تجدد التوتر الدبلوماسي بين الخرطوم وجوبا بسبب «المرتزقة» وتداعيات «أحداث ود مدني»

5 فبراير 2025 – تجدد التوتر الدبلوماسي بين السودان وجنوب السودان للمرة الثانية، خلال أقل من شهر، على خلفية تصريحات متبادلة للمسؤولين في البلدين حول مشاركة مرتزقة جنوبيين في صفوف قوات الدعم السريع وتداعيات «أحداث ود مدني».

وكانت جوبا قد اتهمت الخرطوم بقتل عدد من مواطنيها على يد الجيش بعد دخوله ود مدني، بولاية الجزيرة في 11 يناير الماضي، لتمتد تداعيات ذلك إلى جوبا حيث قتل 16 سودانيًا، في أحداث عنف.

وأمس استنكرت متحدثة باسم وزارة خارجية جنوب السودان، في بيان رسمي، تصريحات مساعد قائد الجيش السوداني، ياسر العطا، حول أن 65% من قوات الدعم السريع التي تقاتل حاليًا هم مرتزقة جنوب سودانيين، واصفة تصريحات العطا بالمضللة.

من جهتها ردت الخارجية السودانية على البيان الجنوبي وقالت إن جوبا لم تبذل أي جهد لمنع وصولهم للسودان، أو حتى تنبيه مواطنيها لعدم الاستجابة لما أسمتها إغراءات قوات الدعم السريع كمرتزقة في السودان.

وبعد سيطرة الجيش على منطقة أم درمان القديمة في مارس 2024 عرض مقاطع مصورة قال إنها لمرتزقة جنوب سودانيين شاركوا في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع.

وأضاف بيان الخارجية السودانية اليوم إنه من المؤسف أن يصدر هذا «البيان المتناقض»، وقالت إن السودان يبذل جهودًا للمساعدة في تحقيق السلام بجنوب السودان، «رغم ما يمر به من ظروف».

واليوم شهدت مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد توقيع اتفاق سلام بين جوبا وإحدى الفصائل المسلحة، بحضور مديري المخابرات في البلدين.

وكان بيان خارجية جنوب السودان قد قال إن مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا، قد «ادعى أن مواطني جنوب السودان يشكلون 65٪ من قوة القتال التابعة لقوات الدعم السريع».

وأدانت بشدة تأكيده على أن مواطني جنوب السودان يشكلون هذه النسبة من قوات الدعم السريع، واصفة التصريح بـ«الزائف والخطير».

واعتبرت أنه من المثير للاهتمام أن يقر العطا بأن العديد من الذين ربما انضموا إلى قوات الدعم السريع هم من عناصر المعارضة، وكونه أشار صراحة إلى المجموعة التي يقودها الجنرال ستيفن بواي، لافتةً إلى أنها مجموعة لا تسيطر عليها حكومة جنوب السودان.

وكان العطا الذي تحدث لحشد من الجنود بمقر الفرقة الرابعة التابعة للجيش بالدمازين قبل أسبوعين، قد أعرب عن أسفه لعدم اتخاذ أي خطوات ملموسة من جانب جنوب السودان لإدانة هذه الانتهاكات أو التصدي لها.

وأشار العطا إلى أن السودان تواصل مع المسؤولين في جنوب السودان على مدار العامين الماضيين بشأن تورط معارضين جنوبيين، مثل ستيفن بوي.

فيما نددت الخارجية السودانية بعدم إدانة جوبا جريمة «هؤلاء المرتزقة»، مشيرة إلى أنه أمر تحرمه كل القوانين وواجبات علاقات حسن الجوار.

وشدد البيان على أنه «لا جدوى لمحاولة بيان خارجية جنوب السودان التقليل من أثر مشاركة المرتزقة الجنوب سودانيين مع الدعم السريع».

واعتبرت الخارجية السودانية أن البيان لجأ للتضخيم والتهويل عندما أشار لـ«مجازر مروعة» تعرض لها مواطنو جنوب السودان بود مدني.

وذكرت أن «الحوادث المعزولة» ضد بعض الأفراد بعد سيطرة الجيش على ود مدني تخضع لـ«تحقيق قضائي عالي المستوى»، بينما لم يحدث أمر مماثل بالنسبة للجرائم ضد السودانيين في جنوب السودان.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع