Day: February 22, 2025

مصدر: مقتل «8» أشخاص جراء حريق في معسكر للنازحين بمدينة الأبيض

22 فبراير 2025 – قال مصدر محلي من مدينة الأبيّض بشمال كردفان غربي السودان إن ثمانية أشخاص –بينهم أطفال– لقوا مصرعهم، صباح اليوم السبت، في حريق شبّ في معسكر النازحين بـ«الميناء البري الجديد» أقصى شمالي المدينة؛ ولكنه لم يتمكن من تحديد سبب الحريق، وقال إنه «اندلع فجأة».

ويقع معسكر الميناء البري الجديد على الطريق بين مدينتي الأبيض وبارا، غرب حي «كريمة» أحد أكبر أحياء المدينة، وشرق حي «عرفات»، ويجاور مجمع جامعة كردفان – بحسب المصدر. وحُوّل النازحون الذين كانوا في مدارس الأبيّض إلى الميناء البري الذي كان مهجورًا ولم يكتمل العمل فيه منذ العام 2016.

وأصيب العشرات جراء الحريق الذي قضى على أكثر من خيمة سكنية (من القش)، ونقلوا إلى مستشفى الأبيّض لتلقي العلاج – وفق المصدر.

وتشهد مدينة الأبيّض عمليات عسكرية متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تنتشر في أحياء وقرى متاخمة للمدينة من الاتجاه الجنوبي في مناطق «الجبلين» و«بربر» و«ود اللقا» و«بنو».

وقال المصدر إن طفلان قتلا فيما أصيب شخص، الجمعة، في قصف من قوات الدعم السريع على وحدة «خور طقت» الإدارية شرقي الأبيّض، لافتًا إلى أن المنطقة شهدت قصفًا مدفعيًا في الصباح وبعد الخامسة مساءً.

وأضاف المصدر أن الجيش السوداني نفذ غارات جوية على تمركزات عناصر «الدعم السريع» في جبل كردفان –على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب شرق الأبيّض– على الطريق بين مدينتي الأبيض والرهد.

وفي الثالث من فبراير الجاري، أفاد المدير الطبي لمستشفى الأبيّض التعليمي د. عبد الرحيم هارون، في تصريح لـ«بيم ريبورتس» بمقتل ما بين 17 – 20 شخصًا وإصابة أكثر من 30 آخرين، في قصف مدفعي من قوات الدعم السريع استهدف المدينة في اليومين الأول والثاني من الشهر.

وقال المسؤول الطبي إن القصف المدفعي استهدف حيي «عرفات» و«اليرموك» شمالي المدينة بخمس قذائف، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، واحتراق سبع شاحنات، كما استهدف أحياء في الجزء الشرقي من المدينة.

وأواخر يناير وخلال فبراير الجاري، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينتي «أم روابة» و«الرهد» في ولاية شمال كرفان، في طريقه إلى فكّ الحصار عن عاصمتها الأبيّض.

مواطن: ساحات بـ«الحاج يوسف» تحولت إلى مدافن جماعية لضحايا «الدعم السريع»

22 فبراير 2025 – قال مصدر تحدث إلى «بيم ريبورتس» من حي «الفلاح» بمنطقة المايقوما في «الحاج يوسف» بالعاصمة الخرطوم – قال إن عناصر «الدعم السريع» ترتكب، منذ أيام، انتهاكات عديدة تشمل: القتل العمد والنهب، بالإضافة إلى منع المواطنين من الخروج من منازلهم، مبينًا أن أيّ شخص يخرج يتعرض للقتل أو الاعتداء، ولافتًا إلى أن ساحات أحياء «المايقوما» و«الإمتداد» بالحاج يوسف وحدائقهما تحولت إلى «مدافن جماعية».

وذكر المصدر أن عشرات المواطنين –لم يتمكن من إحصائهم– دُفنوا في حديقة بالمربعين الأول والثالث في «المايقوما»، وفي «الإمتداد» بالحاج يوسف.

ومنذ أيام، ترتكب عناصر «الدعم السريع» عدة انتهاكات في أحياء الحاج يوسف ومحلية «شرق النيل»، بالتزامن مع معارك يخوضها الجيش السوداني في المنطقة التي تقع تحت سيطرة «الدعم السريع» منذ بداية الحرب في أبريل 2023.

وقال المصدر إن عناصر من «الدعم السريع» قتلت خمسة أشخاص وأصابت آخرين في حي «الفلاح» السبت الماضي، وعادت بعد يومين لتُمارس الانتهاكات نفسها، مشيرًا إلى أنها تضرب المواطنين في الشوارع وتنهب الأحياء على امتداد «شارع واحد» بالحاج يوسف.

وبحسب المصدر، فإن عناصر «الدعم السريع» منتشرة في «شارع واحد» بالحاج يوسف، من تقاطع «العمال» وحتى «لفة شارع واحد».

ونشر أفراد من الجيش السوداني والقوات المساندة له، الأيام الماضية، مقاطع فيديو توثق معارك خاضوها في مناطق بالحاج يوسف، في وقت أعلنت فيه صفحة القوات المسلحة على «فيسبوك»، قبل ثلاثة أيام، عن تقدم جنودها في محور «القنطرة» جنوب ضاحية «كافوري» ببحري القريب من منطقة الحاج يوسف.

وأمس الجمعة، قال تجمع الصيادلة المهنيين إن أكثر من 100 شخص سقطوا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين، خلال هجمات وصفها بـ«المجزرة الجديدة» ارتكبتها قوات الدعم السريع في حق مواطني مدينة الحاج يوسف بمحلية شرق النيل، عبر القصف العشوائي وإطلاق الرصاص في حي «الفلاح» و«شارع واحد» و«الكلس» و«المايقوما»، إلى جانب اقتحام المنازل وطرد سكانها وإطلاق النار عليهم في عدة مربعات في الحاج يوسف.

وأضاف التجمع المهني: «ما زالت المليشيا وأعوانها من المرتزقة تستبيح الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من الحاج يوسف». وعدّ التجمع هذه «المجازر» تأكيدًا لسلوك «المليشيا المجرمة» وتاريخها في استهداف المدنيين العزل قتلًا ونهبًا وتشريدًا، ودليلًا دامغًا على «طبيعتها الإجرامية».

وجدد التجمع إدانته لـ«جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية» التي ترتكبها «مليشيا الدعم السريع»، كما جدد دعوته إلى العمل على تصنيفها «مليشيا إرهابية».

سيناتور أمريكي: كينيا تدعم قوات «الدعم السريع» في شرعنة الحكم تحت ستار السلام

22 فبراير 2025 – تستمر ردود الأفعال الدولية والإقليمية على استضافة الحكومة الكينية فعالية نظمتها قوات الدعم السريع في نيروبي، لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها في السودان، بمشاركة قوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة سودانية.

وانتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي السيناتور جيم ريتش، في منشور على حسابه على موقع «إكس»، الجمعة، تحركات الحكومة الكينية، التي وصفها بأنها «حليفة للولايات المتحدة» – انتقد مساعدتها قوات الدعم السريع في «إضفاء الشرعية على حكمهم الإبادي الجماعي في السودان، تحت ستار صنع السلام»، قائلًا إن هذه «محاولة لا يمكن تصورها لإخفاء الحقيقة». «لن تُنهي المذبحة» – أردف السيناتور.

وفي السياق، أجرت الولايات المتحدة الأمريكية عبر وزير خارجيتها،ماركو روبيو،محادثة هاتفية مع الرئيس الكيني ويليام روتو، بشأن السلام والأمن الإقليميين. وتطرقت المكالمة إلى الوضع في جمهورية السودان – بحسب ما ذكر روتو في حسابه الرسمي على موقع «إكس» اليوم السبت.

وأضاف روتو: «ناقشنا الدور الحاسم الذي تضطلع به نيروبي في توفير منصة لأصحاب المصلحة الرئيسيين -بما في ذلك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى- للمشاركة في عملية تهدف إلى وقف الانزلاق المأساوي للسودان إلى الفوضى، وضمان المسار نحو السلام المستدام».

ونبّه السيناتور الأمريكي إلى أنّ «الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع أصبحت سياسات أمريكية خلال يناير الماضي». وأشار إلى أنه كان قد قاد جهودًا في الكونغرس للاعتراف بـ«الفظائع التي نفذتها قوات الدعم السريع في السودان»، والتي قال إنها «ساهمت في مقتل أكثر من 150 ألف شخص»، بوصفها «إبادة جماعية».

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – ستيفان دوجاريك، قد أعرب عن قلقه، الأربعاء الماضي، من الإعلان المقرر عن تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية، قائلًا إن من شأن ذلك أن يزيد من «انقسام السودان ومفاقمة الأزمة».

وفي 18 فبرير الجاري، استضافت العاصمة الكينية نيروبي فعالية تحالف سياسي جديد يجمع قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل 2023 إلى قوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة تسعى إلى تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع في السودان. وزادت الخطوة التوتر الدبلوماسي بين البلدين الإفريقيين المتجاورين، وعززت التُهم التي تلاحق نيروبي بـ«موالاة الدعم السريع».

وأمس الجمعة، كان من المقرر أن تقام فعالية للتوقيع على «الميثاق التأسيسي» للحكومة المعتزمة، في نيروبي، غير أن التوقيع لم يحدث، في وقت لم يعلق فيه المجتمعون رسميًا على أسباب التأجيل.

وبررت الحكومة الكينية، في بيان، الأربعاء، توفيرها مساحة لـ«الدعم السريع» في نيروبي، بأن الأخيرة طرحت خارطة طريق وقيادة مقترحة «تتوافق مع دور كينيا في مفاوضات السلام التي تُلزمها بتوفير منصات غير حزبية لأطراف الصراع للسعي إلى الحلول»، مشيرةً إلى أنها لم تفعل ذلك بـ«دوافع خفية»، بل لأنها تعتقد أنه «لا يوجد حل عسكري للنزاعات السياسية». فيما استدعى السودان، الخميس، سفيره لدى كينيا كمال جبارة، احتجاجًا على الواقعة، وعدّها «خطوة عدائية أخرى ضد السودان»، وشكّل لجنةً للتعامل مع الموقف الكيني.

وأمس الجمعة، نددت 13 منظمة حقوقية كينية وإفريقية، في بيان مشترك أوردته لجنة حقوق الإنسان الكينية، بعنوان «علاقات كينيا بقوات الدعم السريع تقوض السلام في السودان» – نددت بقرار الحكومة الكينية «المشين» –بحسب وصفها– باستضافة قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، قائلةً إن ذلك يجعلها «متواطئة مع الفظائع الجماعية ضد الشعب السوداني».

قرض إماراتي لكينيا:

وفي منحى آخر، قالت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، الجمعة، إن مصادر تحدثت إليها، توقعت حصول كينيا على قرض بـ 1.5 مليار دولار من الإمارات العربية المتحدة التي تتهمها الحكومة السودانية بدعم قوات الدعم السريع في الحرب ضدها، بحلول نهاية الأسبوع المقبل، في وقت ربط فيه محللون الدعم الإماراتي بموقف نيروبي من السودان.

وفي 14 يناير الماضي، وقعت الإمارات وكينيا، في أبو ظبي، على اتفاق شراكة اقتصادية، يتضمن مشروعًا زراعيًا ومبادرات أخرى بين البلدين، فيما قال الرئيس الكيني، في تصريحات، إن الاتفاق يتماشى مع سياسة حكومته الرامية إلى الحد من الاقتراض وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر والشراكات بين القطاعين العام والخاص.

محامو الطوارئ: مقتل 183 شخصًا جراء هجمات طرفي الحرب بمحلية «أم رمتة» بالنيل الأبيض

22 فبراير 2025– قالت مجموعة «محامي الطوارئ» الحقوقية، الجمعة، إن ما لا يقل عن 129 مدنيًا قُتلوا، وهجّر عشرات الآلاف، من 17 قرية في منطقة «أم رمتة» بولاية النيل الأبيض جراء هجمات «الدعم السريع» على المنطقة، فيما قُتل 54 مدنيًا ودمرت منشآت بسبب الغارات الجوية للجيش السوداني – طبقًا لتقرير المجموعة.

وأوضح تقرير محامي الطوارئ المعنون: «مدنيون عالقون في أم رمتة»، أنّ المجموعة وثقت اعتداءات في أكثر من 17 قرية، من بينها: (العلقة، والهلبة، والصوفي، وشكيري، والقطينة الغربية، والمراخات، والشاتاوي)، في الفترة من أكتوبر 2023 إلى فبراير 2025، واستمعت إلى إفادات 26 شاهدًا.

وتقع منطقة «أم رمتة» عند نقطة تقاطع إستراتيجية تربط ولايات وسط السودان بغربه وجنوبه، وتحدها محلية «القطينة» من الشمال و«الدويم» من الجنوب وولاية شمال كردفان من الناحية الغربية،وتعد المنطقة مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا وموقعًا حيويًا لحركة السكان. وتسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ أواخر العام 2024.

وشملت الانتهاكات التي وثقها تقرير محامي الطوارئ: إعدامات ميدانية، وتهجيرًا قسريًا، وقصفًا عشوائيًا، وتدميرًا للبنى التحتية، إلى جانب عمليات نهب ممنهجة، وحالات قتل جماعي. كما رصد التقرير حالات اعتقال تعسفي واختفاء قسري وطلب فدية، ووثق حوادث اختطاف لمدنيين واحتجازهم مقابل مبالغ مالية ضخمة، وسط غياب تام لأيّ حماية قانونية – بحسب التقرير.

وأبان التقرير أن قوات الدعم السريع فرضت «حصارًا خانقًا» على المنطقة، مما أدى إلى «انهيار الاقتصاد المحلي وتفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل غياب أي مساعدات إغاثية».

وتتشكل ولاية النيل الأبيض من ثماني محليات كانت «الدعم السريع» تسيطر على أجزاء منها منذ ديسمبر 2023، وهي نعيمة والقطينة وارتكبت فيها انتهاكات عديدة بحسب إفادات مواطنين من المنطقة.واستعاد الجيش «نعيمة» مؤخرًا، ويخوض عمليات عسكرية في «القطينة» منذ أوخر الأسبوع الماضي.

«أطباء بلا حدود»: أكثر من 800 شخص يتلقون العلاج في مركز الكوليرا في «كوستي»

22 فبراير 2025 – ما تزال عدوى الكوليرا التي تفشت في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد منذ الأربعاء الماضي تفتك بالعشرات. فيما أعربت منظمات عن قلقها من خروج الوضع عن السيطرة ونفاد مساحات استقبال المصابين في مستشفى المدينة التعليمي.

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»، في تحديث، مساء الجمعة، إن عشرات لقوا حتفهم، فيما يتلقى أكثر من 800 شخص العلاج من أعراض «الإسهال المائي الحاد، والجفاف، والقيء، والعيون الغائرة» في مركز علاج الكوليرا التابع لوزارة الصحة في مستشفى «كوستي» التعليمي بولاية النيل الأبيض، والذي تدعمه المنظمة.

وفي الأثناء، أعلنت وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض عن انطلاق حملة التطعيم بلقاح الكوليرا في جميع أنحاء محليتي «كوستي» و«ربك»، لستة أيام، ابتداءً من أمس الجمعة، عبر مراكز ثابتة وجوالة ومؤقتة، لافتةً إلى أن الحملة تستهدف الأشخاص من عمر سنة فما فوق. وحثت الوزارة المواطنين على الاستجابة للحملة.

والخميس الماضي، أفادت مصادر تحدثت إلى «بيم ريبورتس» بتفشي الكوليرا في مدينة «كوستي». وأشارت، في معلومات متطابقة، إلى أن عدد الإصابات تجاوز 600 مريض، منذ صباح الخميس، فيما أكد أحد المصادر وفاة نحو خمس حالات بحلول مساء الأربعاء الماضي.

وأرجعت المصادر سبب تزايد الحالات إلى شربهم مياهًا يُعتقد أنها ملوثة، ويستقيها المواطنون من باعة جائلين يجلبونها من النيل الأبيض، في أعقاب أزمة المياه التي ضربت المدينة خلال الفترة الماضية.

وفي السياق، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من خطر تفشي الكوليرا في ولاية النيل الأبيض في السودان. وقالت في إعلان، أمس الجمعة، إنه أُبلغ عن مئات الحالات، مما يشكل «خطرًا كبيرًا على الأطفال وأسرهم». ولفتت إلى أنها تستجيب للأزمة بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والشركاء، بما في ذلك من خلال «حملات التطعيم ودعم خدمات المياه والصرف الصحي وإدارة الحالات».

وبحسب بيان منظمة «أطباء بلا حدود»، الصادر الجمعة، أُدخل أول 100 مريض إلى مركز علاج الكوليرا بمستشفى «كوستي» في ليل الخميس، قبل أن يرتفع العدد ليصل، بحلول ظهر يوم الجمعة، إلى أكثر من 800 مريض أدخلوا إلى المستشفى. وذكر البيان أنّ 48 مريضًا خرجوا من المستشفى، لكنه أشار إلى أن أعداد المرضى ما تزال في ارتفاع، لافتًا إلى صعوبة الاستجابة والاستمرار في تسجيل التفاصيل بدقة.

وأضاف بيان المنظمة أن عدد المرضى في مركز علاج الكوليرا الذي أنشأته في مستشفى «كوستي» قد فاق قدرته الاستيعابية، مشيرًا إلى أن الوضع استدعى استخدام غرف الطوارئ للبالغين والأطفال في المستشفى. فيما يتعاون فريق المنظمة مع موظفي وزارة الصحة في مستشفى «كوستي» وطاقم طبي إضافي من مستشفى «ربك» لإدارة الوضع – بحسب البيان.

ونقل البيان عن المرجع الطبي لمشروع «أطباء بلا حدود» في «كوستي» الدكتور فرانسيس لابو أوكان قوله إن «الوضع مقلق للغاية، ومن المحتمل أن يخرج عن السيطرة»، لافتًا إلى استمرار مركز علاج الكوليرا في استقبال المرضى في حالات حرجة، فيما «نفدت المساحات». «نحن الآن نستقبل المرضى في منطقة مفتوحة ونغطيهم على الأرض لعدم وجود أسرّة كافية» – أردف أوكان.

وأعربت منظمة «أطباء بلا حدود» عن قلقها من احتمال نفاد «الموارد الطبية التي تعالج الجفاف الحاد وتحافظ على حياة المرضى» في حال استمر عدد المرضى في الارتفاع خلال الأيام القليلة القادمة، إلى جانب «الإجهاد التام الذي يصيب الفرق الطبية».

ونوّه بيان المنظمة بأنها في «حاجة ماسة إلى مساعدة منظمات أخرى في الاستجابة لحالة الطوارئ هذه من خلال توفير الطواقم الطبية والإمدادات اللازمة للتعامل مع المرضى»، لافتًا إلى حاجتهم أيضًا إلى المياه، قبل أن يشير إلى ضرورة أن «تبدأ الأنشطة التوعوية لمعالجة هذه الأزمة من جذورها».

وأشار بيان «أطباء بلا حدود» إلى أن وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض هي الجهة المسؤولة عن التعامل مع جميع المرضى، بالإضافة إلى تحديد أسباب هذا الارتفاع وتحديد سبل منع انتشار المرض ووقفه. ورجّحت المنظمة أن يكون مصدر العدوى هو النهر، لافتةً إلى أن الناس تجمع المياه باستخدام عربات تجرها الحمير بعد انقطاع كبير لنظام الإمداد بالمياه في المنطقة.

وأشارت منظمة «أطباء بلا حدود» إلى أن السلطات الصحية حظرت جمع المياه من النهر باستخدام العربات التي تجرها الحمير، كما عززت الكلور في نظام توزيع المياه، بالإضافة إلى إغلاق السوق ومعظم المطاعم.

والأحد الماضي، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع باستهداف محطة «أم دباكر» للكهرباء بمدينة «ربك» في ولاية النيل الأبيض. ومنذ ذلك الحين تعاني أغلب مناطق الولاية من أزمة حادة في المياه جراء انقطاع الكهرباء.

وفي أكتوبر 2024، عانت ولاية النيل الأبيض وباء الكوليرا الذي انتشر في مناطق (الجبلين، والدويم، والكوة، وربك، وكوستي)، فيما فتحت مراكز لعزل المصابين.

وأعلنت الحكومة السودانية، في العام الماضي، عن تفشي وباء الكوليرا في البلاد، وتسجيل 24,609 حالات ووفاة 699 شخصًا بحلول أكتوبر الماضي.