Day: February 21, 2025

13 منظمة كينية وإفريقية تندد بموقف نيروبي من «الدعم السريع» وتتهمها بـ«التواطئ مع فظائعها»

21 فبراير 2025 – ذكرت 13 منظمة حقوقية كينية وإفريقية، في بيان مشترك أوردته لجنة حقوق الإنسان الكينية، بعنوان «علاقات كينيا بقوات الدعم السريع تقوض السلام في السودان» – ذكرت أن قرار الحكومة الكينية باستضافة قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها –والتي «اشتهرت بحكمها الإرهابي الوحشي في السودان»– يجعلها «متواطئة في الفظائع الجماعية ضد الشعب السوداني»، واصفةً القرار بـ«المشين».

وقال البيان إن الخطوة أحادية الجانب من كينيا تقوض الوحدة الإفريقية وتتناقض مع جهود السلام التي يبذلها الاتحاد الإفريقي في السودان، بقيادة الآلية رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي وآلية مجلس السلم والأمن الموسعة للاتحاد الإفريقي، والتي تهدف إلى إشراك جميع الأطراف الرئيسة المشاركة في الصراع. كما عدّ البيان اجتماعات قوات الدعم السريع في نيروبي، في 18 فبراير 2025، لتشكيل حكومة موازية – عدّها انتهاكًا لالتزام كينيا بالعدالة والمساءلة وتعزيز السلام والأمن في السودان ومنطقة القرن الإفريقي.

والأسبوع الماضي، توترت العلاقات الكينية السودانية بعد استضافة نيروبي مؤتمرًا نظمته قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل 2023. واستدعت الخارجية السودانية، أمس الخميس، سفيرها لدى كينيا كمال جبارة احتجاجًا على الواقعة، وعدّتها «خطوة عدائية أخرى ضد السودان».

وقال بيان المنظمات – معظمها كينية – إن قرار نيروبي باستضافة قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية يشكل «انتهاكًا خطيرًا لالتزاماتها الدولية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية». وزاد البيان أن هذه الخطوة «تقوض سيادة السودان، وتشكل عملًا عدائيًا ضد شعبه، وتتجاهل المعاناة الهائلة التي يعيشها عدد لا يحصى من المدنيين السودانيين».

ونبهت المنظمات الحقوقية إلى أن بيان الحكومة الكينية الذي أصدرته قبل يومين عبر مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية وشؤون المغتربين، والذي اعترفت فيه بتوفير منصة لقوات الدعم السريع للاجتماع في نيروبي، وحاولت فيه تبرير هذا القرار، سيؤدي إلى إفساد العلاقة طويلة الأمد بين السودان وكينيا.

وكانت الحكومة الكينية قد قالت، في بيان، إن استضافتها لاجتماعات مجموعات سودانية في نيروبي تأتي في إطار سعيها إلى إيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وقال البيان المشترك إن تصرفات الحكومة الكينية تقوض الجهود الدولية، بما في ذلك تلك التي تبذلها منظمات المجتمع المدني، لتعزيز السلام والمساءلة والعدالة. ولفت إلى أن الخطوة تعرض اللاجئين السودانيين في كينيا للخطر، لافتًا إلى أن«معذبيهم، قوات الدعم السريع، على وشك تشكيل حكومة غير شرعية».

مناشدات وتوصيات

وناشد البيان المشترك مجلس السلم والأمن الإفريقي بإصدار «بيان قوي على وجه السرعة» وإدانة أي محاولة من جانب الأطراف المتحاربة لإعلان حكومة في المنفى من جانب واحد، لافتًا إلى أن ذلك من شأنه أن «يقوض الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق سلام شامل من شأنه أن يعالج الصراعات المتعددة في السودان».

وطالب البيان بحثّ جميع الأطراف السودانية والدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي على الالتزام ببيانات الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك تلك التي تؤكد وحدة أراضي السودان والحاجة إلى حل سياسي للصراع قائم على الحوار، وحث أصحاب المصلحة على الامتناع عن الأعمال الأحادية التي تقوض السلام والاستقرار في السودان.

ودعا البيان الحكومة الكينية عاجلًا إلى تنفيذ توصيات تشمل الإعلان فورًا عن تصنيف جميع أعضاء قوات الدعم السريع المجتمعين في كينيا «أشخاصًا غير مرغوب فيهم»، إلى جانب الاعتذار عن البيان الصادر عن سكرتير رئيس مجلس الوزراء الذي أكد دعمه لقوات الدعم السريع، «اعتذارًا لا لبس فيه لشعب السودان».

