قوى مشاركة في مشاورات الآلية الإفريقية تؤكد ضرورة التوافق على عملية سياسية شاملة

21 فبراير 2025 – اختتمت، اليوم الجمعة، أعمال اللقاء التشاوري الذي نظمته الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بالاتحاد الإفريقي و«إيقاد»، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لثلاثة أيام، بمشاركة قوى سياسية ومدنية سودانية مختلفة، بالإضافة إلى مسؤولي مفوضية «بانجول» لحقوق الإنسان والشعوب الإفريقية ولجنة تقصي الحقائق بشأن الحرب في السودان.

وكان الاتحاد الإفريقي قد عقد مشاورات بين قوى سياسية لإجراء «حوار سوداني شامل» في يوليو وأغسطس من العام الماضي. فيما دعا قوى سياسية في أواخر يناير الماضي إلى حوار جديد بين 19 – 21 فبراير الجاري.

وثمّن كلٌّ من التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» وحزبا المؤتمر الشعبي والبعث العربي الاشتراكي، في بيان مشترك، بالإضافة إلى حزب الأمة القومي في بيان منفصل، ثمّنوا دور الاتحاد الإفريقي ومنظمة «إيقاد»، وجهودهما المستمرة في التواصل مع الأطراف السودانية المختلفة لبحث حل سلمي للنزاع في السودان، مؤكدين دعمهم الكامل لهذه الجهود وثقتهم في المؤسستين الإقليميتين. فيما قال حزب الأمة إن «الاتحاد الإفريقي يمثل المنصة الأساسية لمساعدة السودانيين للوصول إلى حل سياسي للأزمة الراهنة».

وأكد البيان المشترك لـ«صمود» وحزبي البعث والمؤتمر الشعبي استمرارهم في بذل أقصى الجهود من أجل التصدي للأزمة الإنسانية وحماية المدنيين، والسعي إلى التوافق على تصميم عملية سياسية تشمل القوى السياسية والمجتمعية –عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته– تفضي إلى إنهاء النزاع في البلاد عبر «مشروع وطني ديمقراطي»، يُنهي جميع أشكال «الاستبداد والهيمنة والتمييز»، ويضع لبنات «سودان حديث موحد مدني ديمقراطي مزدهر يسع أبناءه وبناته كافة».

وأمس الخميس، قال القيادي في «الكتلة الديمقراطية» مبارك عبد الرحمن «أردول» الذي يشارك أيضًا في اجتماعات الاتحاد الإفريقي و«إيقاد» في أديس أبابا – قال لـ«بيم ريبورتس» أنهم بدأو في وضع الأسس الأولية لانطلاق الحوار السوداني السوداني، لافتًا إلى أنها «بداية لعملية سياسية شاملة وشفافة وذات مصداقية» – بحسب وصفه. وأوضح أن المشاركين تسلموا مصفوفة من الاتحاد الإفريقي تضم آراءهم جميعًا.

وفي السياق، قال بيان حزب الأمة القومي الذي مثلته نائبة الرئيس مريم الصادق المهدي في الاجتماعات، إن القوى السياسية والمدنية المشاركة أكدت عزمها على بذل كل الجهود لاحتواء الحرب وإيقافها وفقًا لـ«رؤية سودانية تجمع عليها القوى السياسية المدنية» في أقرب وقت، بما يحقق الوحدة الوطنية وكرامة الإنسان السوداني، عبر «عملية سياسية شاملة تفضي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام».

وأوضح بيان «الأمة القومي» أن نائبة رئيس الحزب طرحت، خلال المشاورات، في كلتا المجموعتين «مشروع الخلاص الوطني» الذي يتضمن رؤية الحزب لاحتواء الأزمة وإنهاء الحرب وللعملية السياسية، واصفًا الوثيقة بأنها «رؤية غير مسبوقة» لتحديد مراحل العملية السياسية وخطواتها وآلياتها والمشاركين فيها، بما يضمن التفويض الشعبي وتحقيق مشاركة الشعب السوداني في أخذ زمام أمره – وفق ما ذكر البيان.

وأشاد حزب الأمة بما جاء في مخرجات القمة الإفريقية الأخيرة، وقرار مجلس الأمن والسلم الإفريقي الخاص بالسودان. وهنأ الحزب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد محمود يوسف علي ونائبته سلمى مليكة حدادي، متمنيًا لهما النجاح في فترة عملهما «المليئة بالتحديات» وفقًا لتعبير بيانه.

وفي السياق، ذكر البيان المشترك لـ«صمود» وحزبي البعث والمؤتمر الشعبي أن المشاورات التي عقدها الاتحاد الإفريقي و«إيقاد»، تعد «خطوة مهمة في طريق بلوغ السلام في بلادنا»، لافتًا إلى أنهم سيظلون على تواصل مستمر مع المنظمتين وجميع «الأشقاء في الأسرة الإقليمية والدولية»، وقبله مع كل «الحادبين من أبناء شعبنا وبناته»، بما يعزز من فرص إنهاء الحرب في السودان بأعجل ما يمكن، وداعيًا جميع أبناء الشعب السوداني وبناته إلى «التصدي لخطابات الفتنة والكراهية والعنصرية».

وجدّد البيان المشترك دعوته للجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى «تقديم مصلحة الشعب على ما عداها»، بالاتفاق على «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ييسر عودة النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ويضع حدًا ومعالجة للكارثة الإنسانية المروعة التي تعد الأكبر على مستوى العالم، ويمهد الطريق لحل سلمي تفاوضي يقود إلى سلام شامل وعادل ومنصف ومستدام في السودان».

والجمعة الماضية، دعا الاتحاد الإفريقي إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار» في السودان وإنهاء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
مرصد بيم

ما صحة تصريح مصدر عسكري لـ«الجزيرة»“سيتم حل الحرية والتغيير إستناداً على الخيانة العظمى مع المتمردين”؟

ما صحة تصريح مصدر عسكري لـ«الجزيرة»“سيتم حل الحرية والتغيير إستناداً على الخيانة العظمى مع المتمردين”؟ مفبرك. تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»  و«أكس»

المزيد