1 مارس 2025 – تستمر المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية شمال كردفان التي أصبحت ساحة للعمليات بحكم موقعها وأهميتها الإستراتيجية للطرفين. ودارت معارك بين الطرفين، الجمعة، عند منتصف الطريق بين الأبيّض وبارا، فيما حلقت طائرات حربية تابعة للجيش وطائرة مسيّرة في منطقة «أم كريدم» غرب بارا، وهاجمت المنطقة التي دخلتها عناصر «الدعم السريع» صباح الجمعة، مما خلف عددًا من الجرحى والقتلى.
ودارت معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الجمعة، بمحور شمال كردفان، في منتصف الطريق بين الأبيّض وبارا عند قرية «الدنكوج» – نحو 15 كيلومترًا من الأبيّض، خلال محاولة من الجيش للدخول إلى المدينة التي تسيطر عليها «الدعم السريع» منذ أشهر – بحسب مصدر من الأبيّض تحدث إلى «بيم ريبورتس». فيما قال مصدر من «بارا» لـ«بيم ريبورتس» إن المنطقة ما تزال تحت سيطرة «الدعم السريع». في وقت أكد فيه مصدر ثالث من «أم كريدم» خلوها من «الدعم السريع» اليوم السبت.
وقال مصدر تحدث إلى «بيم ريبورتس»، عبر «ستارلينك»، من منطقة «أم كريدم» شمال غرب مدينة الأبيّض، إن عناصر «الدعم السريع» غادرت المدينة مساء الجمعة، بعد أن دخلت إليها قوة كبيرة منها يُعتقد أنها قادمة من الصحراء صباح أمس، وارتكبت انتهاكات بحق مواطنين وقطعت «أسلاك الاتصالات» وصادرت أجهزة «ستارلينك»، وقالت إنها ستتقدم نحو الأبيّض – بحسب المصدر نفسه.
وذكر المصدر أن قرابة 14 شخصًا سقطوا بين قتيل وجريح في هجوم طائرة مسيّرة على المنطقة، في أعقاب غارات جوية للجيش على المدينة، بالإضافة إلى آخرين –لم يتمكن من حصرهم– قال إن «الدعم السريع» هاجمتهم بعد ضربات المسيّرة والطائرات الحربية.
ولفت المصدر إلى أنّ الإدارة الأهلية بـ«أم كريدم»، وهي المنطقة الوحيدة في ولاية شمال كردفان التي لم تدخل إليها «الدعم السريع»، كانت قد طالبت «الدعم السريع» بالخروج من المنطقة، واستجابت الأخيرة للطلب، لكنها شنت هجمات على المواطنين في المنطقة بعد الغارات الجوية.
وأمس الجمعة، نشرت «الدعم السريع» مقاطع فيديو من منطقة «بارا»، فيما قالت، في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الجمعة، إنها تمكنت من «سحق متحرك مليشيا البرهان»، وكبدتها «خسائر فادحة في الأرواح وعشرات المركبات القتالية بكامل عتادها الحربي»، وطاردت «فلولهم الهاربة» إلى مدينة الأبيض – بحسب البيان.
في الأثناء، قال مصدر تحدث إلى «بيم ريبورتس» من مدينة «بارا» إن الاشتباكات دارت خارج المدينة، مشيرًا إلى أنهم تفاجأوا نحو الساعة الخامسة والنصف مساءً بأصوات إطلاق ذخيرة من قوات الدعم السريع داخل المدينة، موضحًا أنها كانت «احتفالًا بانتصارهم في طريق بارا – الأبيّض»، واستمرت نحو أربع ساعات – بحسب المصدر.
وفي السياق نفسه، قال مصدر من مدينة الأبيّض إن طائرات حربية حلقت في سماء المدينة مساء أمس، فيما سمع المواطنون أصوات انفجارات حتى وقت مبكر من صباح اليوم، مشيرًا إلى إسعاف مصابين من الجيش في المدينة ووقوع آخرين في الأسر الجمعة.
والثلاثاء الماضي، قال مصدر من «بارا» لـ«بيم ريبورتس» إن قوات الدعم السريع أغلقت طريق الأبيّض – بارا، ومنعت حركة سفر المواطنين «حتى المرضى والحالات الحرجة»، منذ الاثنين قبل الماضي، مستشهدًا بمنعها طلابًا في المرحلة المتوسطة من السفر إلى الأبيّض للجلوس للامتحانات، ضمن آخر حالات المنع من السفر.
وقال المصدر إن قوات الدعم السريع تنصب نقاط تفتيش من مدخل مدينة «بارا» وحتى منطقة «البوب لاين» في منتصف المسافة بينها والأبيّض. وأضاف: «معظم نقاط ارتكازها خارج المدينة في الاتجاهين الجنوبي والشمالي، أما داخل المدينة فيتحرك عناصرها بمركبات قتالية، ولكنها قليلة الحركة».
ويُعدّ إقليم كردفان أحد أكبر أقاليم السودان وأكثرها أهميةً لأطراف الصراع، إذ أصبح ساحة للعمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
والأحد، تمكن الجيش السوداني من فكّ حصار كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الأبيّض منذ بداية الحرب في أبريل 2023، فيما تراجعت عناصر «الدعم السريع»، إلى الناحية الشمالية من المدينة بالقرب من «مصفاة الأبيّض» التي تبعد نحو 10 كيلومترات من المدينة. وتمتد نقاط ارتكازها من منطقتي «البوب لاين» و«أم دنكوج» حتى الطريق إلى مدخل مدينة «بارا».
وبتاريخ 30 يناير الماضي، استعاد الجيش السوداني مدينة «أم روابة» الواقعة على الطريق القومي الخرطوم – الأبيّض، فيما سيطر، في 17 فبراير الماضي، على «الرهد» ثالث كبرى مدن شمال كردفان، والمتاخمة لولاية جنوب كردفان، والتي تعد ذات أهمية اقتصادية كبرى.
ومن المتوقع أن تصبح مدينة «بارا» ساحة للعمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تحتلها بالكامل في محاولة من الجيش لاستعادة كامل شمال كردفان وجعلها قاعدة عسكرية ونقطة انطلاق نحو إقليم دارفور لفتح الطريق القاري إلى الفاشر عاصمة شمال دارفور المحاصرة منذ نحو تسعة أشهر.