
إقالة حاكم أعالي النيل تزيد التوترات ودعوات دولية للقاء عاجل بين كير ومشار
20 مارس 2025 – أثار قرار رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير، الأربعاء، بإقالة حاكم ولاية أعالي النيل التابع للحركة الشعبية في المعارضة وتعيين آخر يتبع للحزب الحاكم، مزيدًا من التوترات بين طرفي اتفاق السلام الرئيسيين في البلاد، في وقت دعا سيناتور أمريكي بارز إلى لقاء عاجل بين كير ومشار.
وفي وقت سابق اليوم، أصدر الرئيس سلفا كير، مرسومًا جمهوريًا بإقالة حاكم ولاية أعالي النيل جيمس أوضوك من منصبه، كما أصدر مرسومًا آخر قضى بتعيين الجنرال جيمس كونق شول في مكانه.
ومنصب حاكم ولاية أعالي النيل هو منصب مخصص بموجب اتفاق السلام المنشط بين الطرفين للحركة الشعبية في المعارضة بقيادة مشار.
ووصف مكتب النائب الأول لرئيس الجمهورية، ريك مشار، الأربعاء، قرار رئيس الجمهورية، سلفا كير بإقالة حاكم أعالي النيل بأنه «إجراء أحادي».
وقال فوك بوث بالوانق السكرتير الصحفي لمكتب مشار في بيان إنه من الواضح أن الحركة الشعبية في الحكومة لم تعد تحترم اتفاقية السلام، مشيرًا إلى أن القرار انتهاك صارخ للاتفاقية المنشطة وأنه يرسخ لسيطرة الحركة الشعبية في الحكومة على الولاية.
إعطاء الأولوية لمصلحة البلاد
دوليًا، حمّل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور، جيم ريش (جمهوري)، الرئيس سلفا كير ونائبه الأول ريك مشار المسؤولية المباشرة، مشددًا على أنه ينبغي عليهما الالتقاء وجهًا لوجه فورًا لتهدئة الأزمة وتجنيب شعب جنوب السودان المزيد من المعاناة.
وأضاف ريش في منشور على حسابه الرسمي بمنصة إكس اليوم أنه يجب على الزعيمين إعطاء الأولوية لمصلحة البلاد على طموحاتهما الشخصية، مشيرًا إلى أن جنوب السودان يقف على شفا حرب متجددة.
وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي في جوبا قد قالت أمس إن البعثات الدبلوماسية في جنوب السودان عرضت تسهيل حوار مباشر وعاجل بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول ريك مشار، في وقت وسعت أوغندا نشر جنودها في أراضي جنوب السودان وسط اعتراض المعارضة علي ذلك.
وأمس الثلاثاء أعلنت الحركة الشعبية في المعارضة تجميد نشاطها فوريًا في آليات اتفاق السلام مع الحكومة مشترطة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإنهاء تقييد حركة مشار.
نائب رئيس الجمهورية: قواتنا في طريقها إلى ناصر
من جانبه، شدد نائب رئيس جمهورية جنوب السودان، بنجامين بول ميل، الأربعاء، على عدم قبولهم بأكثر من جيش واحد في البلاد قبل أن يدعو للتهدئة ويشير إلى أنهم سيدخلون في حوارات لتجاوز الأزمة.
وقال ميل والذي كان يتحدث في مراسم تشييع قائد الجيش السابق في ناصر، الجنرال مجور داك، بأن قواتهم في طريقها إلى ناصر، مشددًا «سنواجه كل من يعترض طريقها».
ورأى ميل بأنه لا يوجد فرق بين الجيش الأبيض والحركة الشعبية في المعارضة بقيادة مشار.
وشدد على أنهم سيواصلون التقدم لأنهم يحاربون الإرهاب، حسبما قال، مضيفاً: «وهذا ما يجب أن يعرفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
واتهم قوات مشار بأنها لا تزال تحتجز 170 من قواتهم في ناصر وأولانغ، موضحًا أنهم طالبوه بالإفراح عنهم، مؤكدًا رصدهم التحركات في ناصر وأن لديهم أجهزة تحدد من يحمل السلاح.
وتابع «سننزع السلاح من الجميع بلا استثناء.. حان الوقت للعمل بكل ضمير من أجل بناء الدولة»، موضحًا أنه دخل في حوارات مع البعثات الدولية والإقليمية في جوبا وشرح لهم ما أسماها الوقائع.
وأردف «سنقدم كل المتورطين للمحاكمة.. لدينا أدلة ضدهم حتى لا يقول البعض بأنها محاكمة سياسية».
ويستمر الوضع في دولة جنوب السودان على درجة عالية من التوتر على خلفية التصعيد العسكري الذي شهدته ولاية أعالي النيل، واعتقال الحكومة في جوبا لقادة في الحركة الشعبية في المعارضة منذ أسبوعين وتقييد حركة النائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار.