معارك برية عنيفة جنوب الفاشر وأرتال عسكرية تتقدم من كردفان والشمالية لفك حصارها

2 فبراير 2025 – دارت اليوم معارك برية عنيفة في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر بين الجيش والقوة المشتركة والمستنفرين من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، انتهت بهزيمة الأخيرة، حسبما قال مصدر محلي لـ«بيم ريبورتس» من هناك.

تجئ هذه المواجهات، في خضم تحرك أرتال عسكرية كبيرة تابعة للقوة المشتركة نحو الفاشر من ولايتي الشمالية وشمال كردفان، لفك حصار المدينة حسبما أكد مصدر آخر لـ«بيم ريبورتس».

وقال المصدر إن قوات كبيرة من القوة المشتركة بدأت في التحرك إلى مدينة الفاشر عبر مسارين من شمال كردفان وآخر عن طريق الدبة بالولاية الشمالية. لكن الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة، أحمد حسين، نفى لـ«بيم ريبورتس» علمه بتحرك أي قوات ناحية الفاشر من مناطق أخرى.

وتشهد مدينة الفاشر معارك ضارية منذ مايو 2024 في إطار محاولات قوات الدعم السريع لإسقاط العاصمة الخامسة في إقليم دارفوروسط تصدي الجيش والقوة المشتركة لهجماتها في خضم ظروف إنسانية بالغة القسوة.

وأضاف المصدر أن الأرتال العسكرية المتجهة عبر الطريق الغربي من خلال شمال كردفان، تنتظر سيطرة الجيش على الرهد وربطها مع الأبيض، ومن ثم ستذهب إلى النهود، ومنها إلى شمال دارفور.

وقدّر المصدر عدد القوات بحوالي 900 عربة قتالية تحت قيادة متحرك الصياد الذي يقود المعارك في كردفان بمن فيهم والي جنوب دارفور التابعة للحكومة السودانية.

بالنسبة للمحور الشمالي، أكد المصدر تحرك محور القوة المشتركة من مصفاة الخرطوم للبترول ومناطق أخرى في ولايتي نهر النيل والشمالية عبر الطريق الصحراوي إلى الفاشر.

وبتاريخ 20 يناير الماضي أعلنت القوة المشتركة تحقيق انتصارات على قوات الدعم السريع في محور الصحراء على المثلث الحودي بين السودان-ليبيا- تشاد، وذلك بعد ساعات من دعوة الأخيرة لها بالاستسلام وتسليمها الفاشر خلال يومين، وتهديدها «بأنها لن تتهاون».

ووثقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان خلال ديسمبر العام الماضي مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيًا، وإصابة أكثر من 1143 منذ مايو، وفق ما ذكرت في تصريح صحفي، مشيرة إلى وجود أدلة تستند جزئيًا على مقابلات مع الفارين من المنطقة.

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قد قال وقتها: «لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المقلق، وواصل مشددًا : «يجب على (قوات الدعم السريع) إنهاء هذا الحصار المروع».

دعوات دولية وأممية للدعم السريع بوقف الهجمات على الفاشر

وفي منتصف سبتمبر 2023، دعا البيت الأبيض قوات الدعم السريع في السودان إلى وقف فوري لهجماتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، موضحًا أن حصارها للفاشر منذ أشهر «تصاعد أخيرًا ويهدد حياة مئات آلاف السودانيين»، مؤكدا أن هجماتها على مخيمات النازحين والمستشفيات هناك (مروعة).

وفي 13 يونيو العام الماضي طالب مجلس الأمن الدولي بإنهاء حصار الفاشر من جانب قوات الدعم السريع في السودان، ووضع حد للمعارك حول هذه المدينة الكبيرة في إقليم دارفور وحيث يحتجز مئات آلاف المدنيين، وفق ما قال.

وحظي القرار الذي أعدته المملكة المتحدة وقتها بتأييد 14 عضواً في المجلس، مع استخدام روسيا لحق النقض، كما دعا أيضًا إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون أمن المدنيين، مع دعوة جميع الأطراف إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم توصيات لتعزيز حماية المدنيين في السودان.

وكان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد دعا خلال لقائه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، في 23 ديسمبر العام الماضي المنظومة الأممية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع