Day: February 26, 2025

ما حقيقة حصول تحالف ميثاق «السودان التأسيسي» على دعم برلماني بريطاني؟

ما حقيقة حصول تحالف ميثاق «السودان التأسيسي» على دعم برلماني بريطاني؟

تداولت حسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» تصريحًا منسوبًا إلى مستشار «الدعم السريع» عمران سليمان، يزعم فيه أن الحكومة التي أُعلن عن توقيع قادة «الدعم السريع» على ميثاقها، في نيروبي، مع قوى سياسية وحركات مسلحة، حصلت على دعم من البرلمان البريطاني. فيما نشرت صفحة «الجزيرة – السودان» خبرًا يشير إلى عقد تحالف ميثاق «السودان التأسيسي» ندوةً في البرلمان البريطاني.

وجاء نص الادعاء كالآتي:

«الحكومة المعلنة في نيروبي تحظى بمباركة من داخل البرلمان البريطاني».

«تحالف “ميثاق السودان التأسيسي” يعقد ندوة في البرلمان البريطاني بشأن الأوضاع في السودان».

بعض الحسابات التي تداولت الادعاء:

1

الجزيرة – السودان 

(3.5) مليون متابع

2

عيسى مختار محمد

(83) ألف متابع

4

معمر إبراهيم  السوداني Muammar Ibrahim

(22.4) ألف متابع

3

BAkri M M Suliman

(6.1) ألف متابع

4

Mohamed Jadalla

(6.6) ألف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الموقع الرسمي للبرلمان البريطاني، ولم يعثر على أيّ إعلان أو تصريح رسمي يشير إلى دعم البرلمان للحكومة المنتظر تشكيلها في مناطق سيطرة «الدعم السريع» بناءً على الميثاق الموقع عليه في نيروبي. كما لم يرد في وسائل الإعلام البريطانية الموثوقة أيّ تقارير تشير إلى تأييد برلماني للحكومة الموازية. 

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية، وتبيّن أن حلقة النقاش التي استندت إليها بعض الحسابات في نشر الادعاء، نظمها «مركز الدراسات التركية» (CEFTUS) في البرلمان البريطاني، حيث عقد المركز –الذي اعتاد على عقد جلسات نقاش بشأن قضايا متنوعة في مباني البرلمان البريطاني– حلقة النقاش بعنوان «مسارات السلام: إنهاء النزاعات في السودان»، بمشاركة سياسيين سودانيين وأكاديميين وخبراء مقيمين في المملكة المتحدة، من بينهم أعضاء في تحالف ميثاق «السودان التأسيسي»، إلى جانب عضوة في البرلمان البريطاني وأخرى في «مجلس اللوردات»، ولم يكن في الدعوات إلى الحلقة النقاشية أيّ ذكر للتحالف الجديد أو الحكومة الموازية. وتجدر الإشارة إلى أنّ الجلسة كانت مفتوحة للمشاركة، وكان متاحًا للعامة حجز تذكرة لحضورها.

الخلاصة

الادعاء مضلل؛ إذ لم يعثر المرصد على أيّ دليل موثق على حصول حكومة تحالف «الميثاق التأسيسي» على دعم رسمي من البرلمان البريطاني. وتبيّن أن الاجتماع الذي استند إليه الادعاء، لم يكن جلسة برلمانية رسمية، بل حلقة نقاش نظمها «مركز الدراسات التركية» عن فرص السلام في السودان في مباني البرلمان البريطاني، وشارك فيها أفراد من خلفيات متنوعة، ولم يكن في الدعوات إلى الحلقة أيّ ذكر للتحالف الجديد أو الحكومة الموازية، كما كان متاحًا للعامة حجز تذكرة لحضورها.

 

أم درمان تشيع ضحايا سقوط «طائرة الإسكان» من العسكريين والمدنيين

26 فبراير 2025 – شيّع العشرات، ظهر اليوم الأربعاء، إلى مقابر في أم درمان، ضحايا طائرة «الأنتونوف» التي سقطت، مساء أمس الثلاثاء، وخلفت 56 قتيلًا وجريحًا، في منطقة سكنية قريبة من قاعدة «وادي سيدنا» الجوية، أحد أكبر المقار العسكرية التابعة للجيش السوداني في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.

وشوهدت الطائرة، أمس، وهي تحلق على ارتفاع منخفض في حي «الإسكان 75» قبل أن تهوي على نحو مفاجئ، وتسقط مشعلةً النيران في موقع الحادث، مما أثار الذعر في المنطقة الواقعة أقصى غرب أم درمان – بحسب مصدر تحدث إلى «بيم ريبورتس».

وفي أعقاب سقوط الطائرة، سارعت فرق الطوارئ إلى موقع الحادثة، وأمّنت المنطقة ومنعت المواطنين من الاقتراب، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وبعد الحادثة، أعلن الجيش السوداني عن تحطم الطائرة أثناء إقلاعها من مطار «وادي سيدنا». وقال في تعميم صحفي: «احتسبنا عددًا من الشهداء والمصابين عسكريين ومدنيين»، لافتًا إلى أن المصابين أسعفوا إلى المستشفى، فيما تمكنت فرق الإطفاء من «السيطرة على الحريق بموقع تحطم الطائرة بالإسكان الحارة 75». ولم يشِر بيان الجيش إلى أسماء المتوفين ولا عددهم.

وفي السياق، قالت وزراة الصحة بولاية الخرطوم، أمس، إنها باشرت إسعاف المصابين من موقع تحطم الطائرة «الأنتنوف». وذكرت، في بيان، أنّ مشرحة مستشفى «النو» استقبلت 19 شخصًا من المتوفين في الحادثة، فيما استقبلت المستشفى خمسة مصابين، بينهم طفلان شقيقان أحدهما رضيع، ويخضعون للعلاج – بحسب بيان الوزارة.

ومن جانبها، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم، اليوم، عن ارتفاع حصيلة ضحايا حادثة سقوط الطائرة العسكرية إلى 46 قتيلًا و10 جرحى من المدنيين والعسكريين. وأوضحت الحكومة، في تعميم صحفي، أن الإحصائية صدرت بعد اكتمال عمليات رفع الانقاض من المنازل التي تأثرت بسقوط الطائرة.

وفي أعقاب الحادثة مساء أمس، نعى مئات السودانيين ضحايا تحطم الطائرة من العسكريين والمدنيين، وضجت الأسافير بالحدث.

ونعى وزير الثقافة والإعلام بالحكومة خالد الأعيسر، في صفحته على منصة «إكس»، ضحايا الحادثة، وقال: «بكل الأسى والحزن، تنعى الحكومة السودانية ضحايا حادثة الطائرة بمدينة أم درمان».

ومن الأسماء البارزة التي نُشرت من بين المتوفين في الحادثة اللواء الركن بحر أحمد بحر قائد العمليات في منطقة الخرطوم بحري، وعدد من العسكريين تتراوح رتبهم ما بين مقدم وملازم أول. فيما نعى مواطنون من أم درمان خمس شقيقات من أسرة واحدة، قالوا إنهن من ضحايا الحادثة.

ما حقيقة إطلاق السودان قمرًا صناعيًا للأغراض العسكرية؟

ما حقيقة إطلاق السودان قمرًا صناعيًا للأغراض العسكرية؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» ادعاءً مع مقطع فيديو، يُفيد بإطلاق السودان قمرًا صناعيًا مخصصًا للأغراض العسكرية، بالتعاون مع دولة كُبرى.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«ملوك عالم الفضاء كل الاهداف تحت المجهر الاقمار الصناعية اول قمر صناعي سوداني عسكري».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو، وتبيّن أنه قديم، نُشر من قبل في نوفمبر 2019؛ إذ أعلن حينها عن إطلاق القمر الصناعي السوداني «SRSS-1» بمعاونة الصين. وصُمّم القمر لمراقبة الأرض لدعم التطبيقات المدنية والعسكرية. وبعد ما يقرب من أربع سنوات في المدار، عاد القمر الصناعي إلى الغلاف الجوي للأرض، واضحملّ في 24 نوفمبر 2023.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تُثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ تبيّن، من خلال البحث العكسي، أنّ مقطع الفيديو قديم، نُشر من قبل في نوفمبر 2019، وهو يوثق إطلاق القمر الصناعي السوداني «SRSS-1» الذي عاد إلى الأرض واضحمل في أواخر العام 2023.

