22 فبراير 2025 – تستمر ردود الأفعال الدولية والإقليمية على استضافة الحكومة الكينية فعالية نظمتها قوات الدعم السريع في نيروبي، لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها في السودان، بمشاركة قوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة سودانية.
وانتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي السيناتور جيم ريتش، في منشور على حسابه على موقع «إكس»، الجمعة، تحركات الحكومة الكينية، التي وصفها بأنها «حليفة للولايات المتحدة» – انتقد مساعدتها قوات الدعم السريع في «إضفاء الشرعية على حكمهم الإبادي الجماعي في السودان، تحت ستار صنع السلام»، قائلًا إن هذه «محاولة لا يمكن تصورها لإخفاء الحقيقة». «لن تُنهي المذبحة» – أردف السيناتور.
وفي السياق، أجرت الولايات المتحدة الأمريكية عبر وزير خارجيتها،ماركو روبيو،محادثة هاتفية مع الرئيس الكيني ويليام روتو، بشأن السلام والأمن الإقليميين. وتطرقت المكالمة إلى الوضع في جمهورية السودان – بحسب ما ذكر روتو في حسابه الرسمي على موقع «إكس» اليوم السبت.
وأضاف روتو: «ناقشنا الدور الحاسم الذي تضطلع به نيروبي في توفير منصة لأصحاب المصلحة الرئيسيين -بما في ذلك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى- للمشاركة في عملية تهدف إلى وقف الانزلاق المأساوي للسودان إلى الفوضى، وضمان المسار نحو السلام المستدام».
ونبّه السيناتور الأمريكي إلى أنّ «الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع أصبحت سياسات أمريكية خلال يناير الماضي». وأشار إلى أنه كان قد قاد جهودًا في الكونغرس للاعتراف بـ«الفظائع التي نفذتها قوات الدعم السريع في السودان»، والتي قال إنها «ساهمت في مقتل أكثر من 150 ألف شخص»، بوصفها «إبادة جماعية».
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – ستيفان دوجاريك، قد أعرب عن قلقه، الأربعاء الماضي، من الإعلان المقرر عن تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية، قائلًا إن من شأن ذلك أن يزيد من «انقسام السودان ومفاقمة الأزمة».
وفي 18 فبرير الجاري، استضافت العاصمة الكينية نيروبي فعالية تحالف سياسي جديد يجمع قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل 2023 إلى قوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة تسعى إلى تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع في السودان. وزادت الخطوة التوتر الدبلوماسي بين البلدين الإفريقيين المتجاورين، وعززت التُهم التي تلاحق نيروبي بـ«موالاة الدعم السريع».
وأمس الجمعة، كان من المقرر أن تقام فعالية للتوقيع على «الميثاق التأسيسي» للحكومة المعتزمة، في نيروبي، غير أن التوقيع لم يحدث، في وقت لم يعلق فيه المجتمعون رسميًا على أسباب التأجيل.
وبررت الحكومة الكينية، في بيان، الأربعاء، توفيرها مساحة لـ«الدعم السريع» في نيروبي، بأن الأخيرة طرحت خارطة طريق وقيادة مقترحة «تتوافق مع دور كينيا في مفاوضات السلام التي تُلزمها بتوفير منصات غير حزبية لأطراف الصراع للسعي إلى الحلول»، مشيرةً إلى أنها لم تفعل ذلك بـ«دوافع خفية»، بل لأنها تعتقد أنه «لا يوجد حل عسكري للنزاعات السياسية». فيما استدعى السودان، الخميس، سفيره لدى كينيا كمال جبارة، احتجاجًا على الواقعة، وعدّها «خطوة عدائية أخرى ضد السودان»، وشكّل لجنةً للتعامل مع الموقف الكيني.
وأمس الجمعة، نددت 13 منظمة حقوقية كينية وإفريقية، في بيان مشترك أوردته لجنة حقوق الإنسان الكينية، بعنوان «علاقات كينيا بقوات الدعم السريع تقوض السلام في السودان» – نددت بقرار الحكومة الكينية «المشين» –بحسب وصفها– باستضافة قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، قائلةً إن ذلك يجعلها «متواطئة مع الفظائع الجماعية ضد الشعب السوداني».
قرض إماراتي لكينيا:
وفي منحى آخر، قالت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، الجمعة، إن مصادر تحدثت إليها، توقعت حصول كينيا على قرض بـ 1.5 مليار دولار من الإمارات العربية المتحدة التي تتهمها الحكومة السودانية بدعم قوات الدعم السريع في الحرب ضدها، بحلول نهاية الأسبوع المقبل، في وقت ربط فيه محللون الدعم الإماراتي بموقف نيروبي من السودان.
وفي 14 يناير الماضي، وقعت الإمارات وكينيا، في أبو ظبي، على اتفاق شراكة اقتصادية، يتضمن مشروعًا زراعيًا ومبادرات أخرى بين البلدين، فيما قال الرئيس الكيني، في تصريحات، إن الاتفاق يتماشى مع سياسة حكومته الرامية إلى الحد من الاقتراض وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر والشراكات بين القطاعين العام والخاص.