Day: March 14, 2025

وزير خارجية جنوب السودان: الأوضاع في «ناصر» ستعود إلى طبيعتها

14 مارس 2025 – قال وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة جنوب السودان رمضان محمد عبد الله قوك، الجمعة، إن الأوضاع في مدينة «ناصر» ستعود إلى طبيعتها بعد التوترات الأخيرة التي شهدتها المنطقة احتجاجاً على اعتقال نائب رئيس هيئة الأركان غابرييل دوب لام من قبل رئيس هيئة أركان الجيش.

وجاءت تصريحات الوزير خلال لقائه سفير السودان لدى جوبا الفريق أول ركن عصام محمد حسن كرار. وناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحسب ما أوردت صفحة وزارة خارجية جنوب السودان على «فيسبوك» اليوم.

والجمعة الماضية، شدد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في خطاب للشعب، على أنهم لن يعودوا إلى الحرب مرةً أخرى. وأضاف: «الحكومة التي أقودها ستعالج هذه الأزمة من أجل السلام»، داعيًا الشعب الجنوب سوداني إلى الهدوء؛ وذلك بعد ثلاثة أيام من الأحداث الأمنية التي شهدتها العاصمة جوبا ومدينة «ناصر» بأعالي النيل، وبعد ساعات من مقتل قائد قوات دفاع جنوب السودان في «ناصر» اللواء مجور داك.

وشهدت مدينة «ناصر» في الأسابيع الماضية تصاعدًا في التوترات الأمنية، ما أثار مخاوف من تجدد العنف في المنطقة. لكن وزير الخارجية الجنوب سوداني أعرب، في تصريحاته، عن ثقته في أن الاوضاع ستعود إلى طبيعتها قريبًا.

ومن جانبه، أشاد السفير السوداني بـ«التطورات الإيجابية» في السودان، مشيرًا إلى عودة العديد من النازحين إلى مناطقهم، وبدء المواطنين في إعادة بناء حياتهم تدريجيًا.

وخلال يناير الماضي، توترت العلاقات الدبلوماسية بين جوبا والخرطوم على نحو كبير، عقب الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة «ود مدني» وبعض قرى الجزيرة، خاصةً «كمبو طيبة»، والتي تضرر منها مواطنون جنوب سودانيون، مما لاقى غضبًا واسعًا في جوبا التي شهدت بدورها هجمات على سودانيين مقيمين في المدينة من مواطنين غاضبين.

وتصاعد التوتر الدبلوماسي بعد تصريحات أطلقها وزير خارجية جنوب السودان رمضان عبد الله، اتهم فيها الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه بارتكاب «أعمال إرهابية» ضد مواطني جنوب السودان في ولاية الجزيرة، خلال اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي بنيويورك بشأن مكافحة الإرهاب في إفريقيا.

واستنكرت وزارة الخارجية السودانية، في بيان بتاريخ 23 يناير الماضي، تصريحات قوك. وقالت إن حكومة السودان ظلت تمد حبال الصبر على «التجاوزات العديدة» من جانب دولة جنوب السودان «حرصًا منها على أواصر الجوار والعلاقات التاريخية بين الشعبين» – بحسب بيانها.

وأكدت خارجية السودان أنها ستتخذ «الإجراءات المناسبة» للرد على ما وصفته بالتجاوزات العديدة لحكومة دولة جنوب السودان في المنابر الدولية والإقليمية، مشددةً على أن الحكومة السودانية «لن تتوانى في اتخاذ التدابير التي تكفل حماية حقوقها وحقوق مواطنيها وفق ما يكفله القانون والمعاهدات الدولية».

وفي التاسع من يوليو 2011 انفصل جنوب السودان رسميًا عن السودان، وأعلن عن قيام أحدث دولة مستقلة، ومع ذلك لم تضع الحرب أوزارها تمامًا، إذ تفجرت صراعات داخلية في الدولة الجديدة، أبرزها الحرب الأهلية بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار في العام 2013. كما استمرت التوترات بين السودان وجنوب السودان، لا سيما بشأن قضايا تقاسم النفط وترسيم الحدود ووضع منطقة «أبيي» المتنازع عليها، ما جعل العلاقات بين البلدين متأرجحة بين التعاون والتوتر حتى اليوم.

أسوشيتيد برس: الحكومة السودانية رفضت مبادرات أمريكية لاستخدام الخرطوم وجهة لإعادة توطين الغزيين

14 مارس 2025 – كشف تقرير صادر عن وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اليوم، عن تواصل أمريكي وإسرائيلي مع ثلاث دول في شرق إفريقيا، من بينها السودان، لمناقشة اقتراحها وجهةً لإعادة توطين الفلسطينيين المتوقع اقتلاعهم من قطاع غزة بموجب خطة أمريكية.

وقالت الوكالة الأمريكية إن مسؤولين من السودان رفضوا مبادرات من الولايات المتحدة، لمناقشة استخدام الخرطوم وجهةً محتملةً لإعادة توطين الفلسطينيين المتوقع اقتلاعهم من قطاع غزة بموجب خطة الرئيس دونالد ترامب لما بعد الحرب، مضيفةً: «لكن بإمكانهما [أمريكا وإسرائيل] تقديم حوافز لحكومة الخرطوم، بما في ذلك تخفيف أعباء الديون وتوفير الأسلحة والتكنولوجيا والدعم الدبلوماسي». في وقت لم يعلق فيه إعلام مجلس السيادة أو الناطق باسم الحكومة السودانية لـ«بيم ريبورتس» على الخبر.