كيان نقابي يعلن عن استمرار اعتقال طبيبين بـ«ود مدني» لليوم الثالث

26 فبراير 2025 – قالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانية، اليوم الأربعاء، إن جهات غير معلومة لديها ما تزال تتحفظ على طبيبين من أربعة أطباء، كانوا قد اعتقلوا الاثنين الماضي، من مدينة «ود مدني» بولاية الجزيرة في وسط السودان، مشيرةً إلى أنّ الطبيبين الآخرين أفرج عنهما يوم أمس. وذكرت أن جهاز الأمن نفى مسؤوليته عن الاعتقال.

وأوردت اللجنة أسماء المعتقلين، وبينهم طبيبة امتياز. كما أعلنت أن الطبيبين المفرج عنهما استشاريا جراحة كانا محتجزين في «سجن مدني الكبير». وقالت إن المعلومات عن ظروف اعتقالهم «شحيحة ومتضاربة».

وحمّلت اللجنة التمهيدية الجهات التي اعتقلت الأطباء «المسؤولية الكاملة عن سلامتهم»، مطالبةً بـ«الإفراج الفوري عنهم». كما طالبت بوقف استهداف الأطباء والمنشآت الصحية وكل ما من شأنه التأثير في الخدمات الطبية للشعب الذي قالت إنه «يعاني من ويلات الحرب وانهيار القطاع الصحي».

وفي 13 فبراير الجاري، قالت نقابة الأطباء إن السلطات الأمنية بولاية القضارف اعتقلت عضو فرعية النقابة بالولاية الواقعة شرقي السودان الدكتور الهادي بخيت، من داخل مستشفى القضارف، خلال عمله، قبل أن تعلن، لاحقًا، عن إطلاق سراحه، في اليوم نفسه.

وفي 11 يناير الماضي، استعاد الجيش السوداني مدينة «ود مدني» حاضرة الجزيرة، بعد أكثر من عام من سيطرة «الدعم السريع» على المدينة.

وتأثرت «ود مدني» بالحرب، إذ أغلقت المستشفيات والمراكز الخاصة والعامة، وانعدمت الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، فيما تعرض المواطنون للقتل والنهب والاعتقال والترويع على يد «الدعم السريع».

والأيام الماضية، انطلقت عشرات الحافلات التي تحمل آلاف الأشخاص من ولايات البحر الأحمر والقضارف وكسلا –والتي كانت تستضيف ما مجموعه نحو 1.5 مليون نازح– إلى بيوتهم في «ود مدني».

وكان ناشطون وأعضاء في لجان مقاومة وغرف طوارئ يشكون من حملات اعتقالات تنفذها الجهات الأمنية بمدينتي «ود مدني» و«الحصاحيصا» بولاية الجزيرة، قبل أن تسيطر عليها «الدعم السريع» وتمارس فيها أبشع الانتهاكات، بينها إغلاق المرافق الصحية وتدميرها واستهداف الأطباء والمرضى – بحسب كيانات مجتمعية وحقوقية ومنظمات دولية.

مصدر من «بارا» ينقل حقيقة الوضع في المدينة المعزولة بأمر «الدعم السريع»

26 فبراير 2025 – عكس مصدر من مدينة «بارا» التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وتقيّد حركتي الدخول إليها والخروج منها، في ظل تعتيم إعلامي كبير نتيجة مصادرتها أجهزة الإنترنت الفضائي «ستارلينك» وحرقها – عكس لـ«بيم ريبورتس» أوضاعًا أمنية وصحية واقتصادية متدهورة في المدينة القريبة من الأبيّض عاصمة شمال كردفان.

وقال المصدر –الذي استرق لحظة دخوله إلى الإنترنت لمدة وجيزة في غفلة من «الدعم السريع»– إن المواطنين يعانون وضعًا اقتصاديًا مترديًا مع صعوبة دخول البضائع إلى المدينة وغلاء تكاليف النقل والترحيل، بالإضافة إلى الجبايات التي تفرضها قوات الدعم السريع على البضائع والتجار، موضحًا أنها تبلغ نحو 800 – 1,000 جنيه سوداني للعربات الصغيرة، فيما تأخذ من أصحاب الشاحنات الكبيرة نحو ثمانية ملايين جنيه، ومشيرًا إلى أنها تشترط دفعها نقدًا على الرغم من أزمة السيولة النقدية في المدينة.

