Day: February 27, 2025

بريطانيا تعلن عن اعتزامها دعوة 20 دولة ومنظمة بعد شهرين إلى لندن للنقاش بشأن السودان

27 فبراير 2025 – أعلنت المندوبة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة باربرا وودوارد، أمام مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، أن وزير خارجية بريطانيا سيدعو وزراء خارجية نحو 20 دولة ومنظمة دولية إلى لندن في أبريل المقبل، لإجراء مناقشات تركز على دعم «الطريق السلمي» لمضي الشعب السوداني قدمًا.

وقالت وودوارد إن المملكة المتحدة تشارك الأمين العام «قلقه العميق إزاء إعلان قوات الدعم السريع والجهات الفاعلة المدنية التابعة لها والجماعات المسلحة عن ميثاق سياسي يعبر عن نية إنشاء سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها»، محذرةً من أن «الانقسامات العميقة تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في السودان والمنطقة».

وحثت المسؤولة البريطانية الأطراف المتعاركة على «إنهاء طموحاتها العسكرية، والتركيز على تهيئة الظروف للسلام، بما في ذلك من خلال التعاون الكامل مع جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي».

والأربعاء، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة إحاطة مفتوحة بشأن الوضع في السودان، استمع فيها إلى إحاطة من مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إيديم ووسورنو، بالإضافة إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في السودان رمطان لعمامرة. كما تحدث ممثلو عدد من الدول، بينها السودان والولايات المتحدة ومصر وكينيا والجزائر.

وأعرب عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، عن قلقهم من إعلان قوات الدعم السريع السودانية عن تشكيل حكومة موازية، في حين رفضت نيروبي الاتهامات باعترافها بأيّ كيان مستقل في السودان.

وحثت المسؤولة البريطانية القوات المسلحة السودانية على فتح معبر «أدري» على نحو دائم، والسماح باستخدام مزيد من المعابر الحدودية الإقليمية. ودعت الجانبين إلى «رفع العوائق البيروقراطية غير الضرورية» التي إنها قالت تؤخر تسليم المساعدات لأسابيع، وإلى تزويد الجهات الفاعلة الإنسانية بـ«ضمانات أمنية للعمل بأمان». وشددت وودوارد على أن احترام سيادة السودان وسلامة أراضيه «أمر حيوي لإنهاء هذه الحرب على نحو مستدام».

ومن جانبه، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، في حسابه على منصة «إكس»، إنه قدم إحاطة في جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن بشأن ⁧‫السودان‬⁩، كما شارك في نقاشات وصفها بـ«الجوهرية» مع أعضاء المجلس و«دول محورية أخرى» بشأن سبل «مضاعفة جهودنا الجماعية لإحلال السلام في السودان والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه» – بحسب تعبيره.

وأشار لعمامرة إلى أنه ناقش مع الأمين العام للأمم المتحدة الخطوات التي يعتزم القيام بها للانخراط مع الأطراف المعنية كافة سعيًا إلى «التنفيذ العملي لإعلان جدة»، لافتًا إلى أنه «أداة مهمة لحماية المدنيين»، بما يتماشى مع توصياته السابقة.

وعلى الصعيد الإنساني، قالت مديرة العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إيديم ووسورنو، إن «الوضع الكارثي للمدنيين في السودان تفاقم بالفعل منذ آخر إحاطة قُدمت لهذا المجلس، قبل أقل من شهر»، مردفةً: «وفي عدة أجزاء من البلاد».

وأضافت ووسورنو: «في شمال دارفور، بعد ثمانية أشهر من اعتماد مجلس الأمن للقرار 2736، ما يزال المدنيون يتعرضون للهجوم»، مشيرةً إلى اشتداد أعمال العنف في مخيم «زمزم» للنازحين ومحيطه وتفاقم الوضع فيه بعد إعلان منظمة «أطباء بلا حدود» وبرنامج الأغذية العالمي عن وقف عملياتهم وتعليق المساعدات الغذائية في «المخيم المنكوب» – على حد وصفها.

وذكرت ووسورنو أن مكتبها يتحقق من تقارير عن «إعدامات بإجراءات موجزة للمدنيين في المناطق التي تغيرت فيها السيطرة»، معربةً عن «قلقها العميق إزاء المخاطر الجسيمة التي يواجهها المستجيبون المحليون ومتطوعو المجتمع المحلي، في الخرطوم وأماكن أخرى»، ومستشهدةً بما أسمتها «موجة الفظائع في ولاية النيل الأبيض».

