منظمة حقوقية تطالب بتعليق عمل «كيكل» في انتظار نتائج التحقيق في أحداث «كمبو طيبة» بالجزيرة

25 فبراير 2025 – طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الثلاثاء، بتعليق عمل قائد قوات «درع السودان» –التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني في حربه ضد «الدعم السريع»– أبو عاقلة كيكل وغيره من القادة الرئيسيين في انتظار نتائج التحقيق في أحداث «كمبو طيبة» بولاية الجزيرة التي شهدت انتهاكات واسعة في يناير الماضي. وقالت المنظمة إن الأخيرة تعمّدت استهداف المدنيين في هجوم في العاشر من الشهر الماضي، مطالبةً السلطات السودانية بالتحقيق العاجل في جميع الانتهاكات المبلغ عنها ومحاسبة المسؤولين.

وذكر الباحث الأول في الأزمات والنزاعات والأسلحة في «هيومن رايتس ووتش» جان باتيست غالوبان أن الجماعات المسلحة المقاتلة إلى جانب الجيش السوداني، ارتكبت «انتهاكات عنيفة ضد المدنيين في هجومها الأخير في ولاية الجزيرة»، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

وكان من المفترض أن تصدر لجنة شكلها مجلس السيادة السوداني، في 18 يناير الماضي، بعد تزايد الضغط الإعلامي بشأن الانتهاكات المرتكبة في ولاية الجزيرة – نتائج تحقيقها في أحداث منطقة «كمبو طيبة» التي شهدت انتهاكات تُتهم قوات «درع السودان» بارتكابها في أعقاب سيطرة الجيش على حاضرة الولاية «ود مدني»، بعد أسبوع من مباشرة عملها، لكن لم يصدر أيّ إعلان رسمي بشأن نتائج تحقيقاتها حتى اللحظة.

وأدانت أحزاب سياسية وكيانات مجتمعية ولجان مقاومة إلى جانب تنسيقية «تقدم» وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وقتها – أدانوا الانتهاكات التي صاحبت دخول الجيش إلى مناطق الجزيرة، فيما خلقت أحداث «كمبو طيبة» التي تضمنت اعتداءات على رعايا من دولة جنوب السودان، توترًا دبلوماسيًا بين الخرطوم وجوبا التي اندلعت فيها أعمال عنف ونهب طالت مواطنين سودانيين.

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن ٔباحثيها أجروا مقابلات مع ثمانية ناجين من الهجوم على «كمبو طيبة» شهدوا أيضًا أحداثًا رئيسة محيطة بالهجوم، لافتةً إلى أنهم حللوا صور الأقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي شاركها الناجون، وأظهرت جثث بعض القتلى والأضرار الناجمة عن الحرائق التي تسبب فيها المهاجمون ومقابر الضحايا وقائمة تضم 13 قتيلًا، فيما أشارت إلى أن لجنة من سكان «كمبو طيبة» شُكلت لإحصاء القتلى، أفادت بمقتل 26 شخصًا.

وذكرت المنظمة الحقوقية، في تقريرها، أن الهجوم على قرية «كمبو طيبة» بولاية الجزيرة خلف 26 قتيلًا على الأقل، بينهم طفل، فيما جرح آخرون. كما شمل الهجوم عمليات نهب ممنهجة للممتلكات المدنية، بما فيها المؤن الغذائية، وإحراق منازل – بحسب المنظمة.

ونقلت المنظمة عن شهود قولهم إن المركبات العسكرية كانت تحمل عبارة «درع السودان» وشعارًا يُشبه شعار «درع السودان». وروى الشهود –بحسب المنظمة– «حدوث نهب واسع للأموال والغذاء والماشية، شمل 2,000 رأس ماشية».

وقالت «هويمن رايتس ووتش» إن مقاطع الفيديو التي تلقتها وتحققت منها «تدعم رواية الهجوم على كمبو طيبة، كما تحتوي أدلة على ارتكاب جرائم في أماكن أخرى في ولاية الجزيرة في الوقت نفسه تقريبًا». وأردفت في تقريرها: «تُظهِر الفيديوهات التي حُدّد موقعها الجغرافي في ود مدني وظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي مقاتلين مرتبطين بالقوات المسلحة السودانية وهم يرتكبون أعمال تعذيب وقتل خارج القضاء ضد أشخاص عزل».

وكان أفراد يرتدون زي الجيش السوداني ومجموعات مساندة له، من بينها كتيبة «البراء بن مالك»، قد ظهروا في مقاطع فيديو، يوم استعادة الجيش عاصمة ولاية الجزيرة «ود مدني» في 11 يناير الماضي، وهم يرتكبون انتهاكات بحق أشخاص عزّل يرتدون ملابس مدنية، بتُهم التعاون مع «الدعم السريع».

وظهر مسلحون بأزياء عسكرية في مقطع فيديو وهم يلفون حبلًا حول رقبة شاب بزي مدني، ويلقون به في النيل، قبل أن يطلقوا عليه وابلًا من الرصاص. فيما وثق مقطع آخر عمليات ذبح لأشخاص بتهم التعاون مع «الدعم السريع». وأظهر مقطع ثالث مقتل مواطن آخر رميًا بالرصاص بعد أن اتهمه أفراد مسلحون بالانتماء إلى «الدعم السريع» وأن شقيقته زوجة مقدم في «الدعم السريع».

وشددت المنظمة، على أنه ينبغي للجيش السوداني التحقيق في الهجوم على «كمبو طيبة» وغيره من الانتهاكات التي «ارتكبتها الجماعات المسلحة والميليشيات التابعة له»، ونشر نتائج تحقيقاته، واتخاذ خطوات لـ«محاسبة جميع المسؤولين، بمن فيهم القادة». وأضافت: «ينبغي للجيش السوداني تعليق عمل كيكل وغيره من قادة درع السودان الرئيسيين في انتظار نتائج التحقيق».

وطالبت المنظمة الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بأن تدعم على نحو فاعل ما أسمتها «المبادرات القوية لحماية المدنيين في السودان»، وأن «تفرض بسرعة عقوبات موجّهة ضد المسؤولين، بمن فيهم أبو عاقلة كيكل».

وتلاحق الجيش السوداني والقوات المساندة له تُهم، من هيئات حقوقية وأحزاب سياسية، بارتكاب عمليات تصفية جسدية لمواطنين بذريعة «التعاون مع الدعم السريع»، في أعقاب استعادته لمدن كانت في قبضة «الدعم السريع»، لا سيما «الدندر» بولاية سنار و«الحلفايا» في الخرطوم بحري شمالي العاصمة، وفي «كمبو طيبة» بولاية الجزيرة ومناطق من النيل الأبيض.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع