Day: February 24, 2025

الجيش يفتح الطريق إلى «الدلنج» من «كادوقلي» بعد أشهر من الحصار والجوع

24 فبراير 2025 – يواصل الجيش السوداني تحقيق انتصارات في عدة جبهات في إقليم كردفان غربي السودان؛ إذ تنفست مدينة «الدلنج» بجنوب كردفان الصعداء بعد سيطرته على الطريق المؤدي إليها من «كادوقلي»، في أعقاب فكه حصارًا مماثلًا عن الأبيّض عاصمة شمال كردفان اليوم، وسيطرته قبل أيام على مدينتي «أم روابة» و«الرهد».

ودخلت أولى الشاحنات عبر طريق «كادوقلي» إلى مدينة «الدلنج»، اليوم، بعد أشهر من الحصار الذي كان مضروبًا على المدينة بواسطة قوات الدعم السريع من جهة والحركة الشعبية – شمال من الجهة الأخرى، وذلك في أعقاب سيطرة فرقة المشاة الرابعة عشرة بكادوقلي واللواء الرابع والخمسين المعروف باسم «هجانة الدلنج» على الناحية الجنوبية للمدينة، إثر التحام القوتين، اليوم، عند منطقة «السماسم»، حيث ظهر مواطنون وهم يحتفلون بدخول الشاحنة.

ومن جانبه، قال متحرك «الصيّاد» إن الجيش سيطر على مناطق (كركراية، وحجر جواد، وأنقاركو، والسماسم، وفقوسة، وكلندي، والكرقل، والدشول، والتقاطع، وكيقا، والكويك، وبرنو)، وهي مناطق كانت مشتعلة بالقتال طوال الأيام الماضية. في وقت لم تعلق فيه الحركة الشعبية – شمال على الأمر حتى اللحظة.

ومدينة «الدلنج» هي ثاني كبرى مدن ولاية جنوب كردفان، وتقع ناحية الجنوب من مدينة الأبيّض حاضرة شمال كردفان، وعلى بُعد ما يزيد على 500 كيلومتر جنوب غرب العاصمة الخرطوم. وتعد المدينة من مناطق سيطرة الجيش السوداني، وتضم اللواء السادس والخمسين التابع للجيش، فيما كانت الحركة الشعبية تتمركز شرق المدينة وجنوبها حتى منطقة «الكرقل» وعلى الطريق المؤدي إلى «كادوقلي» عاصمة ولاية جنوب كردفان.

ومع أن الجيش يسيطر على «الدلنج»، ظلت المدينة محاصرة من قبل قوات الحركة الشعبية التي ترتكز على طريق الدلنج – كادوقلي، وتتحكم في حركة السير، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على نقاط على الطريق نفسه، مما جعل مدينة «الدلنج» ترزح تحت حصار مطبق، حرمها من وصول الأدوية والمساعدات الإنسانية الأخرى.

ومنذ يوليو 2024، وسّعت الحركة الشعبية بقيادة الحلو عملياتها العسكرية ضد الجيش السوداني بولاية جنوب كردفان، مما مكنها من السيطرة على عدد من قواعد الجيش، فيما تلاحقها تُهم بقصف رئاسة الولاية، عدة مرات، بالمدفعية الثقيلة.

وكانت مدينة «الدلنج» ضمن نطاق خطة تقديم مساعدات إنسانية، بالاتفاق بين الحكومة المركزية في بورتسودان والحركة الشعبية – شمال، وبتيسير من دولة جنوب السودان. ووصلتها أولى المساعدات الإنسانية في أكتوبر من العام الماضي.

ومع أنّ اللجنة الوطنية للطوارئ الإنسانية بالسودان (هيئة حكومية)، أعلنت في أكتوبر 2024، عن التزامها بتقديم التسهيلات اللازمة لانسياب المساعدات الإنسانية وتقديم كل ما من شأنه تسهيل وصولها إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد، بما فيها ولاية جنوب كردفان، ظلت الحركة الشعبية تتهم الحكومة بعدم الايفاء بهذا الالتزام.

وفي منتصف يناير الماضي، تبادل الجيش السوداني والحركة الشعبية التُهم بشأن هجمات حول مدينة «الدلنج» وعدد من الحوادث الأخرى. وفيما عدّتْ الشعبية ما قالت إنه هجوم من القوات المسلحة على مناطقها حول «الدلنج» – عدته «خرقًا جديدًا لِتفاهمات إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في جبال النوبة بجنوب كردفان»، قالت الحكومة السودانية إن الحركة قصفت الأحياء السكنية الجنوبية وحي مساكن الجيش بعدد من القذائف، بالإضافة إلى قصفها مستجدي اللواء الرابع والخمسين مشاة لـ«منع قيام منشط الضاحية» – وفق ما ذكرت.

وأمس، أعلن الجيش السوداني عن تحرير منطقة «الكرقل» بمحلية «هبيلا» بإقليم النوبة، من الحركة الشعبية – شمال، لكن الحركة قالت في تصريح لـ«بيم ريبورتس» إنها تمكنت من استعادة المنطقة من الجيش بعد ساعات من دخوله إليها.

وكان مسؤول الإعلام في الحركة الشعبية قد صرّح لـ«بيم ريبورتس» بأن الحركة ستنتقل من محطة الدفاع إلى الهجوم، متوقعًا أن تحقق انتصارات في مناطق جنوب كردفان وإقليم النيل الأزرق.

وتأتي انتصارات الجيش في إقليم كردفان بالتزامن مع استعادته مواقع إستراتيجية عديدة في العاصمة الخرطوم وولاية النيل الأبيض.

تحالف «السودان التأسيسي» يؤجل مؤتمرًا صحفيًا بسبب «إشكالات» وغياب بعض الشخصيات

24 فبراير 2025 – ألغى تحالف «السودان التأسيسي» –الذي يضم قوات الدعم السريع وحلفاءها من قادة حركات مسلحة والأحزاب السياسية– فجأةً، مؤتمرًا صحفيًا كان من المقرر عقده مساء اليوم الاثنين، في العاصمة الكينية نيروبي، بعد وصول الصحفيين إلى مقر المؤتمر. فيما أعلن القياديان في «التحالف التأسيسي» علاء الدين نقد وتقد لسان عن وجود «إشكالات» وصفوها بالبسيطة، قائلين إنها «لم تُحل بعد» حالت دون عقد المؤتمر في موعده – بحسب ما نقل عنهما مراسل «واشنطن بوست» حافظ هارون.

وكانت قوى سياسية وحركات مسلحة سودانية –أبرزها الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وقادة في حزب الأمة القومي، إلى جانب حركات مسلحة أخرى– قد وقعت، مساء السبت الماضي، على ميثاق مع «الدعم السريع» تمهيدًا لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها.

وكان من المقرر أن توقع القوى السياسية والجماعات المسلحة على الميثاق الجمعة، ولكن تأجل التوقيع إلى السبت دون توضيح أسباب.

وقال مراسل «واشنطن بوست» الصحفي حافظ هارون، في حسابه على «فيسبوك»، اليوم الاثنين، إن المؤتمر الصحفي تأجل بعد تصريحات القيادي بالتحالف السياسي الجديد علاء الدين نقد أعلن فيها عن إشكلات وصفها بالبسيطة، قائلًا إنها «لم تُحل بعد»، قبل أن يعلن القيادي تقد لسان، لاحقًا، عن تأجيل المؤتمر الصحفي، رسميًا، بسبب عدم حضور بعض الشخصيات إلى قاعة المؤتمر دون أن يوضح الأسباب والملابسات. ويشير إلى أنهم في حاجة إلى يوم أو يومين للإعلان عن موعد جديد للمؤتمر – بحسب حافظ.

وفي السياق نفسه، قال هارون إن الناشطة السودانية تراجي مصطفى اعتلت المنصة، واتهمت المؤتمرين بـ«تهميش المرأة وعدم احترامها»، قبل أن تخرج غاضبةً من قاعة المؤتمر.

وبحسب مصادر تحدثت إلى «واشطن بوست»، كانت القوى السياسية والحركات المسلحة المتحالفة مع «الدعم السريع» بصدد التوقيع على دستور الحكومة الجديدة اليوم ولكنه لم يحدث.

وينص الميثاق السياسي الموقع عليه في نيروبي، السبت الماضي، على اعتماد نظام حكم فدرالي من أربعة مستويات: اتحادي وإقليمي وولائي ومحلي، وإنشاء مجلس سيادة من تسعة أعضاء يمثلون أقاليم السودان، إلى جانب تشكيل حكومة مركزية وبرلمان قومي من مجلسين، بالإضافة إلى مجالس تشريع محلية.

كما ينص الميثاق على خضوع «الجيش الجديد»، منذ تأسيسه، «للرقابة والسيطرة المدنيتين»، وعلى أن يُبرز «تنوع أقاليم السودان». ويشير إلى ضرورة تأسيس جهاز أمن ومخابرات «مهني ومستقل وغير خاضع لأي ولاء أيديلوجي أو سياسي أو حزبي».

وبحسب ميثاق نيروبي، يحظر تأسيس أيّ حزب أو تنظيم سياسي على أساس ديني أو تنظيم أي دعاية سياسية على أسس دينية أو عنصرية. كما يجرّم الميثاق جميع أشكال «التطرف والانقلابات العسكرية واستغلال الدين لأغراض السياسة».

هدوء الأوضاع في الأبيّض بعد قصف «الدعم السريع» للأحياء الشمالية

24 فبراير 2025 – عادت المواجهات العسكرية إلى مدينة الأبيّض عاصمة شمال كردفان غربي السودان، بعد ساعات من فك الحصار الذي كان مضروبًا عليها من «الدعم السريع». فيما قال مصدر محلي من المدينة لـ«بيم ريبورتس» إن الجيش رد على القصف المدفعي الذي شنته «الدعم السريع» منذ صباح اليوم، مشيرًا إلى أن عمليات القصف توقفت الآن.

وأمس الأحد، تمكن الجيش السوداني من فكّ حصار كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الأبيّض منذ بداية الحرب في أبريل 2023.

وأوضح مصدر لـ«بيم ريبورتس» أن «الدعم السريع» بدأت قصف المدينة في الساعة الحادية عشر صباحًا من اتجاه «بارا» في الناحية الشمالية للأبيّض، وتوقفت قبل الساعة الثانية ظهرًا، مشيرًا إلى سقوط مقذوفات على حيي «كريمة» و«الدرجة»، ومرجّحًا سقوط ضحايا بسبب كثافة السكان في الحيين.

وذكر المصدر أن المدينة كانت في حالة احتفال قبل القصف بدقائق، لافتًا إلى أنّ الشوارع أصبحت خالية من المواطنين بعد القصف.

ولفت المصدر إلى أن طلاب المرحلة المتوسطة –الذين بدأت امتحاناتهم في المدينة أمس– جلسوا للامتحان الأول اليوم على الرغم من الأوضاع، وأضاف: «لكني لست متأكدًا من مدى تأثر الجلسة الثانية بالقصف».

وتراجعت عناصر «الدعم السريع»، أمس، إلى الناحية الشمالية من المدينة بالقرب من «مصفاة الأبيّض» التي تبعد نحو 10 كيلومترات من المدينة. وتمتد نقاط ارتكازها من منطقتي «البوب لاين» و«الدنكوج» حتى الطريق إلى مدخل مدينة «بارا» التي تسيطر عليها «الدعم السريع» بالكامل.

وعطل حصار قوات الدعم السريع للأبيّض وإغلاقها الطريق الرابط بين المدينة ومدن أخرى غربي البلاد ووسطها – عطلا وصول الشاحنات التجارية والقوافل الإنسانية وتصدير المواشي والمحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المدينة، بالإضافة إلى احتضانها أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم.

ولم يتبقّ لـ«الدعم السريع» في ولاية شمال كردفان سوى محليتي «بارا» و«جبرة الشيخ»، ولكنها ما تزال تسيطر على مدينتي «الفولة» و«المجلد» ومناطق أخرى في ولاية غرب كردفان، بالإضافة إلى محلية «القوز» وعاصمتها «الدبيبات» شمالي ولاية جنوب كردفان.

ويُعدّ إقليم كردفان أحد أكبر أقاليم السودان وأكثرها أهمية لأطراف الصراع، إذ أصبح ساحة للعمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبتاريخ 30 يناير الماضي، استعاد الجيش السوداني مدينة «أم روابة» الواقعة على الطريق القومي الخرطوم – الأبيّض، فيما سيطر، في 17 فبراير الجاري، على «الرهد» ثالث كبرى مدن شمال كردفان، والمتاخمة لولاية جنوب كردفان، والتي تعد ذات أهمية اقتصادية كبرى.

ومن المتوقع أن تصبح مدينة الأبيّض قاعدة عسكرية للجيش ونقطة انطلاق نحو بقية مدن كردفان التي تسيطر عليها «الدعم السريع» وإقليم دارفور لفتح الطريق القاري إلى الفاشر عاصمة شمال دارفور المحاصرة منذ نحو تسعة أشهر.

«الشعبية»: المكونات المسلحة ستعمل على تطوير ميثاق نيروبي إلى اتفاق أمني – عسكري

24 فبراير 2025 – قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، في تصريح لـ«بيم ريبورتس» إن المكونات المسلحة الموقعة على ميثاق نيروبي مع «الدعم السريع» ستعمل على تطويره إلى اتفاق أمني – عسكري، لافتةً إلى أن الجوانب المدنية في الاتفاق ستبقى كما هي، وذلك ردًا على سؤال عما إذا كان الاتفاق سياسيًا فقط أم سيكون تحالفًا عسكريًا أيضًا. لكنها عادت وقالت إن الحديث عن ذلك «سابق لأوانه»، لافتةً إلى أن العملية تتطلب إجراءات وتستغرق زمنًا.

وعلى الصعيد العسكري، صرحت الحركة الشعبية لـ«بيم ريبورتس» على لسان رئيس لجنة الإعلام بمجلس التحرير القومي للحركة جاتيقو أموجا دلمان، بأنها استعادت منطقة «الكرقل» بجنوب كردفان من الجيش، بعد ثلاث ساعات من دخوله إليها، وطردته إلى مدينة «الدشول» الواقعة على بعد نحو 43 كيلومترًا شمال شرق مدينة «كادوقلي»، أمس الأحد – بحسب إفادته.

وكان رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، عبد العزيز الحلو، قد قال، خلال الجلسة الافتتاحية لـ«المؤتمر التأسيسي»، في نيروبي، الثلاثاء الماضي، إن الفعالية المنعقدة تهدف إلى «تأسيس أكبر جبهة مدنية داعمة للتحول المدني الديمقراطي والتنمية والازدهار»، فضلًا عن «وضع أسس متينة لإنهاء معاناة المواطنين وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات الغذائية إلى المحتاجين»، فيما وقّع نائبه، السبت، على ميثاق تأسيس الحكومة المقرر تشكيلها في مناطق سيطرة «الدعم السريع».

وقال دلمان إن الحديث عن دمج الفصائل العسكرية الموقعة على الميثاق «حديث سابق لأوانه»، لافتًا إلى أن الوثيقة تحدثت عن تكوين «جيش وطني واحد ومهني يتجاوز تعدد القوات والجيوش والمليشيات»، قبل أن يضيف أن دمج أيّ قوات يتطلب إجراءات وأنها عملية تحتاج إلى زمن، لكنه عاد وقال: «في الأصل المقصود أن يكون هناك جيش واحد يحمي السلطة المرتقبة».

وذكر مسؤول الإعلام بالحركة أن هناك «معطيات كثيرة وظروف موضوعية» أدت إلى أن يكون يوم السبت الذي شهد توقيع عدد من القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة على ميثاق لتشكيل حكومة موازية مع «الدعم السريع» يومًا «مهمًا وتأسيسيًا»، واصفًا الميثاق بـ«التاريخي».

وأوضح دلمان أن القوى السياسية الموقعة –أكتر من 28 تنظيمًا وحركة مسلحة– بذلت جهودًا كبيرة لإيجاد مخرجٍ وحلٍ للأزمة في السودان، لافتًا إلى أن التقارب بينها جاء نتيجة لتجارب كل طرف من الأطراف في الصراع في السودان.

وأشار دلمان إلى أن جميع الأطراف الموقعة على الميثاق في نيروبي توصلت إلى أن «المركز يعتمد على مشروعية العنف ولا يريد أن يتغير ولا يريد أيّ تحول ديمقراطي». وأضاف أن «الحكومة في بورتسودان مختطفة من قبل الحركة الإسلامية وهي نفسها التي أشعلت الحرب» – حسب قوله.


وأوضح دلمان أن الفترة القادمة ستشهد تشكيل حكومة، لافتًا إلى أن من أولوياتها إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وحماية المدنيين من «الغارات الجوية والهجمات المتكررة من الجيش السوداني»، بالإضافة إلى توفير الخدمات – وفق ما ذكر.

وذكر مسؤول الإعلام في الحركة الشعبية أن «الصراع مع حكومة المركز سيظل مستمرًا»، قائلًا إنها «حشدت كل أصحاب الامتيازات التاريخية وكل المستفيدين من أوضاع الهامش والمتطرفين من الحركة الإسلامية وأعضاءها في كل الدول، واستقطبت أصدقاءها من دول أخرى ممن لديهم عداء معروف مع الشعب السوداني»، مضيفًا أنها بذلك «تريد حربًا كاملة وطويلة لتعود إلى السلطة». «وهي بالفعل عادت إلى السلطة» – أردف دلمان.

واستشهد دلمان بالتعديلات التي أجازتها الحكومة على في الوثيقة الدستورية قبل أيام، وعدّها «وثيقة لعودتهم [يقصد الإسلاميين] إلى السلطة». وتوقع أن يكون «الصراع مع المركز صراعًا باهظ الثمن وصعبًا»، مضيفًا: «ولكنه صراع حتمي». «لا بد من إزالة النظام السابق وتدمير بنية السودان القديم وتأسيس سودان جديد ديمقراطي علماني» – شدد دلمان.

التحول من الدفاع إلى الهجوم:
وفي السياق العسكري، توقع دلمان أن تشهد المرحلة المقبلة «هزائم متتالية للجيش السوداني في جنوب كردفان»، مشيرًا إلى أنّ «الجيش الشعبي سينتقل إلى محطة الهجوم بدلًا من وضعية الدفاع التي كان يتخذها منذ بداية الحرب». وتوقع اندلاع «معارك شرسة» في الفترة المقبلة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، مضيفًا أن نتيجتها «ستكون في مصلحة الجيش الشعبي لتحرير السودان».

وتتواصل معارك الجيش السوداني والحركة الشعبية منذ عدة أسابيع في مناطق حول «الدلنج» و«كادوقلي» بجنوب كردفان، ويتبادل الاثنان المزاعم بشأن المبادرة بالهجمات والسيطرة الميدانية.

