21 مارس 2025 – بعد ساعات من المعارك المستمرة في محلية «المالحة» بولاية شمال دارفور، أعلنت القوات المشتركة للحركات المسلحة، مساء الخميس، عن نجاحها في التصدي لهجوم شنته «الدعم السريع» على المنطقة من ثلاثة محاور. وقالت «المشتركة»، في بيان، إنها تمكنت من «دحر الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة» بقوات الدعم السريع التي سبق أن قالت إنها تسيطر على المنطقة في بيانات الخميس.
وأمس الخميس، تجددت المواجهات المسلحة بين القوات المشتركة وقوات الدعم السريع المرتكزة بالقرب من محلية «المالحة» بولاية شمال دارفور. فيما قالت «الدعم السريع»، في بيانات على قناتها بمنصة «تيليغرام»، إنها سيطرت على المنطقة، ونشرت مقاطع فيديو قالت إنها من «المالحة».
و«المالحة» محلية بوسط جبال «الميدوب» وتبعد نحو 220 كيلومترًا من مدينة الفاشر، وتضم ثماني وحدات إدارية، ما يجعلها نقطة محورية في المنطقة.
وتحد «المالحة» من الشمال دولة ليبيا، ومن الشرق ولاية شمال كردفان، فيما تحدها الولاية الشمالية من الشمال الشرقي، وتحدها محلية «كتم» ووادي «هور» من الغرب، ومحلية «مليط» من الجنوب، ومحلية «الكومة» حتى مثلث «أم قوزين» من الجنوب الشرقي، مما يمنحها موقعًا جغرافيًا مميزًا وموثرًا من الناحيتين الاقتصادية والأمنية في الإقليم.
وكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، قد قال في وقت مبكر من يوم الخميس، إن القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية يخوضون «معارك شرسة» بالقرب من مدينة «المالحة» في ولاية شمال دارفور، مشيرًا إلى أنهم يقفون بـ«حزم وشجاعة للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة والحرية، ويثبتون أن العزيمة والإرادة لا تقهر» – بحسب ما ذكر.
وفي السياق، قالت قوات الدعم السريع إنها سطرت انتصارًا وصفته بالكبير على «مرتزقة الحركات المسلحة» – بحسب وصفها، لافتةً إلى أنها تمكنت من «تحرير منطقة المالحة بولاية شمال دارفور»، بما في ذلك معسكر القوة المشتركة الرئيس في المنطقة، واستلمت «كميات كبيرة من المركبات القتالية والأسلحة والذخائر». وذكر بيان «الدعم السريع» أن الانتصار جاء بعد «مواجهات شرسة»، مشيرًا إلى أن المعركة خلفت أكثر من 380 قتيلًا في صفوف «المشتركة».
ومن جانبها، قالت «المشتركة»، في بيان، أمس، إنها تمكنت من «سحق قوتين بالكامل في محورين» وأجبرت المهاجمين على الفرار، تاركين خلفهم مئات القتلى والجرحى إلى جانب غنائم من العتاد العسكري والمركبات. وأشارت إلى أنها نفذت في المحور الثالث، خطة أطلقت عليها «نسج خيوط العنكبوت» استدرجت فيها «الدعم السريع» إلى داخل المنطقة، قبل أن تنفذ عليها «هجومًا مباغتًا» أسفر عن «تصفية عدد من القادة وإيقاع البقية في حصار خانق» – بحسب بيانها.
والخميس الماضي، قالت قوات الدعم السريع، في قناتها على منصة «تيليغرام»، إنها أحرزت تقدمًا عسكريًا في منطقة «المالحة»، وأنها ستسيطر عليها وتتقدم إلى الفاشر، غير أن مصدر من المنطقة نفى لـ«بيم ريبورتس» صحة المعلومة، قائلًا إن قواتها ترتكز في منطقتي «الحِلف» –التي تقع على بعد 45 كيلومترًا غرب المالحة– و«مادو» التي تقع على بعد 55 كيلومترًا جنوبها.
ووفقًا للمصدر، يواجه المواطنون والنازحون في محلية «المالحة» بولاية شمال دارفور ظروفًا صحية واقتصادية قاسية مستمرة حتى اللحظة، كما تعاني المحلية الحدودية والنائية من هجمات نفذتها قوات الدعم السريع عبر الطائرات المُسيّرة، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا.
وأوضح المصدر أنّ في المحلية 17 مركزًا لإيواء النازحين، قائلًا إن المركز الواحد يأوي ما بين 30 – 40 أسرة.