Day: February 12, 2025

الصراع في السودان يدخل إلى جيوب العاملين في الدولة بتهمة التعاون مع «الدعم السريع» 

بيم ريبورتس

بيم ريبورتس

 

يتشعب الصراع المسلح في السودان منذ اندلاعه في 15 أبريل 2023 يومًا بعد يوم، حتى وصل إلى رواتب موظفي وعمال الخدمة العامة، بناء على الموقف السياسي من قوات الدعم السريع، أو الاتهام بموالاتها أو التعاون معها، حسبما قررت وزارة الحكم الاتحادي.  

 

قرار وزارة الحكم الاتحادي الصادر في نوفمبر الماضي الذي يحرم عددًا كبيرًا من العاملين في الخدمة العامة من رواتبهم، وجد انتقادات من نقابيين وحقوقيين وسط فقدان ملايين السودانيين مصدر دخلهم بسبب الحرب. 

 

وكانت وزارة الحكم الاتحادي قد أصدرت في نوفمبر العام الماضي قرارًا وجهت فيه حكام الإقاليم وولاة الولايات بإيقاف العاملين بالخدمة المدنية من المتعاونين مع قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى إعفاء رؤساء وقيادات الإدارة الأهلية الذين انحازوا إلى الدعم السريع.

 

من جهته، علق قطاع النقابات في تنسيقية تقدم على القرار بتاريخ 7 ديسمبر 2024  منتقدًا إيقاف موظفين عن العمل بناءً على اتهامات فضفاضة وغير مدعومة بأدلة قاطعة، ومعتبرًا أن ذلك يُعد تجاوزًا خطيرًا لمبادئ العدالة وسيادة القانون.

 

وأضاف في بيان «هذا التصرف يشكل اعتداءً مباشرًا على حق الإنسان في العمل، وهو حق أساسي معترف به في الاتفاقية رقم 111 لمنظمة العمل الدولية، المتعلقة بالتمييز في الاستخدام والمهنة، والتي صادقت عليها السودان».

 

وأردف «كما أن هذا القرار التعسفي يتعارض مع الالتزامات القانونية الدولية التي تحظر أي شكل من أشكال العقوبات الإدارية التي تفتقر إلى ضمانات المحاكمة العادلة أو التي تُتخذ بناءً على دوافع سياسية أو انتقامية».

 

وحذرت ـ سلطات الأمر الواقع ـ في بورتسودان من التمادي في اتخاذ إجراءات تعسفية تهدف إلى إسكات أصوات الموظفين أو تصفية حسابات سياسية تحت غطاء قانوني زائف، بحسب البيان. 

 

 بعد ثلاثة أسابيع بدأت تداعيات القرار الذي لاقى انتقادا كبيرًا خاصة بين نقابيين وجهات سياسية، خوفًا من أن يتم استغلاله في تصفية حسابات لموظفين أو استخدامه بشكل يضر مواطنين في معاشهم، بدأت في الظهور وتأثر منها بعض العاملين.

 

 برز هذا التأثير في 11 ديسمبر الماضي حين أوقفت وزارة الصحة السودانية، موظفًا عن العمل وأحالته للتحقيق، على خلفية مشاركته في اجتماعات الهيئة القيادية لتنسيقية «تقدم» في عنتيبي بيوغندا، مطلع الشهر.

 

وقالت وزارة الصحة الاتحادية  في بيان بتاريخ 11 ديسمبر الماضي، إن مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة للصندوق القومي للإمدادات الطبية، عز الدين دهب، شارك في اجتماعات «تقدم» بمدينة عنتيبي بدون إذن، أو تواصل مع إدارة الصندوق القومي للإمدادات الطبية، أو حتى علمها.

 

وبررت الوزارة الخطوة بـ«أن ظاهر ذلك يعتبر دعمًا لقوات الدعم السريع». لكن الموظف  عز الدين علي دهب، بدوره رد على البيان باستنكار، معتبرًا أن الوزير وقع تحت تأثير ابتزاز من أسماهم بعض دعاة الحرب وأوضح أنه شارك في المؤتمر كصحفي وليس كعضو في الهيئة السياسية المناهضة للسلطة الحاكمة في البلاد.

تخبط إداري وقانوني

اعتبر خبراء نقابيون قرار وزارة الحكم الاتحادي بأنه مجحف ولا يستند على أي قانون ويدل على تخبط إداري وقانوني من الجهات التي قامت بإصداره.

 

وقال الخبير النقابي، محجوب كناري، لـ«بيم ريبورتس» إن هذا القرار مجحف ولا يستند على أي قانون، موضحًا أن المواد المذكورة في مذكرة وزارة الحكم المحلي قد يكون لها تأثير على مسألة الإدارة الأهلية، لكن ليس هناك مواد في القانون تتحدث عن تعاون مع مليشيات أو عدو في الخدمة المدنية تحديدًا، مضيفًا “وهذه مسألة كبيرة”.

 

ولفت إلى أن المشكلة في القرار أنه لم يذكر شكل إثبات الاشتباه، عبر التحقيق، أو محاكمة، أم يتم الفصل لمجرد الاشتباه فقط، منوهاً إلى أن هذا ضد روح القانون والعدالة وسيتحمل تبعاته عمال وموظفين قد يكون ليس لديهم أي علاقة بالدعم السريع، وفق ما قال.

 

وأضاف معروف أنه توجد في أي وحدات حكومية خلافات ويمكن أن يُستغل هذا القرار في تصفية الحسابات، بإطلاق اتهامات جزافية ضد بعض العاملين وفصلهم والتشهير بهم أنهم متعاونين بالمليشيا وغيره.

 

وشدد على أنه قرار أُصدر بعجلة دون الرجوع إلى أي مرجع قانوني أو استشارة سواء كان في القانون نفسه أو من يمارسون القانون، مردفًا «هذا يدل على الآثار الكارثية لهذه الحرب على المواطن السوداني».

 

وأكد على أن القرار مرفوض جملة وتفصيلاً ولا يمكن مناقشته حتى ويدل على تخبط إداري وقانوني من الجهات التي قامت بإصداره.

 

من جانبه قال  المحامي، أزهري الحاج موسى، إن  العمال السودانين يواجهون العديد من الانتهاكات في ظل حرب 15 أبريل من كل النواحي لم تقتصر على تلك التي وقعت بسبب القتال، بل تعدت ذلك إلى انتهاك في حقوق العمال من حيث الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقوانين الوطنية التي تنظم حقوق العمال وتحفظ حقوقهم. 

 

وأضاف في الوقت الذي يجب أن تقوم السلطات بسد حاجات العمال في الظروف التي تمر بهم وخسروا فيها مدخراتهم عن طريق الضمان الاجتماعي ولكن زادت الصعوبات عليهم بإصدار القرارات المخالفة للقوانين واللوائح بمنع بعض العمال لحقوقهم وفقدان وظائفهم عن طريق الفصل التعسفي وذلك وفقا للاختلاف السياسي.

 

 وحول حرب 15 أبريل الدائرة الآن بتهم التعاون مع الدعم السريع، قال إن القانون الجنائي السوداني نص على جريمة التعاون في ارتكاب جرم ما ولكن وضع شروطًا وإجراءات محددة يجب اتباعها لإثبات ذلك. 

 

وأوضح أن معظم القرارات والإجراءات التي يتم اتخاذها ضد العمال من السلطات في مناطق سيطرة الجيش وسلطة الأمر الواقع تفتقر للأساس القانوني السليم والانصاف والعدالة ومن ضمن هذه الإجراءات فصل موظف وزراة الصحة لأحد منسوبيها بتهمة الوجود من ضمن نشاط سياسي وهذا يعتبر مخالف للقانون وانتهاك صريح لحقوق الإنسان والعمال بصفة خاصة لأن لا القانون الوطني يسمح بذلك ولا المواثيق الدولية.

 

تعتبر هذه الانتهاكات التي تقع على العمال بهذه التصرفات غير القانونية وغير الأخلاقية قد تزيد حياة العمال تعقيدًا ويجب التصدي لها وعلى السلطات ألا تتستغل ذلك في تصفيت حسابات سياسية مع العمال وتعتبر الوظيفه العامه حق لكل السودانين بمختلف تياراتهم والوانهم السياسية وندعوها للتراجع عن هذه الإجراءات والقرارت المخالفة للقوانين.

