28 فبراير 2025 – أعلن كلٌّ من حاكم إقليم دارفور و«القوة المشتركة» للحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني عن اعتراض قافلة إمدادات عسكرية تابعة لـ«الدعم السريع» عند منطقة «عد البيضة» جنوب شرقي الفاشر – قالا إنها كانت في طريقها لـ«تعزيز المليشيا في كل المحاور بالذخائر والمعدات الحربية». في وقت نفى فيه مستشار «الدعم السريع» إبراهيم مخير لـ«بيم ريبورتس» صحة المعلومة، قائلًا إنها ليست حقيقية.
وقالت «القوة المشتركة»، في بيان، الجمعة، إن القافلة كانت تحمل كمية ضخمة من «الذخائر والمؤن الحربية»، تشمل 10,000 قذيفة مدفع من عيار «40 دليل» و12,000 قذيفة «هاوتزر»، بالإضافة إلى «آلاف الصواريخ والقنابل والذخائر المتنوعة»، إلى جانب «معدات عسكرية متطورة كانت معدة لدعم المليشيا المنهارة». وأشار البيان إلى «تحييد عدد كبير من العناصر الإرهابية»، بمن فيهم «مرتزقة أجانب كانوا يرافقون القافلة لضمان وصول الإمدادات» – بحسب بيانها.
وفي السياق، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في حسابه على منصة «إكس»، إن «القوة المشتركة» تمكنت، بالأمس، من القضاء على قافلة من سبعة جرارات تحمل صواريخ وصفها بـ«المتنوعة وخطيرة الفعالية»، كانت في طريقها إلى الفاشر وبعضها إلى الخرطوم، في منطقة «عد البيضة» جنوبي الفاشر. وأضاف قائلًا: «لولا أبطال القوة المشتركة، لوقع هذا الجحيم على رؤوس الأطفال والنساء في الفاشر».
وأوضحت «القوة المشتركة» أنّ هذه الإمدادات كانت تستخدم على نحو مكثف في «القصف العشوائي الذي استهدف أحياء مدينة الفاشر وأم درمان ومعسكرات النازحين الأبرياء». وعدّت تدميرها «خطوة حاسمة في كسر شوكة العدو [الدعم السريع] وتقليل قدرته على مواصلة الاعتداءات الوحشية ضد المدنيين» – بحسب تعبير بيانها.
وفي 16 يناير الماضي، ندّد حاكم إقليم دارفور بـ«استمرار الدعم الأجنبي لقوات الدعم السريع»، مشيرًا إلى أن قوة قوامها 400 مركبة عسكرية متنوعة دخلت عن طريق ليبيا المجاورة إلى دارفور لدعم قوات الدعم السريع.
وفي الخامس من يناير الماضي، قالت «القوة المشتركة» إنها تمكنت من قطع الطريق أمام «إمدادات عسكرية ولوجستية» في مثلث الحدود السودانية – الليبية – التشادية، كانت في طريقها إلى «الدعم السريع». وأوضحت أن الإمدادات شملت «أسلحة متطورة وذخائر ومواد تموينية» إلى جانب وقود سيارات. كما أشارت إلى تمكنها من القبض على «أفراد مقربين من قيادة الدعم السريع».
وأضافت «المشتركة» أنها لن تتساهل مع دخول أيّ أسلحة إلى «الدعم السريع» عبر الصحراء وجميع مناطق وجود قواتها، لافتةً إلى أنها تراقب من كثب الحدود السودانية الليبية التشادية.
وتعيش ولاية شمال دارفور وضعًا استثنائيًا، إذ تعد عاصمتها الفاشر آخر عواصم الإقليم التي ما يزال الجيش و«القوة المشتركة» يسيطران عليها، فيما تواصل «الدعم السريع» حصارها على المدينة وتحاول الدخول إليها، لضمان السيطرة على كامل الإقليم.
وتجاور إقليم دارفور أربع دول هي ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، فيما يتهم حاكم الإقليم، باستمرار، «دولة عضو في مجلس الأمن الدولي» بدعم هجمات «الدعم السريع» على الفاشر وإمدادها بالمؤن والعتاد الحربي، عبر تشاد.
هدوء في الفاشر
وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، الجمعة، إن المدينة هادئة اليوم ولا تشهد عمليات عسكرية، ولكنها أشارت إلى استمرار «الدعم السريع» في إطلاق المسيّرات من حين إلى آخر نحو أحياء مدينة الفاشر، فيما تتصدى لها القوات المسلحة، بالإضافة إلى قصفها حيي «أبو جربون» و«باب الحارة» بـ«المدفعية الثقيلة»، لافتةً إلى أنها لم تتحصل على معلومات عن وقوع إصابات وسط المدنيين.
ومنذ العاشر من مايو 2024، تشهد مدينة الفاشر عمليات عسكرية عنيفة بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة وقوات الدعم السريع من الجهة الأخرى، مما خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وتسبب في موجات نزوح كبيرة؛ فيما كثفت «الدعم السريع» هجماتها، منذ ديسمبر الماضي، على المستشفى «السعودي» والتكايا ومخيمي «أبو شوك» و«زمزم» للنازحين.