Day: March 27, 2025

الخرطوم تؤكد وقوفها مع جوبا في خضم تحركات إقليمية ودولية مكثفة لاحتواء الأزمة

27 مارس 2025 – أكد السودان، الخميس، عن تضامنه مع جنوب السودان، فيما يصل غدًا إلى جوبا رئيس الوزراء الكيني الأسبق رايلا أودنيغا لقيادة وساطة بين الأطراف في وقت دعت منظمات إفريقية والولايات المتحدة دول أوروبية إلى التهدئة في جنوب السودان الذي يشهد أزمة سياسية وأمنية متصاعدة.

وأمس احتجزت السلطات الأمنية في جنوب السودان النائب الأول لرئيس الجمهورية، ريك مشار، في خطوة أثارت المخاوف من انهيار اتفاق السلام الهش في أحدث بلد في العالم.

وقال مجلس السيادة في السودان، إن رئيسه عبدالفتاح البرهان، أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس سلفا كير، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل.

ونقلت عنه سفارة السودان في جوبا اطمئنانه خلال المحادثة الهاتفية على الأوضاع في البلاد وتمنياته لشعب جنوب السودان بدوام الأمن والاستقرار.

وأضافت سفارة السودان في جوبا إن البرهان أكد وقوف بلاده حكومة وشعبًا مع جنوب السودان من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

وفي جوار جنوب السودان أيضًا، من المنتظر أن يقود السياسي الكيني البارز رايلا أودينغا، في جوبا غدًا الجمعة جهود التهدئة بين الحكومة والمعارضة.

إقليميًا، دعا كلًا من والإتحاد الإفريقي ومنظمة إيقاد الحكومة في جنوب السودان، لتهدئة الأوضاع. كما أعربوا عن قلقهم إزاء التقارير التي تُفيد بوضع النائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار، تحت الإقامة الجبرية، وتصاعد التوترات السياسية في البلاد.

الاتحاد الإفريقي يشدد على ضرورة التهدئة

من جانبه، شدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي، على ضرورة التهدئة للوضع بين جميع الأطراف والتمسك بروح ونص اتفاق السلام المنشط باعتباره حجر الزاوية في تحقيق السلام والاستقرار والمصالحة الوطنية المستدامة.

وحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والإمتناع عن أي أعمال من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوترات والانخراط في حوار بناء لحل أي قضايا عالقة بالوسائل السلمية والقانونية.

وأعلن الاتحاد الإفريقي عن أن رئيس المفوضية سيقوم بإرسال لجنة حكماء الاتحاد الإفريقي إلى جوبا في إطار الجهود المبذولة لتهدئة الوضع.

الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعون كير لمنع المزيد من التصعيد

دوليًا، أعربت سفارات فرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وبعثة الاتحاد الأوروبي في جوبا، في بيان صحفي مشترك، عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوضع النائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار قيد الإقامة الجبرية، داعية الرئيس كير إلى التراجع عن هذا الإجراء ومنع المزيد من التصعيد.

وأضاف البيان «نؤكد على قادة جميع الأطراف الحاجة الملحة إلى الانخراط دون تأخير في حوار مباشر، وإثبات صدق تأكيداتهم على سعيهم لتحقيق السلام».

إيقاد: التطورات في جنوب السودان اتفاق السلام المنشط

من جهتها، اعتبرت منظمة إيقاد أن هذه التطورات تقوض بشكل خطير اتفاق السلام المنشط وتهدد بعودة البلاد إلى صراع عنيف.

وقالت في بيان صحفي الخميس صادر عن السكرتير العام التنفيذي، ورقني قبيهو، إن الاتفاق المنشط لا يزال الإطار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام مستدام، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع فورًا عن الإجراءات الأحادية الجانب التي تنتهك روح جنوب السودان وسيادته.

وأشارت إيقاد إلى أن المسار الحالي، إذا لم يُكبح جماحه، قد يؤدي إلى انهيار العملية الانتقالية والعودة إلى حرب شاملة، مع عواقب وخيمة على شعب جنوب السودان والمنطقة ككل بحسب ماذكرت.

والسبت الماضي أعلنت ألمانيا عن إغلاق سفارتها مؤقتاً في جوبا عازية ذلك إلى الأوضاع التي يشهدها البلد وصرحت وزيرة خارجيتها،أنالينا بيربوك، بأن رئيس جنوب السودان ونائبه مشار يدفعان البلاد إلى دوامة من العنف.

المعارضة في جنوب السودان تعلن إلغاء اتفاق السلام بعد اعتقال مشار

27 مارس 2025 – أعلنت المعارضة في جنوب السودان عن أن اتفاق السلام مع الحكومة أصبح ملغيً بعد اعتقال السلطات الأمنية النائب الأول لرئيس الجمهورية، ريك مشار من منزله أمس، فيما حذرت المنظمة الحكومة المعنية بالتنمية «إيقاد» في بيان اليوم من عودة البلاد إلى صراع عنيف.

وتوتر الوضع في دولة جنوب السودان بعد اندلاع احتجاجات في بعض المناطق، أبرزها مدينة «ناصر» بولاية أعالي النيل والعاصمة جوبا التي جرت فيها اعتقالات لقادة في المعارضة، وذلك في أعقاب احتجاز السلطات نائب رئيس هيئة الأركان غابرييل دوب لام، من قبل رئيس هيئة أركان الجيش.

وأدانت الحركة الشعبية المعارضة في جنوب السودان، الأربعاء، اعتقال النائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار، مشيرة إلى أنه يعد انتهاكًا صريحًا للدستور واتفاق السلام المنشط، قبل أن تعلن أن اتفاق السلام أصبح ملغيًا.

وفي سبتمبر 2018 وقعت الحكومة بقيادة الرئيس سلفا كير والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار، بالإضافة إلى أطراف سياسية أخرى، على اتفاقية سلام لحل النزاع في جنوب السودان، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لكن الأحداث الأخيرة في الجنوب أثرت على سير الاتفاقية.

نائب رئيس الحركة: اعتقال مشار يؤدي فعليًا لانهيار اتفاق السلام

وشددت المعارضة في بيان ممهور بتوقيع نائب رئيس الحركة أويت ناثانيال على أن الهجمات المستمرة على مواقعها تُشكّل انتهاكًا خطيرا وانهيار لاتفاق وقف إطلاق النار الدائم واتفاق وقف الأعمال العدائية لعام 2017. مضيفًا: «يُؤدي اعتقال واحتجاز الدكتور ريك مشار فعليًا إلى انهيار الاتفاقية».

وأكد أنه تم وضع رئيس الحركة والنائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار قيد الإقامة الجبرية من قبل الرئيس سلفا كير ميارديت.

كما وضعت وزيرة الداخلية أنجلينا تينج قيد الإقامة الجبرية وجميع مرافقي النائب الأول لرئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أنهم نقلوا إلى أماكن منفصلة.

ودعت الحركة إيقاد وأعضاء والاتحاد الإفريقي، ومجموعة الدول الخمس دائمة العضوية، والأمم المتحدة، إلى حماية اتفاق السلام في جنوب السودان وضمان سلامة أعضاء الحركة والإفراج الفوري عنهم.

كما دعت أعضاء الحركة وعامة الشعب إلى التحلي بالصبر والهدوء واليقظة، في ظل الجهود الدبلوماسية المبذولة لضمان إطلاق سراح النائب الأول لرئيس الجمهورية بحسب ما ذكرت.

انتهاك صريح للدستور واتفاق السلام

من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة القومية للعلاقات الخارجية المكلف، ريث موج تانق، في بيان إن اعتقال مشار يعد انتهاك صريح للدستور واتفاقية السلام المنشطة.

وأضاف «لا توجد تدابير قانونية اتبعت مثل رفع حصانته» ومشددًا على ان عتقال النائب الأول للرئيس من غير إجراء قانوني متبع يعد تقويضً لحكم القانون ومهدد لاستقرار الأمة.

وحمل الرئيس سلفا كير مسؤولية الخرق الذي وصفه بالمتهور لاتفاق السلام كما دعا المجتمع الإقليمي والدولي للتدخل السريع لمنع أي تصعيد جديد.

والثلاثاء قبل الماضي أعلنت الحركة الشعبية في المعارضة عن تجميد نشاطها فوريًا في لجان اتفاق السلام مع الحكومة مشترطة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإنهاء تقييد حركة مشار.

وكانت القمة الاستثنائية الثالثة والأربعون لرؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيقاد» التي تم عقدها في 12 مارس الجاري قد أكدت على أن اتفاق السلام المُعاد تنشيطه لعام 2018، هو حجر الزاوية في عملية السلام بجنوب السودان.

