Day: February 8, 2025

«طوارئ جنوب الحزام» تعلن عن اعتقال ثلاثة من أعضائها من قبل «الدعم السريع» خلال ثلاثة أيام

8 فبراير 2025– أعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن حملة اعتقالات نفذتها قوات الدعم السريع ضد أعضاء الغرفة، خلال الأيام الثلاثة الماضية. فيما حذرت منسوبيها من حملات تفتيش تستهدفهم وصفتها بـ«الشاملة».

وقالت غرفة الطوارئ في «جنوب الحزام»، في منشورين متتابعين اليوم، إن قوات الدعم السريع اقتادت المتطوعين هاشم طائف ومحمد عبدالله مردوم، تحت تهديد السلاح، من داخل مستشفى «بشائر»، في حين أدانت استمرار الاعتقال التعسفي للمتطوع حاتم الضو المعتقل لدى «الدعم السريع»، محمّلة إياها – «المسؤولية الكاملة عن سلامته وصحته».

وشددت الغرفة على أنها أوضحت على نحو قاطع أن المعتقل يعمل متطوعًا في المجال الإنساني، وليست لديه أي ارتباطات أو أنشطة خارج هذا الإطار.

وطالبت «طوارئ جنوب الحزام» بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط عن حاتم الضو»، داعيةً المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية إلى «التحرك العاجل والضغط لضمان إطلاق سراحه ووقف الانتهاكات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني».

وأكدت الغرفة «التزامها بمواصلة عملها في خدمة المجتمعات المتضررة»، لافتةً إلى أن هذه «الاعتقالات والضغوط لن تثني عزيمتها عن أداء الرسالة الإنسانية».

ورجّح عضوان في غرفة طوارئ جنوب الحزام تحدثت إليهما «بيم ريبورتس» أن تكون أسباب الاعتقال المنشورات الأخيرة التي تحدثت فيها الغرفة عن عمليات نهب وسرقة من قبل قوات الدعم السريع لعربة إسعاف وموّلد كهربائي من قسم العناية المكثفة بمستشفى «بشائر»، بالإضافة إلى تقارير الغرفة عن عمليات النهب والقتل في سوق «قورو» جنوبي الخرطوم.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، حيث ينتشر عناصرها بكثافة، فيما ظلت المنطقة هدفًا مستمرًا للطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني.

وفي العاشر من يناير الماضي، علّقت منظمة «أطباء بلا حدود» أنشطتها في مستشفى «بشائر» بسبب «الهجمات العنيفة المستمرة» على المرضى والعاملين في المستشفى وطاقم المنظمة.

وكانت غرفة طوارئ جنوب الحزام، قد صرّحت، في أواخر يناير الماضي، بأن عناصر من «الدعم السريع» نهبوا موادًا غذائية من المطابخ الخيرية التي تشرف عليها الغرفة في منطقة «مايو»، كما أعلنت عن نهبهم عربة الإسعاف الخاصة بمستشفى «بشائر».

وفي 23 يناير الماضي، دخل العاملون والطواقم الطبية في مستشفى «بشائر» جنوب الخرطوم، في إضراب مفتوح عن العمل مع بعض الاستثناءات، وذلك إثر إطلاق فرد من «الدعم السريع» النار داخل قسم الطوارئ بالمستشفى.

ومنذ ذلك الحين، أغلق المستشفى على نحو شبه كامل، عدا قسم الكلى وقسم تغذية الأطفال والحوامل، فيما يعمل قسم الطوارئ فقط لإنقاذ الأرواح في حالة وقوع قصف على المنطقة.

مقتل ثلاثة أطفال وإصابة امرأة وطفلة جراء غارة جوية في «زالنجي» بوسط دارفور

8 فبراير 2025– قال مصدر محلي من مدينة «زالنجي» بوسط دارفور لـ«بيم ريبورتس» إن ثلاثة أطفال قتِلوا وأصيبت طفلة وامرأة، جميعهم من أسرة واحدة، جراء غارة جوية نفذها الجيش السوداني، فجر اليوم، على المدينة الواقعة أقصى غربي السودان.

وذكر المصدر أن الطائرة الحربية قصفت منزل الأسرة ومنازل أخرى بحي «الثورة» وسط مدينة «زالنجي» في الساعة الخامسة صباحًا، مشيرًا إلى أن نحو 10 منازل أخرى تضررت بالكامل جراء الغارة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة «زالنجي» عاصمة ولاية وسط دارفور، منذ أواخر أكتوبر 2023، وهي ثاني مدينة كبيرة تسيطر عليها في إقليم دارفور، وقتها، بعد «نيالا» عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وتعد ضربة اليوم الثانية من نوعها التي تتعرض لها «زالنجي» بعد غارة أخرى كانت قد تعرضت لها في أغسطس 2024، وخلفت أضرارًا بالمنطقة.

وبحسب المصدر، فإن قوات الدعم السريع كانت على بعد نحو 500 – 700 متر من موقع الحادثة شمال جنوب حي «الثورة» بمدينة «زالنجي».

وتنتشر قوات الدعم السريع في ما كان مقر قيادة الجيش برئاسة الفرقة الحادية والعشرين مشاة بـ«زالنجي»، وفي مقرات الشرطة وبنك السودان المركزي والوزارات وفي وسط المدينة وسوق «مورين» وشرق وجنوب منطقة «2 كيلو»، وتنصب نقاط تفتيش داخل المدينة وحولها، غير أن عناصرها تتجول باستمرار في شوارع المدينة وأماكنهم غير ثابتة – بحسب المصدر.

وخلال الأسابيع الماضية، كثفت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني عملياتها العسكرية في مدينة «نيالا» جنوبي دارفور، وفي مدن «كتم» و«كبكابية» شمالي دارفور، مما خلف عشرات الضحايا.

وتعد مدينة «زالنجي» من بين أجمل مدن السودان من حيث الطبيعة، كما أنها غنية بالموارد الطبيعية وتتميز بموقع إستراتيجي في إقليم دارفور، إذ تتاخم شمال دارفور من ناحية الشمال، وشرقها ولاية جنوب دارفور، وفي الشمال الغربي ولاية غرب دارفور، وغربها تشاد، وجنوبًا تحدها جمهورية إفريقيا الوسطى.

وتتكون «زالنجي» من ثلاث وحدات إدارية، هي: «زالنجي» و«أبطأ» و«تريج»، كما تضم سلسلة وديان وجبال على امتداد أراضيها وسهولها الخصبة، وهي مدينة غنية بالأراضي الزراعية والثروة الحيوانيّة، وتتميز بالأراضي السهلية الطينية والرملية والتي تجعلها خصبة للزراعة في فصلي الخريف والشتاء.

وتضم «زالنجي» أربعة معسكرات رئيسة منذ ما قبل الحرب، وهي «الحصاحيصا» و«الحميدية»، بالإضافة إلى معسكر «خمسة دقائق» ومعسكر «طيبة».

ومنذ 17 مايو 2023 –أي بعد نحو شهر من اندلاع الحرب– وإلى اليوم، تعيش «زالنجي» في عزلة تامة، كما تعاني انقطاعًا تامًا لشبكات الاتصال والإنترنت، إلى جانب انقطاع المياه والكهرباء نتيجة نهب وقود المحطة الرئيسة للكهرباء في المدينة.

آمال بالعودة من عالم محطم تغمر أهالي «السريحة وأزرق» بشمال الجزيرة

ملاذ حسن

ملاذ حسن

8 فبراير 2025 – يأمل آلاف النازحين من قريتي السريحة وأزرق الموجودين بمنطقة التكينة التابعة لمحلية الكاملين شمال ولاية الجزيرة وسط السودان، في العودة إلى مناطقهم قريبًا، على أمل فتح صفحة جديدة في حياة آمنة، ونسيان مآسي أكتوبر الماضي، حين هاجمتهم قوات الدعم السريع، وقتلت وجرحت المئات منهم.

ولد أمل العودة لهؤلاء الفارين، بعد سيطرة الجيش على الكاملين، حيث اتخذوا منطقة التكينة ملاذًا لهم، رغم أنهم، بالإضافة إلى سكان التكينة، اضطروا في مرات عديدة للتصدي لهجمات الدعم السريع، بأنفسهم، حيث فقد أهالي التكينة حوالي 60 شخصًا منهم في هذه المواجهات، حسبما قال مصدر من المنطقة لـ«بيم ريبورتس».

فيما قال مصدر من قرية أزرق لـ«بيم ريبورتس» إن المنطقة تعرضت لدمار كامل وجفت كل أراضيها الزراعية.

وأشار إلى أن الزراعة توقفت منذ نهاية عام 2023، بينما تم تخريب كل مولدات الكهرباء وألواح الطاقة الشمسية وبيارات المياه وطواحين الدقيق، كما تم تخريب البنى التحتية بالكامل حيث أحُرِقت المساجد وانهارت غالبية المنازل بسبب انغمار مياه قنوات الري المحيطة بالمنطقة.

ونبه إلى أن الجيش والمستنفرين من المنطقة، وجهوا المواطنين بعدم الرجوع إلى السريحة وأزرق، رغم خلوها من الدعم السريع حاليًا، مشيرًا إلى أن سبب ذلك حتى يتمكنوا من بدء عمليات الصيانة وترميم المنازل والمنطقة، ومن ثم بعدها يبدأ تحرك المواطنين الموجودين في القرى القريبة على المنطقة بعد صيانة الكهرباء.

ونوه إلى أن قائد الدعم السريع في المنطقة (عمر شارون) كان يطلب من المواطنين مبلغ ملياري جنيه سوداني لتشغيل الكهرباء.

هجمات دامية على أزرق والسريحة


في 20 أكتوبر 2024 بدأت الدعم السريع في شن حملات عنف واسعة على سكان قرى شرق وشمال الجزيرة، بعد انشقاق قائدها السابق، أبوعاقلة كيكل، وانضمامه إلى الجيش السوداني.

وتسببت حملات الدعم السريع في مقتل وإصابة المئات وفرار الآلاف، من قريتي أزرق والسريحة، فيما واجه أهالي التكينة وعدد من القرى هذه الهجمات بالقتال، بما في ذلك أهالي قريتي السريحة وأزرق، حسبما قال مصدر من المنطقة لـ«بيم ريبورتس».

وقال المصدر إن سكان قريتي السريحة وأزرق نصبوا ارتكازات لحماية المنطقة، خاصة جهات قرية أزرق، مما دفع الدعم السريع للتراجع ثلاث مرات من قرية أزرق وشن هجوم رابع على السريحة باتجاه مغاير لاتجاه أزرق.

وأوضح المصدر أن أول هجوم تعرضت له قريتا السريحة وأزرق كان في شهر فبراير 2024 واستمر ليومين وسقط خلاله 11 قتيلًا من أزرق في اليوم الأول، و12 قتيلًا من القريتين في اليوم الثاني، 7 من أزرق و5 من السريحة.

ولفت إلى أن قوة الدعم السريع التي هاجمت المنطقتين لم تتمكن من الدخول لهما بالعربات القتلية والدراجات النارية، قبل أن يشير إلى دخول أفراد مشاة منهم وتمكنهم من قتل مواطنين أثناء دفاعهم عن المنطقة، وأكد مقتل أفراد الدعم السريع الذين تسللوا إلى القرية في هذا الهجوم، وتراجع الباقين.

وأضاف «المواجهة الثانية كانت في شهر مايو 2024 خارج القريتين وسقط فيها 6 مواطنين».