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن التطورات الميدانية في جنوب كردفان وشمال كردفان تفرض «المزيد من المخاطر على المدنيين وتزيد من تعقيد تحركات العاملين في المجال الإنساني والإمدادات».

ورحبت مديرة العمليات والمناصرة بـ«أوتشا» بقرار السلطات السودانية بتمديد الإذن باستخدام معبر «أدري» للتنقلات الإنسانية، قبل أن تضيف: «لكن الواقع يظل أن ما يصل إلى هنا هو جزء ضئيل مما هو مطلوب، مع استمرار انعدام الأمن والأعمال العدائية النشطة والعوائق البيروقراطية المستمرة والتدخل الأوسع في تقويض جهودنا للوصول إلى الأشخاص الأكثر احتياجًا».

وفي سياق متصل، شدد ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن جون كيلي، خلال الجلسة، على أنه «لا يمكن أن يسمح للسودان بأن يصبح بيئة للإرهاب مجددًا»، واصفًا الحرب في السودان بـ«الكارثية»، ومحذرًا من أن «التصعيد المتواصل يهدد الأمن في المنطقة».

ولفت كيلي إلى أن محاولات قوات الدعم السريع والجهات المتحالفة معها لإنشاء حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها في السودان «لا تساعد في تحقيق السلام والأمن في السودان»، مضيفًا أنها «تهدد بتقسيم البلاد».


مصر وكينيا:
ومن جانبه، أكد ممثل مصر في مجلس الأمن الدولي أسامة عبد الخالق ضرورة صون وحدة السودان وسيادته واستقلاله ورفض جميع التدخلات في شؤونه الداخلية أو أيّ مساعٍ لتشكيل «أطر موازية للإطار القائم حاليًا»، مشددًا على أن «سلام السودان ليس محلًا للتفاوض وأنه لا تهاون في ذلك».

ولفتت مصر إلى «أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها وعدم المساواة بينها وبين أيّ كيانات ناشئة بما في ذلك المليشيات المسلحة».

وأوضح ممثل دولة كينيا في مجلس الأمن الدولي إيراستوس لوكالي أن بلاده ورئيسها وليام روتو «لم يعترفا بأيّ كيان مستقل في السودان»، مشيرًا إلى أن الاعتراف بالدولة «أمر قانوني منصوص عليه في القانون الدولي». وأضاف أن «نيروبي ما زالت تؤدي دورها لتسهيل الحوار وتقليل الفاصل السياسي بين الأطياف السودانية». وأردف: «التزام كينيا باستقلال السودان وسلامة أراضيه واضح وضوح الشمس».

وبدوره، قال ممثل الحكومة السودانية لدى مجلس الأمن الحارث عبد الله إن كينيا «خالفت المواثيق الدولية والإفريقية وأقرت بتوفير منصة انطلاق للدعم السريع».

منشقون عن «الشعبية» ينتقدون مواقف «الحلو» والحركة تنفي انتماءهم إليها

27 فبراير 2025 – أعلنت مجموعة قالت إنها تنتمي إلى «الحركة الشعبية شمال – جناح عبد العزيز الحلو» عن انشقاقها عن الحركة، وانضمامها إلى «حركة العدل والمساواة» السودانية التي يقودها جبريل إبراهيم وتقاتل إلى جانب الجيش السوداني؛ وتشكيل فصيل تحت لواء الحركة باسم «حركة العدل والمساواة – الشريط الرملي»، وفق ما أعلن محمد صلاح الدين الجاك عضو مجلس التحرير القومي للحركة، في مؤتمر صحفي في بورتسودان شرقي السودان اليوم.

ومن جانبه، قال مصدر في الحركة الشعبية – شمال بقيادة الحلو، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، إن «المدعو محمد الجاك صلاح الدين فُصل من الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال في العام 2010»، بسبب ما أسماها «مخالفات تنظيمية»، لافتًا إلى أنه «انضم إلى الحركة الشعبية – التغيير الديمقراطي التي يتزعمها الدكتور لام أكول». وأضاف: «من وقتها، لم نسمع به إلا وهو على المنصة اليوم برفقة ضباط من جهاز الأمن والمخابرات»، واصفًا الخطوة بـ«المشهد الدارمي المألوف».

وأضاف المصدر باقتضاب: «هذا الشخص لا قيمة له، وما يقوله يدعو إلى السخرية والضحك، وهي مشاهد تقوم بها السلطة في بورتسودان من وقت إلى آخر، وحملة تقودها الاستخبارات العسكرية والحركة الإسلامية لعرقلة المشاورات الجارية في نيروبي لتشكيل حكومة موازية».

