Day: March 5, 2025

واشنطن: محاولات إنشاء حكومة موازية تهدد بالتقسيم الفعلي للسودان

5 مارس 2025 – انضمت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، إلى الدول والمنظمات الأممية التي أبدت قلقها، أو رفضها لتشكيل حكومة موازية في السودان بقيادة قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ أبريل 2023.

وأمس وقعت قوات الدعم السريع وحلفاؤها في العاصمة الكينية نيروبي على دستور انتقالي نص على تشكيل «جيش وطني جديد» من القوى العسكرية الموقعة على ميثاق نيروبي الشهر الماضي، بالإضافة إلى علمانية الدولة، ضمن بنود أخرى.

وقال مكتب الشؤون الإفريقية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في تصريح على منصة إكس إن محاولات إنشاء حكومة موازية لا تساعد في تحقيق السلام والأمن في السودان وتهدد بمزيد من عدم الاستقرار والتقسيم الفعلي للبلاد.

وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع والجهات الفاعلة المتحالفة معها قد وقعت على «دستور انتقالي» للسودان.

وبحسب دستور تحالف السودان التأسيسي «تأسيس» فإن قوات الدعم السريع والجيش الشعبي والحركات المسلحة الموقعة على ميثاق نيروبي هي نواةً للجيش الوطني الجديد، بالإضافة إلى إقراره حل ما أسماها مليشيات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.

ونص الدستور الانتقالي كذلك على إلغاء الوثيقة الدستورية الانتقالية لسنة 2019 وجميع القوانين والقرارات والمراسيم السابقة وأن يكون السودان دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، ذات هوية سودانوية، تقوم على فصل الدين عن الدولة وفصل الهويات الثقافية والعرقية والجهوية عن الدولة والتأكيد على أن المواطنة المتساوية هي الأساس للحقوق والواجبات.

وفي 23 فبراير الماضي وقعت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، إلى جانب حركات مسلحة أخرى، وأحزاب سياسية أبرزها حزب الأمة القومي على ميثاق نيروبي الذي يمهد لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع.

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – ستيفان دوجاريك، قد أعرب عن قلقه، من الإعلان المقرر عن تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية، قائلًا إن من شأن ذلك أن يزيد من «انقسام السودان ومفاقمة الأزمة».

فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلقه البالغ» إزاء التوقيع على ميثاق نيروبي، وعده «تصعيدًا جديدًا للصراع في السودان». ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى «الامتناع عن أيّ خطوات قد تزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في البلاد».

أيضًا أبدى عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي قلقهم من إعلان قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية، في حين نفت نيروبي «اعترافها بأيّ كيان مستقل في السودان».

والأسبوع الماضي أعربت عدد من الدول العربية عن قلقها من تشكيل حكومة موازية ودعت للحفاظ على تماسك ووحدة السودان ورفض التدخلات الخارجية بينها السعودية والكويت ومصر وقطر.

مصادر: مساع لتهدئة التوترات الأمنية والعسكرية بين فرقاء جنوب السودان

5 مارس 2025 – أكدت ثلاثة مصادر من جنوب السودان لـ«بيم ريبورتس» بينهم صحفيان ومواطن استمرار التوتر الأمني في عاصمة البلاد جوبا لليوم الثاني على التوالي والعسكري في مناطق أعالي النيل، وذلك بعد اعتقال مسؤول عسكري كبير في الحركة الشعبية المعارضة بقيادة نائب الرئيس رياك مشار.

من جانبه، اتهم وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الحركة الشعبية في المعارضة باختراق اتفاق السلام المنشط.

وقال في مؤتمر صحفي اليوم في جوبا إن الرئيس كير لا يزال ملتزما بعملية تنفيذ اتفاق السلام حتى قيام الانتخابات وأنه لن يسمح بإعادة البلاد إلى الحرب.

ودعا الوزير الحركة الشعبية في المعارضة بتوجيه قواتها ودعوتها إلى بالانسحاب من الناصر والالتزام بتتفيذ الاتفاقية.

وقالت مصدران من بين المصادر الثلاثة إن الوضع العسكري في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل ما يزال متوترًا.

وأفادت المصادر كذلك باعتقال بعض قادة المعارضة من حركة مشار بجانب الانتشار الأمني الكثيف لقوات الأمن في بعض المناطق.

وأشار المصدر الأول وهو مصدر مطلع على القضية إلى وجود مساع وجهود جارية لتهدئة الأوضاع.

وأضاف «حتى الآن لا يوجد تطور جديد سوى التوترات القائمة بين أطراف اتفاق السلام من معارك ومواجهات في مدينة الناصر الى جانب اعتقال بعض القيادات العسكرية للمعارضة بالعاصمة جوبا».

فيما أكد المصدر الثاني توتر الأوضاع الأمنية في العاصمة جوبا حيث تم اعتقال بعض القادة في المعارضة، كما تم نشر قوات الأمن في بعض المناطق.

وقال المصدر الثالث إن العمليات العسكرية مستمرة في مدينة الناصر، مضيفًا «سمعنا إنها زاحفة على اتجاه ملكال».

وتوتر الوضع في دولة جنوب السودان بعد اندلاع احتجاجات في بعض المناطق بعد احتجاز السلطات لنائب رئيس هيئة الأركان غابرييل دوب لام، من قبل رئيس هيئة أركان الجيش.

واعتبرت الحركة الشعبية المعارضة التي يتزعمها النائب الأول للرئيس في بيان الإجراء انتهاكًا لاتفاقية السلام المنشطة.

ودعا البيان الرئيس سلفا كير والنائب الأول للرئيس ريك مشار وجميع قيادات البلاد إلى التدخل والإفراج الفوري عن الفريق أول غابرييل دوب لام لضمان الحفاظ على اتفاقية السلام التي وصفتها بالهشة.

وأضاف البيان «نحث كذلك جميع الأطراف على مواصلة استخدام كل الآليات المشتركة لضمان عدم انقطاع تنفيذ الاتفاقية، وتابع “يجب إعادة تنشيط مجلس الدفاع المشترك على الفور».

وأدان البيان بشدة الاحتجاز غير القانوني للجنرال غابرييل دوب لام وأي ترهيب قد يتعرض له الضباط الذين يواصلون الخدمة، مضيفًا «يجب على قيادات الأطراف اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان احترام اتفاقية السلام وحماية جميع الضباط العسكريين الكبار، وتجنب المزيد من الانتهاكات لبنود الاتفاقية».

وتقع مدينة الناصر في ولاية أعالي النيل في شمال شرق جنوب السودان، وهي واحدة من المدن الرئيسية في المنطقة. وتُعرف الناصر بأهميتها الاستراتيجية والتاريخية، حيث كانت مركزًا رئيسيًا خلال الحرب الأهلية في جنوب السودان.

كما تُعتبر الناصر مركزًا مهمًا لمجتمع النوير جيكاني، ولها أهمية تاريخية كأحد معاقل الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال النزاعات المختلفة.


وفي سبتمبر 2018 تم توقيع اتفاقية سلام لحل النزاع في جنوب السودان، والمعروفة باتفاقية السلام المنشطة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بين الحكومة بقيادة الرئيس سلفا كير والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار، بالإضافة إلى أطراف سياسية أخرى.

ومنذ التوقيع عليها واجهت تنفيذ الاتفاقية بعض الصعوبات عديدة خصوصًا فيما يتعلق ببنود الأمن وتقاسم السلطة وعدم اكتمال دمج القوات بسبب قلة الموارد وانعدام الثقة بين الأطراف واستمرار أعمال العنف في بعض المناطق، خاصة في ولايات أعالي النيل والاستوائية الكبرى.

«يونيسيف»: تسجيل «221» حالة اغتصاب ضد الأطفال في السودان «66%» منهم فتيات


5 مارس 2025 – كشف تقرير جديد صادر عن منظمة رعاية الطفولة «يونيسيف»، الثلاثاء، عن إحصاءات جديدة للعنف الجنسي في السودان خلال العام الماضي بحق الأطفال بينهم من هم دون سن خمسة أعوام، وراسمًا صورة قاتمة للأزمة التي يتعرض لها الأطفال في البلاد خلال الحرب.

وقالت المنظمة إنه تم الإبلاغ عن هذه الحالات في تسع ولايات في السودان، مشيرة الى تسجيل 221 حالة اغتصاب ضد الأطفال منذ بداية عام 2024.

وأضافت أن من بين 221 حالة اغتصاب بحق أطفال تم الإبلاغ عنها، هناك 147 فتى و 66% من الفتيات.

ومن الجدير بالملاحظة أيضًا، بحسب التقرير، فإن 33% من الناجين من الذكور قد يواجهون وصمة العار والتحديات الفريدة في الإبلاغ وطلب المساعدة والوصول إلى الخدمات.

وأوضحت أن هناك 16 ناجيًا تحت سن خمس سنوات بما في ذلك أربعة أطفال في عمر سنة واحدة، لافتةً إلى أنه تم الإبلاغ عن الحالات في تسع ولايات في السودان، من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب.

كما تم الإبلاغ عن 77 حالة إضافية من الاعتداء الجنسي على الأطفال، في المقام الأول حالات محاولة اغتصاب، بحسب تقرير المنظمة.

وذكرت أن البيانات التي جمعها مقدمو خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان ترسم صورة قاتمة للأزمة التي يتعرض لها الأطفال.