وذكر التقرير أن مسؤولين سودانيين، تحدثا إلى الوكالة بشرط عدم الكشف عن هويتيهما، وأكدا أن إدارة ترامب تواصلت مع الحكومة التي يقودها الجيش بشأن استقبال الفلسطينيين، مبينًا أن أحدهما قال إن الاتصالات بدأت حتى قبل تنصيب ترامب بعروض تتعلق بالمساعدة العسكرية ضد قوات الدعم السريع والمساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب وحوافز أخرى.

وأضاف التقرير: «أكد المسؤولان أن الحكومة السودانية رفضت الفكرة. وقال أحدهما: رُفض هذا الاقتراح فورًا. لم يُطرح هذا الأمر مجددًا». فيما قال الأمريكيون إنه من غير الواضح مدى تقدم الجهود أو مستوى النقاشات مع السودان – بحسب الوكالة.

وبحسب التقرير، تشمل الدول: السودان والصومال وأرض الصومال –وهو إقليمٌ في القرن الإفريقي يزيد عدد سكانه على ثلاثة ملايين نسمة، انفصل عن الصومال منذ أكثر من 30 عامًا، لكنه غير معترف به دوليًا كدولة مستقلة، وتعدها الصومال جزءًا من أراضيها – بحسب التقرير.

وفيما يتعلق بالصومال وأرض الصومال، قالت الوكالة إن مسؤولين من البلدين نفوا علمهم بأيّ اتصالات بهذا الشأن، لكن التقرير عاد وقال إن رئيس أرض الصومال الجديد عبد الرحمن محمد عبد الله، جعل الاعتراف الدولي أولويةً له، مشيرًا إلى تأكيد مسؤول أمريكي مشارك في الجهود أن الولايات المتحدة «تجري حوارًا هادئًا مع أرض الصومال بشأن مجموعة من المجالات التي يمكن أن تكون مفيدةً فيها للولايات المتحدة مقابل الاعتراف».

وتوقع التقرير أن يشكّل احتمال الاعتراف الأمريكي حافزًا لعبد الله للتراجع عن تضامن الإقليم مع الفلسطينيين، لكنه نقل عن مسؤول في أرض الصومال قوله إن حكومته لم تُجرِ أيّ اتصالات، ولا تجري أي محادثات بشأن استقبال الفلسطينيين.

والأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي بواشنطن مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، أنه «لن يُطرد أي فلسطيني من غزة»، مؤكدًا –في الوقت نفسه– أن واشنطن تعمل «بجد بالتنسيق مع إسرائيل» للتوصل إلى حل للوضع في غزة. فيما رحبت حركة «حماس»، في بيان صحفي، بتصريحات ترامب، لكنها ربطت ترحيبها بأن تكون تصريحاته تراجعًا عن كل فكرة تهجير أهالي قطاع غزة – وفق ما قالت.

والثلاثاء، شددت قمة طارئة بشأن فلسطين في القاهرة على «الموقف العربي الواضح بالرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوى». فيما قدّمت بديلًا لمقترح إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، بناءً على خطة إعادة إعمار قطاع غزة وتنميته.

ونقل إعلام مجلس السيادة السوداني، الثلاثاء، كلمة رئيسه عبد الفتاح البرهان أمام القمة العربية الطارئة بشأن القضية الفلسطينية المنعقدة بالقاهرة، قائلًا إنه جدد رفض السودان لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مبرر أو مسمى، وعدّ ذلك «تهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي والأمن الإقليمي والدولي».

وتوقع تقرير «أسوشيتيد برس» أن تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل «صعوبة بالغة في إقناع الفلسطينيين بمغادرة غزة، خاصةً إلى بلدٍ مضطربٍ كهذا [يقصد السودان]»، مضيفًا: «لكن بإمكانهما تقديم حوافز لحكومة الخرطوم، بما في ذلك تخفيف أعباء الديون، وتوفير الأسلحة، والتكنولوجيا، والدعم الدبلوماسي».

ولفت التقرير إلى أن الاتصالات مع السودان والصومال ومنطقة الصومال الانفصالية تُظهر «تصميم الولايات المتحدة وإسرائيل على المضي قدمًا في خطة أدينت على نطاق واسع وأثارت قضايا قانونية وأخلاقية خطيرة». وقال بما أن «المناطق الثلاث فقيرة، وفي بعض الحالات مزقها العنف»، فإن الاقتراح «يلقي بظلال من الشك على هدف ترامب المعلن المتمثل في إعادة توطين فلسطينيي غزة في منطقة جميلة».

وفي أكتوبر الماضي، نفى الجيش السوداني في تصريح لـ«بيم ريبورتس» صحة ما أوردته تقارير صحفية عربية وإسرائيلية عن موافقة السودان على استقبال قادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بموجب مبادرة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، واصفًا التقارير بـ«المدسوسة» وقائلًا إنها تسعى إلى «إلصاق تهم باطلة ضد الجيش بأي طريقة».