وظهر الجاك برفقة أمين حركة العدل والمساواة في جنوب كردفان حسن كنو فرج الله، في المؤتمر الصحفي، وهاجما قائد الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو، مطالبين الحركة بـ«تصحيح المسار، وعدم ترك الفرصة لعبد العزيز الحلو لبيع أراضي السودان للإمارات» – بحسب ما قالا.

ونبّه الجاك إلى أنّ الحركة الشعبية ستعلن أنه ليس ضمن عضويتها ولا من مقاتليها مع اتهامات بـ«شرائه من قبل حركة العدل والمساواة»، مضيفًا: «لم يدفعوا جنيهًا واحدًا لشرائنا». فيما قال المصدر في الحركة الشعبية إنهم «لن يردوا عليه»، مشيرًا إلى أنّ «حركة العدل والمساواة جزء من سلطة بورتسودان وحليفة لها».

وقال كنو، خلال المؤتمر الصحفي، إن الحركة الشعبية لم تحقق شيئًا لأبناء جبال النوبة طوال 43 عامًا، لافتًا إلى أنها «حاصرتهم في الولاية، خاصةً في الدلنج وكادوقلي»، متهمًا الحركة بارتكاب «انتهاكات جسيمة بمعاونة الجنجويد»، ومعلنًا عن «التزامهم بمواجهة كل من يعتدى على أرضي النوبة». وأضاف: «سننتقل إلى تحرير الولاية، وحريصون على إنقاذ أهلنا من ممارسة الحلو وديكتاتوريته»، داعيًا القادة الذين يعملون تحت إمرة الحلو إلى «الانسلاخ وتصحيح مسارهم».

وأبان الجاك أنهم اختاروا الانضمام إلى حركة العدل والمساواة نظرًا إلى قرب منفستويي الحركتين، مشيرًا إلى أنهم سيعملون لدحر «أيّ خائن ومتمرد». وأضاف: «نقول للقيادة السياسية في العدل والمساواة إننا رهن إشارتكم».

ولوّح الجاك بسحب كل «أبناء النوبة الشرفاء الذين يسيرون خلف عبد العزيز الحلو» من الحركة الشعبية، لتحرير جنوب كردفان. وأضاف: «ناضلنا من أجل أهداف الحركة ومبادئها، لكنها حادت عن أهدافها، وأصبحت القرارات تتخذ من قبل الحلو بشكل أحادي، وليس هناك من يستطيع أن يعارضه»، مشيرًا إلى أن «الرفاق في الحركة يعرفون عن السجن الذي يعتقل فيه المعارضين لقراراته».

ولفت الجاك إلى أن قرار التوقيع على ميثاق يؤسس لحكومة موازية لبورتسودان «ليس قرار مجلس التحرير القومي»، قائلًا إنهم لم يكونوا على دراية بقرار الحلو. وأضاف أن «الحلو لا يمكن أن يصنع سلامًا إلى يوم الدين، ويريد تقسيم النوبة إلى قبائل صغيرة لا تستطيع أن تقول رأيها». «عبد العزيز نقل الحرب من السودان الكبير إلى منطقة جبال النوبة» – أردف الجاك.

وأوضح الجاك أن انشقاقه عن الحركة في هذه الفترة جاء بسبب «ترتيبات تنظيمية على المستوى العسكري والسياسي، ولكي تجد خطوته قبولًا وتأييدًا»، مرجحًا صدور بيان من «كاودا» يؤيد هذا المؤتمر الصحفي.

ولفت الجاك إلى أن سبب الانسلاخ من الحركة الشعبية ليس «مؤتمر كينيا». وأضاف موضحًا: «بل لأننا مررنا بمشاكل داخل الحركة الشعبية، ووصلنا مرحلة أصبح فيها عبد العزيز لا يشاور القادة من حوله»، قبل أن يصف القوى الموقعة على ميثاق كينيا مع «الدعم السريع» بأنها «قاصمة ظهر للدولة السودانية»، مشددًا على أن «أيّ شخص حريص على السودان لن يقبل هذا الوضع».

والسبت، وقعت الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، على ميثاق لتأسيس سلطة موازية في مناطق سيطرة «الدعم السريع»، مع قوى سياسية وحركات مسلحة، في خطوة لاقت ردود أفعال متضاربة بين مؤيد ومنتقد لموقف الحركة.