14 فبراير 2025- قال مصدر من منطقة «طويلة» –على بعد نحو 60 كيلومترًا غرب مدينة الفاشر– لـ«بيم ريبورتس» إن أكثر من 200 أسرة وصلت إلى المحلية، حتى الأمس، نازحةً من «معسكر زمزم» للنازحين ومدينة الفاشر، واستقرت في قرية «طويلة العمدة» شرقي المحلية وفي معسكرات (دبّنيرة، ودالي، ورواندا) غرب وشمال القرية، مشيرًا إلى أنّ «حالتهم سيئة جدًا» وأن الأعداد في تزايد.
وأوضح المصدر أن النازحين شقوا «طريقًا طويلًا ومرهقًا» من «شقرة» وحتى «طويلة» (50 كيلومترًا) سيرًا على الأقدام، وبينهم نساء وأطفال، ووصلوا في المساء «متخفين لأن الطريق بالنهار غير آمن»، مشيرًا إلى أن القادمين بالنهار يتعرضون للقتل والنهب من قبل عناصر «الدعم السريع».
ومن جانبه، قال الناطق باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال لـ«بيم ريبورتس» إن أغلب النازحين دخلوا إلى محلية «طويلة» متسللين بسبب إغلاق الطريق الرئيس المؤدي إلى المحلية.
ونبّه رجال إلى أن آخرين نزحوا إلى محلية «دار السلام» فيما اتجه بعضهم إلى «الاحتماء بالخيران والكهوف على الطريق».
ويوما الثلاثاء والأربعاء، تعرض مخيم «زمزم» للنازحين لهجوم عنيف من قوات الدعم السريع، هو عاشر هجماتها على المخيم المكتظ بالنازحين القدامى والجدد، مما أدى إلى حركة نزوح جديدة، بالإضافة إلى النازحين من القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
والأربعاء، أعرب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي وعدد من المنظمات الدولية، بينها «أطباء بلا حدود» و«يونيسيف»، أعربوا عن قلقهم من الوضع في مخيم «زمزم»، فيما وصف وزير الصحة بولاية شمال دارفور د. إبراهيم خاطر، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، الخميس، الوضع الإنساني في المخيم جنوب الفاشر بالكارثي، مشيرًا إلى أن أعدادًا كبيرةً من المواطنين موزعون في العراء وبين الأزقة.
وقالت منسقية النازحين واللاجئين في بيان أرسلت إلى «بيم ريبورتس» صورة منه، اليوم، إن حركة النزوح متواصلة من الفاشر والمناطق المجاورة لها وقرى غرب الفاشر ومنطقة «أم هجاليج»، مشيرةً إلى تعرض نحو 23 قرية للنهب والحرق، ونزوح سكانها إلى أماكن مختلفة.
وذكرت المنسقية أن نحو 1,656 فردًا وصلوا إلى منطقة «طويلة». ولفتت إلى أنها كانت تعتمد في الأشهر الماضية على الرصد الأسبوعي لحركة النزوح في «طويلة»، مشيرةً إلى صعوبة الرصد المنتظم لحركة النزوح بعد إغلاق الطريق بين الفاشر وطويلة من قبل قوات الدعم السريع.
هجمات على قرى جنوب الفاشر
وقالت منسقية النازحين واللاجئين إن قوات الدعم السريع استهدفت قرى أخرى جنوبي الفاشر، بما فيها منطقة «تابت»، متوقعةً حركة نزوح من تلك المناطق إلى «طويلة» وشرق جبل مرة خلال الأيام المقبلة.
وكان مصدر من مدينة الفاشر قد أوضح لـ«بيم ريبورتس»، أمس الخميس، أن بعض النازحين من «معسكر زمزم» من الذين «تقطعت بهم السبل» وصلوا إلى الفاشر، واختار بعضهم النزوح إلى مناطق أخرى، فيما فضل الآلاف البقاء داخل المعسكر.
ومنذ العاشر من مايو 2024، تشهد مدينة الفاشر عمليات عسكرية عنيفة بين الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة، وقوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على المدينة من الجهة الأخرى، مما خلف آلاف القتلى والجرحى، وأدى إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص.
وبدايةً من ديسمبر الماضي، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر، وركزت، خلالها، على استهداف المستشفى «السعودي» ومعسكرات النازحين والتكايا.