7 مارس 2025 – خرج الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت في خطاب للشعب، الجمعة، بعد ثلاثة أيام من الأحداث الأمنية التي شهدتها العاصمة «جوبا» ومدينة «ناصر» بأعالي النيل، في أعقاب اعتقال مسؤول عسكري كبير في الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة نائب الرئيس رياك مشار، وبعد ساعات من مقتل قائد قوات دفاع جنوب السودان في «ناصر» اللواء مجور داك.
ودعا سلفاكير، خلال الخطاب، الشعبَ إلى الهدوء، مشددًا على أنهم لن يعودوا إلى الحرب مرةً أخرى. وأضاف: «الحكومة التي أقودها ستعالج هذه الأزمة من أجل السلام».
وقال سلفاكير إنهم عقدوا اجتماعًا مع قائد المعارضة مشار، مشيرًا إلى أنه قدم ضمانات للأطراف بالتدخل، مضيفًا: «ولكن قواته هاجمت الثكنة العسكرية في ناصر».
وقدم سلفاكير التعازي في وفاة الجنرال مجور داك وجميع الذين ماتوا معه في سبيل القيام بواجبهم الوطني بحسب ما ذكر. وأضاف أنّ مشار طلب من قائد الجيش في «ناصر» الاستسلام، ولكن اللواء مجور داك رفض طلبه.
واليوم، أعلنت بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان عن مقتل قائد قوات دفاع جنوب السودان في «ناصر» اللواء مجور داك، وطيار تابع لبعثة الأمم المتحدة في اشتباكات مسلحة بين الجيش الجنوب سوداني وأفراد من «الجيش الأبيض» في أثناء محاولة البعثة الأممية إخراجهم من المنطقة، بناءً على طلب جميع الأطراف بحسب ما قالت.
وبحسب بيان البعثة، فقد كان الإجلاء جزءًا من جهودها للمساعدة على منع العنف في «ناصر» وتهدئة التوترات السياسية، في أعقاب الاشتباكات الأخيرة بين قوات دفاع شعب جنوب السودان والشبان المسلحين، والتي تسببت في «خسائر بشرية كبيرة وتشريد المدنيين».
ومن جانبه، أعلن السكرتير الصحفي لمكتب رياك مشار – فوك بوث بالونق، على حسابه في منصة «إكس»، الجمعة، عن إطلاق سراح وزير بناء السلام الوطني ستيفن بار كول، في وقت مبكر من صباح اليوم، مشيرًا إلى اعتقاله على نحو غير قانوني أمس مع ثلاثة من موظفي مكتبه من قبل الأمن الوطني.
وساطة كينية
وفي السياق، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، في صفحته على «فيسبوك»، عن إجرائه مباحثات هاتفية صباح الخميس مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه الأول ريك مشار. وقال إنه ناشد كلًا منهما بالانخراط في حوار من أجل تعزيز السلام في البلاد، مشددًا على أن «هذه المسألة ضرورية لكونها تتماشى مع الإطار الإستراتيجي للإيقاد».
وقال روتو إنه أبلغ الطرفين بأن «هناك مشاورات إقليمية» جارية الآن لتحديد أفضل الخيارات للمضي قدما من أجل المحافظة على السلام في البلاد.
وتوتر الوضع في دولة جنوب السودان بعد اندلاع احتجاجات في بعض المناطق، أبرزها مدينة «ناصر» بولاية أعالي النيل والعاصمة جوبا التي جرت فيها اعتقالات لقادة في المعارضة – بحسب مصادر تحدثت إلى «بيم ريبورتس» من جنوب السودان، وذلك في أعقاب احتجاز السلطات نائب رئيس هيئة الأركان غابرييل دوب لام، من قبل رئيس هيئة أركان الجيش الثلاثاء الماضي.
وعدّت الحركة الشعبية في المعارضة التي يتزعمها رياك مشار، في بيان، الإجراء انتهاكًا لاتفاقية السلام المنشطة، ودعت الرئيس سلفاكير ونائبه الأول مشار إلى «التدخل والإفراج الفوري عن الفريق أول غابرييل دوب لام» لضمان الحفاظ على اتفاقية السلام التي وصفتها بـ«الهشة».
والأربعاء، اتهم وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة – الحركةَ الشعبيةَ في المعارضة بخرق اتفاق السلام المنشط. وقال في مؤتمر صحفي، في جوبا، إن الرئيس كير ما يزال ملتزمًا بتنفيذ اتفاق السلام حتى قيام الانتخابات، وأنه «لن يسمح بإعادة البلاد إلى الحرب»، داعيًا الحركة الشعبية في المعارضة إلى توجيه قواتها بالانسحاب من «ناصر» والالتزام بتنفيذ الاتفاقية.
وكان مصدر مطلع على القضية قد كشف لـ«بيم ريبورتس» عن مساعٍ وجهود جارية لتهدئة الأوضاع في جنوب السودان.
وفي سبتمبر 2018، وقعت الحكومة بقيادة الرئيس سلفاكير والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار، بالإضافة إلى أطراف سياسية أخرى، على اتفاق سلام لحل النزاع في جنوب السودان، يُعرف بـ«اتفاقية السلام المنشطة»، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ومنذ التوقيع عليها واجه تنفيذ الاتفاقية صعوبات عديدة فيما يتعلق ببنود الأمن وتقاسم السلطة وعدم اكتمال دمج القوات بسبب قلة الموارد وانعدام الثقة بين الأطراف واستمرار أعمال العنف في بعض المناطق، لا سيما في ولايات أعالي النيل والاستوائية الكبرى.