ونبهت إلى أن الدراسة أجريت خلال شهري ديسمبر 2024 ويناير 2025، مشيرةً إلى أنها سبق ووثقت عشرات الروايات المباشرة عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الحالات التي تنطوي على ناجين من العنف الجنسي ضد الأطفال ارتكبت أثناء غزو المدن، أثناء فرارهم من الخطر وأثناء احتجازهم من قبل رجال مسلحين.

وأشارت إلى أن هذه الأرقام تمثل جزءًا صغيرًا فقط من إجمالي الحالات، وأضافت «غالبًا ما يكون الناجون وأسرهم غير راغبين أو غير قادرين على التقدم بسبب التحديات التي يواجهونها في الوصول إلى الخدمات والعاملين في الخطوط الأمامية والخوف من الوصمة التي قد يواجهونها والخوف من الرفض من أسرهم أو مجتمعهم والخوف من الانتقام من الجماعات المسلحة أو الخوف من انتهاك السرية».

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل: «يجب أن يصدم اغتصاب رجال مسلحين أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم عاماً أي شخص ويجبرهم على اتخاذ إجراءات فورية»، وأردفت «ملايين الأطفال في السودان معرضون لخطر الاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي، والتي تُستخدم كتكتيك للحرب».

وشددت على أن هذا انتهاك صارخ للقانون الدولي وقد يشكل جريمة حرب، مضيفة
«يجب أن يتوقف هذا الأمر».

وأردفت راسل: «لقد أدى انتشار العنف الجنسي في السودان إلى بث الرعب في نفوس الناس، وخاصة الأطفال. ويجب على أطراف الصراع، وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم، بذل كل جهد ممكن لوضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال. إن ندوب الحرب هذه لا يمكن قياسها وطويلة الأمد».

وتابعت «الواقع الوحشي لهذا العنف، والخوف من الوقوع ضحية له، يدفع النساء والفتيات إلى ترك منازلهن وأسرهن والفرار إلى مدن أخرى حيث ينتهي بهن المطاف غالبًا في مواقع نزوح غير رسمية أو مجتمعات ذات موارد شحيحة. كما أن خطر العنف الجنسي مرتفع أيضًا داخل هذه المجتمعات، وخاصة ضد الأطفال النازحين داخليًا».

ولفتت إلى أنه رغم أن التأثير الهائل للعنف الجنسي على الناجين غالباً ما يكون مخفيا، فإنه قد يخلف إرثا سلبيا هائلا ودائما، بما في ذلك الصدمات النفسية الكبيرة، والعزلة القسرية، أو رفض الأسرة بسبب الوصمة الاجتماعية، والحمل، والأمراض المنقولة جنسيا، والإصابات الخطيرة وغيرها من المضاعفات.

مساحات آمنة

وأكدت يونيسيف أنها تعمل في شراكة لإنشاء مساحات آمنة توفر خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي للناجين، فضلاً عن دمج هذه الخدمات في الخدمات الصحية في المراكز الصحية والعيادات المتنقلة وتوفير الإمدادات الطبية ذات الصلة.

كما تعمل يونيسف على بناء قدرات العاملين في الخطوط الأمامية بما في ذلك الأخصائيين الاجتماعيين وعلماء النفس والمهنيين الطبيين ونشرهم في مواقع في جميع أنحاء السودان لتقديم خدمات مجتمعية، بما في ذلك خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي وخدمات الإحالة.

كذلك أوضحت أن العمل يجري داخل المجتمعات لمعالجة الأعراف والممارسات الاجتماعية الضارة وفق تقرير المنظمة.

مطالبات وتوصيات

وطالبت يونيسيف حكومة السودان وجميع الأطراف باحترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لحماية المدنيين، وخاصة الأطفال.

وشددت على ضرورة أن ينتهي العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي كتكتيك حرب، على الفور. كما طالبت بحماية البنية الأساسية للخدمات الأساسية ومقدمي الخدمات حتى يتمكن عملهم من إنقاذ الأرواح من الاستمرار.

وقالت إنه يجب أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من تقديم المساعدات والخدمات المنقذة للحياة بأمان ويجب أن تتمكن الأسر من الوصول بأمان إلى الدعم الذي تحتاجه.

كما يجب أن تكون أنظمة البيانات الآمنة والأخلاقية أولوية، سواء للمساعدة في تعزيز الاستجابة الإنسانية أو كجزء من الجهود الأوسع لمحاسبة الجناة.

وطلبت من الجهات المانحة التعامل مع برامج العنف القائم على النوع الاجتماعي على أنها منقذة للحياة. وأردفت «الوقت ينفد لمنع أزمة العنف الجنسي في السودان من الاستمرار في التوسع والتأثير على الأطفال وتخلف إرثًا سلبيًا غير عادي ودائم».