وأوضح المصدر أن أسعار السلع الاستهلاكية في «بارا» تتراوح ما بين ألفي جنيه إلى 100 ألف جنيه سوداني. وبيّن أسعار بعض السلع، قائلًا إن سعر الكيلوغرام من دقيق القمح يبلغ 2.500 جنيه، وتبلغ «ملوة البصل» أربعة آلاف جنيه، فيما يبلغ سعر الكيلوغرام من السكر 3.500 جنيه، ورطل البن 11 ألف جنيه، في حين تباع عبوة الزيت زنة 36 رطلًا بسعر 80 ألف جنيه سوداني – بحسب قوله.

وأشار المصدر إلى تفاقم أزمة السيولة في المدينة بعد إيقاف أجهزة «ستارلينك»، لافتًا إلى أن المواطنين باتوا يعتمدون على النقود المتداولة في السوق فقط.

وأفاد المصدر باستمرار الحركة التجارية في «سوق بارا» على نحو طبيعي. وأرجع الأمر إلى الطبيعة المركزية للسوق التي قال إنها تخدم المحلية بجميع ضواحيها، قبل أن ينبه إلى نشوب بعض التوترات مؤخرًا بسبب المستجدات الميدانية الأخيرة، عقب تقدم الجيش في ولاية شمال كردفان. وأوضح أن ردة فعل قوات الدعم السريع في «بارا» تضمنت مصادرة جميع أجهزة «ستارلينك» من السوق والأحياء السكنية وحرقها، بالإضافة إلى حملة اعتقالات واسعة.

حكام وعمَد:
وعلى الصعيد الأمني، ذكر المصدر أنه لم تُسجّل «انتهاكات جسيمة» من قوات الدعم السريع في «بارا»، وعزا الأمر إلى تعيينها حكامًا وعمدًا للمدينة وتأسيسها أقسامًا ومكاتب لتحصيل الرسوم أشبه بالإدارة المدنية. ونبّه إلى أنّ أيّ بضاعة تمر عبر ثلاث نقاط تفتيش أو نقطتين على الأقل، تُدفع فيها رسوم مقابل «إيصال مالي مختوم».

وقال المصدر إن قوات الدعم السريع نفذت حملة اعتقالات بذرائع الاشتباه في الانتماء إلى النظام السابق أو القوات النظامية. وفيما لم يتمكن من تحديد عدد المعتقلين لديها بدقة، قال إن مدة اعتقال بعضهم قاربت الشهر، مشيرًا إلى أن من بينهم فنانًا معروفًا في المدينة واختصاصية تغذية وشرطيًا سابقًا وتاجرًا في السوق.

ولفت المصدر إلى تزايد حركة النزوح من المدينة في الآونة الأخيرة، قبل إغلاق الطريق، إلى الأبيّض وليبيا ومصر.

وفي السياق، قال المصدر إن قوات الدعم السريع أغلقت طريق الأبيّض – بارا، ومنعت حركة سفر المواطنين «حتى المرضى والحالات الحرجة»، منذ الاثنين الماضي، مستشهدًا بمنعها طلابًا في المرحلة الوسطى من السفر إلى الأبيّض للجلوس للامتحانات، ضمن آخر حالات المنع من السفر.

وقال المصدر إن قوات الدعم السريع تنصب نقاط تفتيش من مدخل مدينة «بارا» وحتى منطقة «البوب لاين» في منتصف المسافة بينها والأبيّض. وأضاف: «معظم نقاط ارتكازها خارج المدينة في الاتجاهين الجنوبي والشمالي، أما داخل المدينة فيتحرك عناصرها بمركبات قتالية، ولكنها قليلة الحركة».

مرفق صحي حكومي وحيد:
أما في الجانب الصحي، فقد وصف المصدر الوضع بـ«المتردي» بسبب توقف جميع المرافق الصحية الحكومية منذ بداية الحرب، ما عدا مركز «التأمين الصحي» الذي قال إنه يعمل بإمكانات محدودة. وأوضح أن المرافق والعيادات الخاصة فقط هي التي تعمل الآن في المدينة، قبل أن يضيف: «لكن أغلبها يستقبل الحالات الباردة فقط».

وبعد أن فك الجيش الحصار الذي كانت تفرضه «الدعم السريع» على مدينة الأبيّض عاصمة شمال كردفان منذ بداية الحرب، وبسط سيطرته على المدينة – لم يتبقّ لـ«الدعم السريع» في ولاية شمال كردفان سوى محليتي «بارا» و«جبرة الشيخ» اللتان يُتوقع أن تدور بهما معارك ضارية في الأيام المقبلة، ضمن خطط الجيش للتوسع في الولاية والانفتاح ناحية إقليم دارفور.