هدوء الأوضاع في الأبيّض بعد قصف «الدعم السريع» للأحياء الشمالية

24 فبراير 2025 – عادت المواجهات العسكرية إلى مدينة الأبيّض عاصمة شمال كردفان غربي السودان، بعد ساعات من فك الحصار الذي كان مضروبًا عليها من «الدعم السريع». فيما قال مصدر محلي من المدينة لـ«بيم ريبورتس» إن الجيش رد على القصف المدفعي الذي شنته «الدعم السريع» منذ صباح اليوم، مشيرًا إلى أن عمليات القصف توقفت الآن.

وأمس الأحد، تمكن الجيش السوداني من فكّ حصار كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الأبيّض منذ بداية الحرب في أبريل 2023.

وأوضح مصدر لـ«بيم ريبورتس» أن «الدعم السريع» بدأت قصف المدينة في الساعة الحادية عشر صباحًا من اتجاه «بارا» في الناحية الشمالية للأبيّض، وتوقفت قبل الساعة الثانية ظهرًا، مشيرًا إلى سقوط مقذوفات على حيي «كريمة» و«الدرجة»، ومرجّحًا سقوط ضحايا بسبب كثافة السكان في الحيين.

وذكر المصدر أن المدينة كانت في حالة احتفال قبل القصف بدقائق، لافتًا إلى أنّ الشوارع أصبحت خالية من المواطنين بعد القصف.

ولفت المصدر إلى أن طلاب المرحلة المتوسطة –الذين بدأت امتحاناتهم في المدينة أمس– جلسوا للامتحان الأول اليوم على الرغم من الأوضاع، وأضاف: «لكني لست متأكدًا من مدى تأثر الجلسة الثانية بالقصف».

وتراجعت عناصر «الدعم السريع»، أمس، إلى الناحية الشمالية من المدينة بالقرب من «مصفاة الأبيّض» التي تبعد نحو 10 كيلومترات من المدينة. وتمتد نقاط ارتكازها من منطقتي «البوب لاين» و«الدنكوج» حتى الطريق إلى مدخل مدينة «بارا» التي تسيطر عليها «الدعم السريع» بالكامل.

وعطل حصار قوات الدعم السريع للأبيّض وإغلاقها الطريق الرابط بين المدينة ومدن أخرى غربي البلاد ووسطها – عطلا وصول الشاحنات التجارية والقوافل الإنسانية وتصدير المواشي والمحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المدينة، بالإضافة إلى احتضانها أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم.

ولم يتبقّ لـ«الدعم السريع» في ولاية شمال كردفان سوى محليتي «بارا» و«جبرة الشيخ»، ولكنها ما تزال تسيطر على مدينتي «الفولة» و«المجلد» ومناطق أخرى في ولاية غرب كردفان، بالإضافة إلى محلية «القوز» وعاصمتها «الدبيبات» شمالي ولاية جنوب كردفان.

ويُعدّ إقليم كردفان أحد أكبر أقاليم السودان وأكثرها أهمية لأطراف الصراع، إذ أصبح ساحة للعمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبتاريخ 30 يناير الماضي، استعاد الجيش السوداني مدينة «أم روابة» الواقعة على الطريق القومي الخرطوم – الأبيّض، فيما سيطر، في 17 فبراير الجاري، على «الرهد» ثالث كبرى مدن شمال كردفان، والمتاخمة لولاية جنوب كردفان، والتي تعد ذات أهمية اقتصادية كبرى.

ومن المتوقع أن تصبح مدينة الأبيّض قاعدة عسكرية للجيش ونقطة انطلاق نحو بقية مدن كردفان التي تسيطر عليها «الدعم السريع» وإقليم دارفور لفتح الطريق القاري إلى الفاشر عاصمة شمال دارفور المحاصرة منذ نحو تسعة أشهر.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع