23 مارس 2025 – يستمر تسارع تدهور الوضع الإنساني في محلية المالحة بشمال دارفور بعد أيام من معارك عنيفة بين الجيش السوداني والقوة المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، انتهت بسيطرة الأخيرة على البلدة الاستراتيجية، وسط تضارب في أعداد الضحايا المدنيين.
وأكد مصدران من مواطني المالحة لـ«بيم ريبورتس» استمرار سيطرة الدعم السريع على البلدة بعد انسحاب الجيش والقوة المشتركة منها.
وأشار المصدران إلى الدعم السريع صادرت أجهزة الإنترنت الفضائي (إستارلينك) كما منعت المواطنين من الخروج فيما أحصت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر ثلاثين قتيلاً حتى أمس.
وقال المصدر الأول إن قوات الإحتياطي المركزي والمستنفرين والجيش حاولوا التصدي لهجوم الدعم السريع من الناحية الشمالية الغربية للبلدة بعد انسحاب القوة المشتركة منها عصر الخميس. لكن الجيش والقوة المشتركة من جهتهما لم يتحدثا عن أي انسحاب.
وأضاف المصدر عاد مقاتلو القوة المشتركة وخاضوا معارك في الدفاعات المتقدمة بالاتجاه الشرقي للمدينة في اليوم الثاني (الجمعة) قبل أن يضيف: «لكن لم يتمكنوا من التقدم». بينما ذكر المصدر الثاني أن الوضع هادئ نسبيًا اليوم.
ولفت إلى إنه تم إحراق السوق بالكامل وإغلاقه بجانب مصادر المياه بواسطة قوات الدعم السريع.
وأوضح أن معظم المواطنين يقومون بشراء المياه يوميًا، لافتاً إلى أن الوضع الإنساني كارثي مضيفًا «أيضًا هناك استهداف لأشخاص بعينهم ونهب للمواطنين».
من جانبه، قال المصدر الثاني إن قوات الدعم السريع استدعت المواطنين في مسجد المدينة الكبير وخاطبتهم مطالبة بفتح السوق ومباشرة أعمالهم. كما أعلنت أيضًا بأنها شكلت لجنة لحصر القتلى.
المصدر الثاني أشار كذلك إلى أنه تم إحراق ونهب السوق ما يجعل إعادة تشغيله، بحسب طلب قوات الدعم السريع، أمرًا صعبًا.
وكانت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قد وصفت السبت ما يحدث في المالحة بأنه لا يوصف.
ونشرت التنسيقية إحصائية بأسماء القتلى من المنطقة وعددهم 30 شخصًا، مضيفة أنه نسبة لعدم وجود الاتصالات لم تتمكن من حصر الضحايا والمفقودين، بشكل دقيق.
وكان المصدر الأول قد قال إن عدد الضحايا بلغ حتى أمس السبت 20 شخصًا، غالبيتهم من النساء.
المشتركة والدعم السريع تؤكدان السيطرة على المالحة
ومنذ الخميس تضاربت الأنباء حول السيطرة العسكرية على مدينة المالحة حيث قالت القوة المشتركة إنها نجحت في التصدي لهجوم شنته «الدعم السريع» على المنطقة من ثلاثة محاور وتمكنت من دحرها وإلحاق خسائر كبيرة بها.
بينما قالت قوات الدعم السريع من جهتها، إنها حققت انتصارًا وصفته بالكبير على القوة المشتركة، مؤكدة أنها سيطرت على محلية المالحة.
بدوره، أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، الخميس، عن خوض الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية معارك وصفها بالشرسة بالقرب من مدينة المالحة.
وأشار مناوي إلى أنهم يقفون بـ«حزم وشجاعة للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة والحرية، ويثبتون أن العزيمة والإرادة لا تقهر» – بحسب ما ذكر.
موقع استراتيجي للمالحة
و«المالحة» محلية بوسط جبال «الميدوب» وتبعد نحو 220 كيلومترًا من مدينة الفاشر، وتضم ثماني وحدات إدارية، ما يجعلها نقطة محورية في المنطقة.
وتحد «المالحة» من الشمال دولة ليبيا، ومن الشرق ولاية شمال كردفان، فيما تحدها الولاية الشمالية من الشمال الشرقي، وتحدها محلية «كتم» ووادي «هور» من الغرب، ومحلية «مليط» من الجنوب، ومحلية «الكومة» حتى مثلث «أم قوزين» من الجنوب الشرقي، مما يمنحها موقعًا جغرافيًا مميزًا وموثرًا من الناحيتين الاقتصادية والأمنية في الإقليم.
وكانت قوات الدعم السريع قبل معارك الخميس ترتكز في منطقتي «الحِلف» –التي تقع على بعد 45 كيلومترًا غرب المالحة– و«مادو» التي تقع على بعد 55 كيلومترًا جنوبها بحسب ماقال مصدر تحدث إلى بيم ريبورتس قبل أيام.
وتحوي محلية المالحة 17مركزًا لإيواء النازحين، حيث يأوي المركز الواحد ما بين 30 – 40 أسرة.