تنظيم الأجسام المهنية والنقابية

من جهته، طالب قطاع النقابات في تنسيقية تقدم الحكومة بالتراجع الفوري عن قرار إيقاف الموظفين دون قيد أو شرط،والالتزام بمعايير منظمة العمل الدولية والاتفاقيات ذات الصلة التي تضمن العدالة والإنصاف في بيئة العمل.

 

ودعا القطاع جميع العاملين والعاملات في السودان إلى تنظيم صفوفهم والوقوف بحزم ضد ما وصفه بالظلم في مواجهة القرارات التعسفية التي تستهدف الأرزاق والحياة، مضيفًا «لا يمكننا السكوت عن سياسات تعصف بحقوق العاملين دون سند قانوني أو مبرر أخلاقي».

 

وحث البيان العاملين على التكاتف والتضامن، وتنظيم أجسامهم المهنية والنقابية والإلتفاف حولها، والعمل معًا لمناهضة هذه الهجمة الشرسة على الكرامة والمستقبل وحقوق العمال.

 

والسبت الماضي خرج قائد الجيش السوداني في خطاب أعلن فيه عن تراجعه عن قرارات حظر تجديد جوازات السفر التي كان قد شكا منها أفراد مرتبطين بقوى سياسية مناهضة للحرب، فيما قال في خطابه إن الباب مفتوح أمام كل شخص يرفع يده عن المعتدين – يقصد الدعم السريع – ويقف موقفًا وطنيًا خالصًا، غير أنه لم يشر بشكل مباشر لإلغاء قرار وزارة الحكم الاتحادي الخاص بالعمال المتهمين بالتعاون مع الدعم السريع.



وزير الخارجية عن القاعدة الروسية: نحن متفقون تمامًا في هذا الموضوع ولا توجد عقبات

12 فبراير 2025 – قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، في موسكو، ردًا على سؤال حول وضع الاتفاق مع روسيا على إنشاء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر، نحن متفقون تمامًا في هذا الموضوع ولا توجد أي عقبات، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل.

وكان يوسف قد وصل إلى موسكو قبل ثلاثة أيام لإجراء مباحثات مشتركة مع المسؤولين الروس بدعوة من نظيره الروسي سيرجي لافروف، حسبما أعلن سفير السودان في روسيا محمد الغزالي.

في وقت نقلت السفارة الروسية في بورتسودان عن وزير الخارجية السوداني، أن السودان وروسيا، توصلا إلى اتفاق كامل بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان.

لكن تصريح السفارة الروسية لم يدعمه بيان الخارجية السودانية وسفيرها لدى موسكو محمد السراج.

وقالت الخارجية في بيان إن المباحثات بين الوزيرين تناولت العلاقات الثنائية بين السودان وروسيا الاتحادية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأشارت إلى أن الوزير ثمن تضامن روسيا مع السودان في ظل الأزمة التي يواجهها، ودعمها للشرعية الوطنية، وسيادة البلاد ووحدة أراضيها.

كما نقلت الخارجية عن الوزير شكره لروسيا على استخدام حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار بريطاني في 18 نوفمبر2024.

من جانبه، قال السفير السوداني في موسكو، محمد السراج، إن جلسة مباحثات هامة انعقدت اليوم بين وزير الخارجية علي يوسف،ونظيره الروسي سيرجي لافروف.

وأوضح أن المباحثات أكدت على توفر الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.

وأضاف «أبدى وزير الخارجية الروسي استعداد بلده لاتخاذ التدابير العملية لتطوير العلاقات، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار بالسودان»، قائلًا «مخرجات اللقاء تبشر بنقلة نوعية في العلاقات بين البلدين».

وفي نوفمبر 2020 وقع السودان وروسيا اتفاقًا لإنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر، حيث تستوعب القاعدة ما يصل إلى أربعة سفن حربية روسية في آنٍ واحد، ولن يتجاوز عدد الأفراد العاملين فيها 300 شخص، لكن الاتفاق لم يمضِ قدمًا حتى الآن.