إخلاء القريتين بعد هجوم واسع من الدعم السريع

وذكر أن أقسى هجمات تعرضت لها أزرق والسريحة وبعدها انسحب المواطنون من المنطقة، كانت في 19 أكتوبر بأزرق و21 أكتوبر في السريحة وقتل فيها أعداد كبيرة من المدافعين عن المنطقة ـ لم يتمكن من إحصائهم ـ بعد إسناد قوة من الدعم السريع بمنطقة كاب الجداد لمقاتليها بالعتاد والأسلحة الثقيلة مما تسبب في تراجع المواطنين تجاه التكينة والقرى المجاورة.

وأشار المصدر إلى أن الهجوم الأخير للدعم السريع حمل أهالي قرية أزرق على حماية الأطفال والنساء حتى الخروج بسلام، فيما ذهب آخرون إلى قرية السريحة المجاورة، في محاولة لحمايتها.

ولفت المصدر إلى أنه بنهاية هجمات الدعم السريع على المنطقتين ودخول الدعم السريع إليها، وجدوا كافة أهالي القريتين خارجها حيث انسحبوا إلى قرية التكينة تاركين القرى لهم.

وتابع المصدر «في أزرق عند دخول الدعم السريع للمنطقة لم يجدوا بها غير رجل واحد وقد خرج من المنطقة لاحقًا». مضيفًا «من وقتها لم يتبق في القريتين سوى المتحالفين مع الدعم السريع».

وخلال الأسبوع الماضي سيطر الجيش السوداني، على قرى ومناطق شرقي الجزيرة (رفاعة، والهلالية، وود راوة، وتمبول)، بالإضافة إلى مدينتي الحصاحيصا- والكاملين شمالًا، فيما يخوض معارك مع الدعم السريع في البلدات المتاخمة للخرطوم.

وتأتي تحركات الجيش في قرى ومحليات الجزيرة المختلفة بعد استعادته عاصمة الولاية، مدينة ود مدني، بتاريخ 11 يناير الماضي وعدد من الأحياء والمواقع العسكرية شمال ووسط الخرطوم، بالإضافة إلى مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان.

التكينة ملاذ نازحي أزرق والسريحة

وقال أنور التكينة، وهو من مواطني المنطقة التي تبعد حوالي 70 كيلو مترًا من العاصمة السودانية الخرطوم، إن الجيش السوداني بسط سيطرته على التكينة بشكل كامل أمس الأربعاء.

وأضاف أن سكان أكثر من 20 قرية من المناطق المحيطة بالتكينة، قد نزحوا إليها، بينهم عشرات الآلاف من قريتي السريحة وأزرق بعد اجتياح الدعم السريع لها في أكتوبر الماضي.

وأوضح أن أهالي التكينة وفروا لهؤلاء النازحين السكن والإيواء والعلاج بالجهد الذاتي عبر تبرعات أبناء التكينة بالخارج.

وقال التكينة إن عدم عودة نازحي قرى السريحة وأزرق سببه نهب كل مدخراتهم بالكامل في القريتين، بالإضافة إلى الدمار الواسع، مؤكدًا على خلو القريتين بالكامل من الدعم السريع حاليًا.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع لم تتمكن من الدخول إلى التكينة إبان سيطرتها على المنطقة، لكنها ظلت تشن عليها هجمات متفرقة، تصدى لها الأهالي.

كما أكد مقتل 60 شخصًا من منطقته واصابة آخرين خلال المواجهات مع قوات الدعم السريع، كان آخرهم الأسبوع الماضي.

ونبه إلى أن المنطقة، طوال هذه الفترة، كانت تشهد مناوشات بين الدعم السريع وأهاليها، مضيفًا أن الحي الغربي تعرض للنهب والسرقة بالكامل.

وتمكن الجيش السوداني،الأربعاء، من السيطرة على عدد من القرى بمحلية الكاملين من قوات الدعم السريع التي اتجهت ناحية مناطق جنوبي العاصمة الخرطوم (جبل أولياء، والباقير، وسوبا).