كما دعا البيان الحكومة الكينية إلى الامتناع فورًا عن المشاركة في محادثات السلام أو عملية الوساطة بشأن الصراع في السودان، مشيرًا إلى أنها ستفشل في أن تكون حكمًا محايدًا.

وعبّر البيان المشترك عن تضامنه ودعمه الكاملين لشعب السودان. وأكد الموقعون عليه أنهم سيعملون على استخدام كل الآليات الممكنة بموجب القانون الوطني والدولي في هذا المسعى «طويل الأمد» حسب وصف البيان.

قوى مشاركة في مشاورات الآلية الإفريقية تؤكد ضرورة التوافق على عملية سياسية شاملة

21 فبراير 2025 – اختتمت، اليوم الجمعة، أعمال اللقاء التشاوري الذي نظمته الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بالاتحاد الإفريقي و«إيقاد»، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لثلاثة أيام، بمشاركة قوى سياسية ومدنية سودانية مختلفة، بالإضافة إلى مسؤولي مفوضية «بانجول» لحقوق الإنسان والشعوب الإفريقية ولجنة تقصي الحقائق بشأن الحرب في السودان.

وكان الاتحاد الإفريقي قد عقد مشاورات بين قوى سياسية لإجراء «حوار سوداني شامل» في يوليو وأغسطس من العام الماضي. فيما دعا قوى سياسية في أواخر يناير الماضي إلى حوار جديد بين 19 – 21 فبراير الجاري.

وثمّن كلٌّ من التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» وحزبا المؤتمر الشعبي والبعث العربي الاشتراكي، في بيان مشترك، بالإضافة إلى حزب الأمة القومي في بيان منفصل، ثمّنوا دور الاتحاد الإفريقي ومنظمة «إيقاد»، وجهودهما المستمرة في التواصل مع الأطراف السودانية المختلفة لبحث حل سلمي للنزاع في السودان، مؤكدين دعمهم الكامل لهذه الجهود وثقتهم في المؤسستين الإقليميتين. فيما قال حزب الأمة إن «الاتحاد الإفريقي يمثل المنصة الأساسية لمساعدة السودانيين للوصول إلى حل سياسي للأزمة الراهنة».

وأكد البيان المشترك لـ«صمود» وحزبي البعث والمؤتمر الشعبي استمرارهم في بذل أقصى الجهود من أجل التصدي للأزمة الإنسانية وحماية المدنيين، والسعي إلى التوافق على تصميم عملية سياسية تشمل القوى السياسية والمجتمعية –عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته– تفضي إلى إنهاء النزاع في البلاد عبر «مشروع وطني ديمقراطي»، يُنهي جميع أشكال «الاستبداد والهيمنة والتمييز»، ويضع لبنات «سودان حديث موحد مدني ديمقراطي مزدهر يسع أبناءه وبناته كافة».

وأمس الخميس، قال القيادي في «الكتلة الديمقراطية» مبارك عبد الرحمن «أردول» الذي يشارك أيضًا في اجتماعات الاتحاد الإفريقي و«إيقاد» في أديس أبابا – قال لـ«بيم ريبورتس» أنهم بدأو في وضع الأسس الأولية لانطلاق الحوار السوداني السوداني، لافتًا إلى أنها «بداية لعملية سياسية شاملة وشفافة وذات مصداقية» – بحسب وصفه. وأوضح أن المشاركين تسلموا مصفوفة من الاتحاد الإفريقي تضم آراءهم جميعًا.

وفي السياق، قال بيان حزب الأمة القومي الذي مثلته نائبة الرئيس مريم الصادق المهدي في الاجتماعات، إن القوى السياسية والمدنية المشاركة أكدت عزمها على بذل كل الجهود لاحتواء الحرب وإيقافها وفقًا لـ«رؤية سودانية تجمع عليها القوى السياسية المدنية» في أقرب وقت، بما يحقق الوحدة الوطنية وكرامة الإنسان السوداني، عبر «عملية سياسية شاملة تفضي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام».

وأوضح بيان «الأمة القومي» أن نائبة رئيس الحزب طرحت، خلال المشاورات، في كلتا المجموعتين «مشروع الخلاص الوطني» الذي يتضمن رؤية الحزب لاحتواء الأزمة وإنهاء الحرب وللعملية السياسية، واصفًا الوثيقة بأنها «رؤية غير مسبوقة» لتحديد مراحل العملية السياسية وخطواتها وآلياتها والمشاركين فيها، بما يضمن التفويض الشعبي وتحقيق مشاركة الشعب السوداني في أخذ زمام أمره – وفق ما ذكر البيان.

وأشاد حزب الأمة بما جاء في مخرجات القمة الإفريقية الأخيرة، وقرار مجلس الأمن والسلم الإفريقي الخاص بالسودان. وهنأ الحزب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد محمود يوسف علي ونائبته سلمى مليكة حدادي، متمنيًا لهما النجاح في فترة عملهما «المليئة بالتحديات» وفقًا لتعبير بيانه.

وفي السياق، ذكر البيان المشترك لـ«صمود» وحزبي البعث والمؤتمر الشعبي أن المشاورات التي عقدها الاتحاد الإفريقي و«إيقاد»، تعد «خطوة مهمة في طريق بلوغ السلام في بلادنا»، لافتًا إلى أنهم سيظلون على تواصل مستمر مع المنظمتين وجميع «الأشقاء في الأسرة الإقليمية والدولية»، وقبله مع كل «الحادبين من أبناء شعبنا وبناته»، بما يعزز من فرص إنهاء الحرب في السودان بأعجل ما يمكن، وداعيًا جميع أبناء الشعب السوداني وبناته إلى «التصدي لخطابات الفتنة والكراهية والعنصرية».

وجدّد البيان المشترك دعوته للجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى «تقديم مصلحة الشعب على ما عداها»، بالاتفاق على «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ييسر عودة النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ويضع حدًا ومعالجة للكارثة الإنسانية المروعة التي تعد الأكبر على مستوى العالم، ويمهد الطريق لحل سلمي تفاوضي يقود إلى سلام شامل وعادل ومنصف ومستدام في السودان».

والجمعة الماضية، دعا الاتحاد الإفريقي إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار» في السودان وإنهاء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

«تنسيقية الفاشر»: سقوط قتلى وجرحى جراء تجدد القصف المدفعي المدينة

21 فبراير 2025 – قالت تنسيقية لجان المقاومة في مدينة الفاشر غربي السودان إن عناصر «الدعم السريع» شنت هجمات على المدينة منذ صباح اليوم، مشيرةً إلى استمرار عمليات القصف المدفعي على أحياء مدينة الفاشر وموقف «مليط» وحي «النصر». وكشفت عن سقوط قتلى وجرحى – لم تُحصِهم.

ويأتي الهجوم ضمن سلسلة من الضربات العنيفة التي تشنها قوات الدعم السريع على العاصمة الأخيرة في إقليم دارفور، في محاولة للسيطرة عليها.

وقالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر لـ«بيم ريبورتس» إن الإصابات جراء هجوم اليوم «قليلة»، قبل أن توضح أنها لم تتمكن من تحديد عدد القتلى والمصابين بدقة، بسبب توقف شبكة الإنترنت.

وأشارت التنسيقية إلى أن القصف متقطع، بمعدل ثلاث مرات في اليوم، وفي فترات زمنية مختلفة.

وخلال الشهرين الماضيين، كثفت «الدعم السريع» هجماتها على الفاشر، وركزت على استهداف «المستشفى السعودي» ومعسكرات النازحين في «أبو شوك» و«زمزم»، بالإضافة إلى التكايا (المطابخ الخيرية) في المدينة، مما خلف عشرات القتلى والجرحى وخلق موجات جديدة من النزوح.

وبدايةً من العاشر من مايو الماضي، أطلقت قوات الدعم السريع عملية عسكرية واسعة في الفاشر في محاولة للسيطرة على عاصمة دارفور التاريخية وآخر معاقل السلطة المركزية في الإقليم.

ويأخذ الصراع المتصاعد في الفاشر منحى مركبًا وطابعًا إستراتيجيًا في السيطرة على إقليم دارفور غربي البلاد.

والفاشر هي أحد أكبر المراكز الحضرية في إقليم دارفور، والتي ما تزال تخضع لسيطرة السلطة المركزية، وذلك بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على معظم المناطق في أربع ولايات في الإقليم، بما في ذلك عواصمها.
قالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر لـ«بيم ريبورتس» إن الإصابات جراء هجوم اليوم «قليلة»، قبل أن توضح أنها لم تتمكن من تحديد عدد القتلى والمصابين بدقة، بسبب توقف شبكة الإنترنت.