منشقون عن «الشعبية» ينتقدون مواقف «الحلو» والحركة تنفي انتماءهم إليها

27 فبراير 2025 – أعلنت مجموعة قالت إنها تنتمي إلى «الحركة الشعبية شمال – جناح عبد العزيز الحلو» عن انشقاقها عن الحركة، وانضمامها إلى «حركة العدل والمساواة» السودانية التي يقودها جبريل إبراهيم وتقاتل إلى جانب الجيش السوداني؛ وتشكيل فصيل تحت لواء الحركة باسم «حركة العدل والمساواة – الشريط الرملي»، وفق ما أعلن محمد صلاح الدين الجاك عضو مجلس التحرير القومي للحركة، في مؤتمر صحفي في بورتسودان شرقي السودان اليوم.

ومن جانبه، قال مصدر في الحركة الشعبية – شمال بقيادة الحلو، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، إن «المدعو محمد الجاك صلاح الدين فُصل من الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال في العام 2010»، بسبب ما أسماها «مخالفات تنظيمية»، لافتًا إلى أنه «انضم إلى الحركة الشعبية – التغيير الديمقراطي التي يتزعمها الدكتور لام أكول». وأضاف: «من وقتها، لم نسمع به إلا وهو على المنصة اليوم برفقة ضباط من جهاز الأمن والمخابرات»، واصفًا الخطوة بـ«المشهد الدارمي المألوف».

وأضاف المصدر باقتضاب: «هذا الشخص لا قيمة له، وما يقوله يدعو إلى السخرية والضحك، وهي مشاهد تقوم بها السلطة في بورتسودان من وقت إلى آخر، وحملة تقودها الاستخبارات العسكرية والحركة الإسلامية لعرقلة المشاورات الجارية في نيروبي لتشكيل حكومة موازية».

وظهر الجاك برفقة أمين حركة العدل والمساواة في جنوب كردفان حسن كنو فرج الله، في المؤتمر الصحفي، وهاجما قائد الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو، مطالبين الحركة بـ«تصحيح المسار، وعدم ترك الفرصة لعبد العزيز الحلو لبيع أراضي السودان للإمارات» – بحسب ما قالا.

ونبّه الجاك إلى أنّ الحركة الشعبية ستعلن أنه ليس ضمن عضويتها ولا من مقاتليها مع اتهامات بـ«شرائه من قبل حركة العدل والمساواة»، مضيفًا: «لم يدفعوا جنيهًا واحدًا لشرائنا». فيما قال المصدر في الحركة الشعبية إنهم «لن يردوا عليه»، مشيرًا إلى أنّ «حركة العدل والمساواة جزء من سلطة بورتسودان وحليفة لها».

وقال كنو، خلال المؤتمر الصحفي، إن الحركة الشعبية لم تحقق شيئًا لأبناء جبال النوبة طوال 43 عامًا، لافتًا إلى أنها «حاصرتهم في الولاية، خاصةً في الدلنج وكادوقلي»، متهمًا الحركة بارتكاب «انتهاكات جسيمة بمعاونة الجنجويد»، ومعلنًا عن «التزامهم بمواجهة كل من يعتدى على أرضي النوبة». وأضاف: «سننتقل إلى تحرير الولاية، وحريصون على إنقاذ أهلنا من ممارسة الحلو وديكتاتوريته»، داعيًا القادة الذين يعملون تحت إمرة الحلو إلى «الانسلاخ وتصحيح مسارهم».

وأبان الجاك أنهم اختاروا الانضمام إلى حركة العدل والمساواة نظرًا إلى قرب منفستويي الحركتين، مشيرًا إلى أنهم سيعملون لدحر «أيّ خائن ومتمرد». وأضاف: «نقول للقيادة السياسية في العدل والمساواة إننا رهن إشارتكم».

ولوّح الجاك بسحب كل «أبناء النوبة الشرفاء الذين يسيرون خلف عبد العزيز الحلو» من الحركة الشعبية، لتحرير جنوب كردفان. وأضاف: «ناضلنا من أجل أهداف الحركة ومبادئها، لكنها حادت عن أهدافها، وأصبحت القرارات تتخذ من قبل الحلو بشكل أحادي، وليس هناك من يستطيع أن يعارضه»، مشيرًا إلى أن «الرفاق في الحركة يعرفون عن السجن الذي يعتقل فيه المعارضين لقراراته».

ولفت الجاك إلى أن قرار التوقيع على ميثاق يؤسس لحكومة موازية لبورتسودان «ليس قرار مجلس التحرير القومي»، قائلًا إنهم لم يكونوا على دراية بقرار الحلو. وأضاف أن «الحلو لا يمكن أن يصنع سلامًا إلى يوم الدين، ويريد تقسيم النوبة إلى قبائل صغيرة لا تستطيع أن تقول رأيها». «عبد العزيز نقل الحرب من السودان الكبير إلى منطقة جبال النوبة» – أردف الجاك.

وأوضح الجاك أن انشقاقه عن الحركة في هذه الفترة جاء بسبب «ترتيبات تنظيمية على المستوى العسكري والسياسي، ولكي تجد خطوته قبولًا وتأييدًا»، مرجحًا صدور بيان من «كاودا» يؤيد هذا المؤتمر الصحفي.

ولفت الجاك إلى أن سبب الانسلاخ من الحركة الشعبية ليس «مؤتمر كينيا». وأضاف موضحًا: «بل لأننا مررنا بمشاكل داخل الحركة الشعبية، ووصلنا مرحلة أصبح فيها عبد العزيز لا يشاور القادة من حوله»، قبل أن يصف القوى الموقعة على ميثاق كينيا مع «الدعم السريع» بأنها «قاصمة ظهر للدولة السودانية»، مشددًا على أن «أيّ شخص حريص على السودان لن يقبل هذا الوضع».

والسبت، وقعت الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، على ميثاق لتأسيس سلطة موازية في مناطق سيطرة «الدعم السريع»، مع قوى سياسية وحركات مسلحة، في خطوة لاقت ردود أفعال متضاربة بين مؤيد ومنتقد لموقف الحركة.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع