«طوارئ جنوب الحزام»: تفلت أمني غير مسبوق بالمنطقة يخلف 40 قتيلًا وجريحًا خلال أسبوع

25 فبراير 2025 – قالت غرفة طوارئ جنوبي الخرطوم، الاثنين، إن مناطق «جنوب الحزام»، لا سيما أحياء «مايو» و«عد حسن»، تشهد «تفلتًا أمنيًا غير مسبوق»، معلنةً عن سقوط 13 قتيلًا وإصابة أكثر من 27 شخصًا بالرصاص الحي، خلال الأسبوع المنصرم، دون أن تحدد جهة الاعتداء.

وأوضحت الغرفة أن سكان هذه المناطق يعيشون في حالة من «الخوف الشديد»، في ظل تصاعد وتيرة الجرائم، وازدياد حوادث إطلاق النار على المدنيين، بغرض السلب والنهب، وسط غياب أيّ تدخل فاعل لوقف هذه الانتهاكات – بحسب ما قالت.

ولفتت غرفة الطوارئ، في تحديث ميداني، إلى أن «الانهيار الكامل للمنظومة الصحية»، بعد خروج جميع المستشفيات عن الخدمة، «يفاقم معاناة المواطنين» في ظل انقطاع كامل لشبكات الاتصال والكهرباء، مما ساهم في زيادة عزلة المنطقة وجعل الاستغاثة «شبه مستحيلة» – بحسب ما ذكرت.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، حيث ينتشر عناصرها بكثافة، فيما ظلت المنطقة هدفًا مستمرًا للطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني.

وفي العاشر من يناير الماضي، علّقت منظمة «أطباء بلا حدود» أنشطتها في مستشفى «بشائر» بسبب «الهجمات العنيفة المستمرة» على المرضى والعاملين في المستشفى وطاقم المنظمة.

وفي 23 يناير الماضي، دخل العاملون والطواقم الطبية في مستشفى «بشائر» جنوب الخرطوم، في إضراب مفتوح عن العمل مع بعض الاستثناءات، وذلك إثر إطلاق فرد من «الدعم السريع» النار داخل قسم الطوارئ بالمستشفى.

ومنذ ذلك الحين، أغلق المستشفى على نحو شبه كامل، عدا قسمي الكلى وتغذية الأطفال والحوامل، فيما يعمل قسم الطوارئ فقط لإنقاذ الأرواح في حالة وقوع قصف على المنطقة.

وفي الثامن من الشهر الجاري، كشفت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن حملة اعتقالات نفذتها قوات الدعم السريع في المنطقة بحق أعضاء الغرفة. وحذرت منسوبيها من حملات تفتيش تستهدفهم، وصفتها بـ«الشاملة».

وقالت الغرفة، وقتها، إن قوات الدعم السريع اقتادت المتطوعين هاشم طائف ومحمد عبدالله مردوم، تحت تهديد السلاح، من داخل مستشفى «بشائر»، فيما أدانت استمرار الاعتقال التعسفي للمتطوع حاتم الضو المعتقل لدى «الدعم السريع»، محمّلة إياها – «المسؤولية الكاملة عن سلامته وصحته».

والخميس قبل الماضي، أعربت غرفة طوارئ جنوب الحزام، في تحديث عن الوضع بالمنطقة، عن قلقها من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وندرة بعض المواد الغذائية، محذرةً من «كارثة إنسانية» قالت إنها «تلوح في الأفق».

وأبانت الغرفة أن الأسواق تعمل جزئيًا وأن المحلات التجارية تغلق أبوابها من الساعة الواحدة ظهرًا بسبب تزايد حالات النهب والتفلتات الأمنية، مشيرةً إلى أن ازدياد التوتر في المنطقة يزيد من مخاطر حدوث «كوارث إضافية».

ومطلع الشهر الجاري، رسم ناشط طوعي من المنطقة لـ«بيم ريبورتس» صورة قاتمة للأوضاع الصحية والأمنية والخدمية التي تواجه عشرات الآلاف ممن ما يزالون يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في المنطقة.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع