
وقال المصدر، لـ«بيم ريبورتس»، اليوم، إن المنطقة تعاني من أزمة حادة في المياه جراء انقطاع المياه والكهرباء.
وأشار إلى أن المواطنين أصبحوا يستجلبون المياه من مصادر بديلة مثل مياه الآبار الجوفية التي يتم بيعها بمبلغ مالي كبير.
وفيما يتعلق بالوضع الصحي وصفه بأنه كارثي، خاصة بعد توقف مستشفى بشائر الوحيد الذي يعمل في المنطقة وكان يقدم خدماته مجانًا للمرضى.
وأكد المصدر أن المستشفى شبه مغلق حاليًا بسبب إضراب الأطباء والكوادر الصحية لقرابة ثلاثة أسابيع احتجاجًا على الوضع الأمني المتردي بالمنطقة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ولفت إلى أن قسم الكلى وقسم تغذية الأطفال والحوامل هما القسمان الوحيدان اللذان يعملان الآن بمستشفى جنوب الحزام، مضيفًا: «قسم الطوارئ بالمستشفى يفتح أبوابه في حالة واحدة فقط إذا حدث قصف في المنطقة لإنقاذ الأرواح».
وأوضح أنه بخروح منظمة أطباء بلا حدود عن مستشفى بشائر تم سحب كل الدعم (اللوجستي) الذي كان في المستشفى، بما في ذلك دعم الوقود ودعم المياه، بالإضافة إلى دعم الكوادر الطبية برواتب ثابتة ومجزية، محذرًا من أن توقف الدعم يهدد بإغلاق المستشفى بالكامل.
وبالنسبة للأوضاع في المطابخ المجانية، قال إنها مقسمة لقطاعين؛ الأول القطاع الغربي، وهي المطابخ التي تعمل بصورة دورية عبر المنح الممنوحة من برنامج الأغذية العالمي، وقال إنها لا تعاني حاليًا من المشاكل.
فيما أكد أن القطاع الشرقي، قطاع الأزهري، يشهد أزمة، حيث توقفت كل المطابخ تمامًا لما يقارب الشهر لعدم وجود دعم من المانحين.
وذكر أن غرف الطوارئ في جنوب الحزام يوجد فيها 8 وحدات إدارية بينها 4 وحدات في قطاع الأزهري، و4 في قطاع النصر، قال إن جميعها تعاني من الجوع.
وفي 19 يناير الماضي قالت غرفة طوارئ جنوب الحزام، في بيان إن 250 سيدة في منطقة جنوب الحزام كن يتابعن مع أطباء في مستشفى بشائر أكثرهن بحاجة إلى عمليات قيصرية يواجهن خطر الموت بمضاعفات الولادة.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، حيث ينتشر جنودها هناك بكثافة فيما ظلت المنطقة هدفًا مستمرًا للطيران الحربي التابع للجيش.
وفي 10 يناير الحالي، علّقت منظمة أطباء بلا حدود، أنشطتها في مستشفى بشائر جنوب العاصمة السودانية الخرطوم بسبب الهجمات العنيفة المستمرة على المرضى والعاملين في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.