الجيش يسيطر على جسر «سوبا» من الناحية الشرقية وينفتح على منطقة شرق النيل

24 فبراير 2025 – تمكن الجيش السوداني، الاثنين، من عبور جسر «سوبا» الإستراتيجي جنوبي الخرطوم، من الناحية الشرقية، حسب ما أظهرت مقاطع مصوّرة بثها أفراد من قوات «درع السودان» التي تقاتل إلى جانب القوات المسلحة، من أمام الجسر وقسم الشرطة في «سوبا». في وقت لم يعلق فيه الجيش رسميًا على ذلك.

ومنذ يومين، قالت «درع السودان» إن القوات المسلحة وقواتها تخوضان معارك ضارية في محيط جسر «سوبا» وأحياء «سوبا شرق» جنوب الخرطوم، مشيرةً إلى أنها أكملت تأمين محيط مخطط «اللؤلؤة» السكني وحي «السمرة» جنوب شرق الجسر.

ويعد جسر «سوبا» أحد أهم الجسور في العاصمة الخرطوم، ومن بينها: «الحلفايا» و«شمبات» و«النيل الأبيض» و«النيل الأزرق»، بالإضافة إلى جسر «سوبا». وأصبح الجيش يسيطر عليها جميعًا، بالإضافة إلى سيطرته على جسر «كوبر» القريب من مقر قيادته العامة ومن منطقة «بُرّي» شرقي الخرطوم، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على جسر خزان «جبل أولياء» إلى جانب جسر «المنشية» الذي يُعدّ معبرًا إلى محلية «شرق النيل» التي يخوض فيها الجيش معارك ضد عناصر «الدعم السريع» منذ أيام، وجسر «توتي».

وتمثل الجسور أهمية إستراتيجية لكلا الطرفين في الحرب، لأهمية مواقعها، ولأنها تربط المدن بعضها ببعض، وتساهم في تسهيل الحركة والإمداد وتربط القوات بعضها البعض.

وفي 26 سبتمبر الماضي، تمكن الجيش السوداني من عبور الجسور النيلية من أم درمان إلى بحري والخرطوم، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، مما ساعده في تحقيق انتصارات في مدينة بحري شمالي الخرطوم، والتقدم ناحية مقر القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم.

وكان جسر «المك نمر» جنوب مدينة الخرطوم بحري آخر الجسور التي سيطر عليها الجيش في 29 يناير الماضي، إذ تمركزت قواته في الناحية الشمالية للجسر الذي يؤدي إلى قلب العاصمة والقصر الرئاسي الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.

ويقع جسر «سوبا» في الناحية الجنوب الشرقية بالعاصمة الخرطوم، ويبلغ طول الجسم الخرساني للجسر نحو نصف كيلومتر، ويربط شرق الخرطوم بغربها.

وبسيطرة الجيش على جسر «سوبا»، تكون قواته قد ارتكزت عند نقطة التأمين الحدودية الشمالية والشرقية لولاية الجزيرة، وأمّنت مدخل الخرطوم من الناحية الجنوبية، بالإضافة إلى تسهيل العبور إلى منطقة «شرق النيل» و«الحاج يوسف» بالإضافة إلى أحياء جنوب الخرطوم القريبة من جسر «سوبا»، مثل أحياء «السلمة» و«سوبا» و«الأزهري» وغيرها.

وتُعد منطقتا «شرق النيل» وجنوب الخرطوم وأحياء بري بالخرطوم أكبر تجمع لقوات الدعم السريع بالإضافة إلى بعض الأحياء في أم درمان بالقرب من سوق «ليبيا» و«دار السلام». وتمكن الجيش مؤخرًا من تحقيق انتصارات كبيرة في مدينتي بحري أم درمان ووسط العاصمة في محيط مقر قيادته العامة.

وفي السياق، تمكن الجيش أيضًا من استعادة مواقع مهمة وإستراتيجية في ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض في الأيام الماضية، واستردّ قبلها ولايتي الجزيرة وسنار، ويخوض معارك في ولاية جنوب كردفان، فيما ظلت مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور منطقة عمليات عسكرية مشتعلة بالمعارك اليومية والقصف العشوائي ومحاصرة من قبل «الدعم السريع».