هجمات «الدعم السريع» تجبر المئات من أهالي «الجمالاب» للجوء إلى جزيرة بالنيل الأبيض


12 فبراير 2025 – يواجه مئات الفارين من انتهاكات قوات الدعم السريع في منطقة الجمالاب التابعة لمحلية القطينة بولاية النيل الأبيض، مصيرًا مجهولاً بعد نزوحهم بشكل جماعي من المنطقة إلى جزيرة.

وكانت قوات الدعم السريع قد استباحت المنطقة بدايةً من الأسبوع الماضي، بحسب مصادر متطابقة تحدثت معها «بيم ريبورتس» شملت قرى ومدن محليتي القطينة ونعيمة.

يأتي ذلك في ظل قصف جوي للطيران الحربي التابع للجيش السوداني على المنطقة، بالإضافة لهجمات لطائرات مسيرة، وفقًا للمصادر.

وقال مصدر من الجمالاب لـ«بيم ريبورتس» إن القرية شهدت حالات نزوح جماعي للمواطنين، إلى جزيرة في النيل الأبيض تقع غربي المنطقة.

وأضاف أن جزء منهم استقر في الجزيرة، بينما نزح آخرون إلى إلى قرى (الشاتاوي، ود نمر، القليعة) بعد الحملات التي شنتها الدعم السريع على المنطقة.

وكشف المصدر عن مقتل حوالي عشرة مواطنين من الجمالاب برصاص الدعم السريع خلال اليومين الماضين، بينهم طفل بعد رفضه تسليم مواشي تابعة له لأفراد منهم عند (كمبو المنطقة) بالقرب من قرية القراصة، بينهم أربعة تم ذبحهم وأربعة قُتلوا في قصق للطيران الحربي، بحسب المصدر.

وأكد المصدر أن المنطقة أصبحت خالية من المواطنين بالكامل بعد الحوادث التي شهدتها مؤخرًا من قتل وذبح واستهداف للمواطنين واغلاق للأسواق.

وقال المصدر إن الدعم السريع كانت تقوم باستهداف المواطنين بإصابتهم في أرجلهم بالرصاص لتعطيل حركتهم.

والأسبوع الماضي أطلق الجيش عمليات عسكرية في شمال النيل الأبيض وسيطر على عدة بلدات في الطريق إلى القطينة.

والأحد قتل وأصيب عشرات المواطنين في هجمات لقوات الدعم السريع على قرية ود جار النبي في أقصى شمال ولاية النيل الأبيض المجاورة للعاصمة السودانية الخرطوم، وسط أوضاع أمنية مضطربة، حسبما قال مصدر من المنطقة لـ«بيم ريبورتس».

وأكد المصدر استمرار ما وصفها بعمليات الدعم السريع التخريبية التي بدأتها داخل مدينة القطينة منذ أواخر الأسبوع الماضي من نهب وسرقة واستهداف للمواطنين.

وكانت قوات الدعم السريع قد قامت بإغلاق المستشفى الوحيد الذي يغطي كامل مدينة القطينة الخميس بالإضافة إلى المعامل الطبية مما سبب أزمة في القطاع الصحي وانعدام الرعاية الطبية وتأثر على اثره عشرات المرضى بينهم مواطن كان يتلقى العلاج داخل المستشفى.

سوق غرب النيل

وقال المصدر من الجمالاب إن المواطنين الموجودين في الجزيرة يعتمدون على السمك وبعض المواشي، مشيرًا إلى وجود سوق غربي النيل يقومون باستجلاب المؤن منه.

ويشهد الوضع الاقتصادي بمحلية القطينة تدهورًا مستمرًا بسبب انعدام المواد الغذائية واغلاق السوق حيث يعمل به باعة الخضار فقط بحسب مصدر من المنطقة.

وفي ظل كل ما تشهده المنطقة ما يزال انقطاع الكهرباء والمياه عنها، مستمرًا بالإضافة إلى شبكات الاتصال والانترنت.

والقطينة هي إحدى محليات ولاية النيل الأبيض، وتضم أربع وحدات إدارية رئيسية وحدة القطينة شمال، وحدة الشيخ الصديق، وحدة نعيمة الإدارية، ووحدة الكوة، حيث تقع في أقصى شمال الولاية على الحدود مع الخرطوم.