ميلاد جديد للخرطوم بعد نحو عامين من انزلاقها في أتون حرب مدن مدمرة

كأن العالم ولد لتوه اليوم في الخرطوم عاصمة السودان بالنسبة لملايين السودانيين، بعد نحو عامين، من حرب مدن دامية بين الجيش والدعم السريع فقد فيها الآلاف أرواحهم ودُمرت أجزاء كبيرة من المدينة التاريخية والتي بنيت على مدى مئتي عام في نسختها الحديثة.  

كان على الملايين من سكان الخرطوم بدايةً من صباح السبت الخامس عشر من أبريل 2023 إحدى أكثر اللحظات قسوة في تاريخها الحديث، الانتظار حتى 26 مارس 2025 ليضع ذلك اليوم حدًا لأبشع كوابيسهم غير المنتظرة على الإطلاق.

منذ ذلك السبت البعيد وقد تغيرت الحياة في الخرطوم تحت وطأة الصراع والذي استخدمت فيه كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، يومًا بعد يوم، ليفر معظم سكانها وتبقى قلة من أولئك الملايين الذين كانوا شهودًا على حربٍ أحرقت القلوب قبل غاباتها الإسمنتية.

في 26 سبتمبر 2024  بدأت إرهاصات تغُّير المعادلة العسكرية لصالح الجيش عوضًا عن الدعم السريع عندما عبرت قوات الأول الجسور النيلية إلى مدينتي الخرطوم وبحري قادمة من أم درمان، قبل أن تصل إلى أوجها في الصباح الباكر من يوم الأربعاء 26 مارس 2025 بإعلان الجيش سيطرته على كامل المدينة عبر اجتياح بري من داخلها وخارجها. لا لتصبح الخرطوم وحدها خالية من الدعم السريع، وإنما ولايتي النيل الأبيض والجزيرة، أيضًا، ما عدا بعض الجيوب للدعم السريع في أم درمان والخرطوم. 

ومنذ مساء الثلاثاء بدأ الجيش في إعلان بدء سيطرته على مناطق استراتيجية في شرق الخرطوم لتكتمل عمليته العسكرية البرية واسعة النطاق بالسيطرة على كامل أحياء المدينة، وسط هروب جماعي لقوات الدعم السريع نحو جسر خزان جبل الأولياء في أقصى الجنوب الغربي للخرطوم. 

لكنه بطبيعة الحال لم يكن منفذًا منجيًا لقوات الدعم السريع حيث كانت قوات درع السودان المتحالفة مع الجيش، بالإضافة إلى قوات من جهاز المخابرات العامة في طريقها إلى اقتحام الخرطوم من تلك الجهة. وبالفعل، تمكنت خلال من الوصول إلى جبل الأولياء والسيطرة على معسكر طيبة التابع لقوات الدعم السريع وكامل منطقة جبل الأولياء العسكرية بما في ذلك قاعدة النجومي الجوية، بالإضافة إلى استعادة معسكر الاحتياطي المركزي، والتصنيع الحربي جنوب الخرطوم. 

وبث الجيش السوداني مقطعًا مصورًا في حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر المئات من جنود الدعم السريع وهم يعبرون جسر خزان جبل الأولياء سيرًا على أقدامهم، بالإضافة إلى بعض المركبات، كما تظهر آثار حريق على الضفة الغربية  للجسر. 

كذلك أظهرت صور ومقاطع فيديو فرار قوات الدعم السريع وترك عشرات المركبات مصطفة على مقربة من الجسر محملة بأغراض مدنية.

وفي يوم تغيّرت فيه موازين القِوى العسكرية، لم ينتظر قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، كثيرًا، حيث هبطت طائرته في مدرج مطار الخرطوم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب ليتوجه من المطار على عجالة إلى القصر الرئاسي معلنًا «تحرير الخرطوم». 

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، نبيل عبدالله، في بيان إن البرهان تفقد قواته في مطار الخرطوم قبل أن يزور القصر الجمهوري، مشيرًا إلى أن طائرته هي أول رحلة يستقبلها المطار منذ اندلاع الحرب.

ومع كل هذا التراجع العسكري لها، لم تعلق الدعم السريع من جهتها، على هروب قواتها من الخرطوم تحت ضغط نيران الجيش على الفور، لكنها اليوم قالت في بيان إن قواتها لم تخسر أي معركة – دون أن تشير إلى الخرطوم – وإنما أعادت تموضعها وانفتاحها على جبهات القتال بما يضمن تحقيق أهدافها العسكرية. 

وفي أقصى الجنوب الغربي، أعلنت قوات درع السودان عن سيطرتها على معسكر طيبة أكبر معسكرات الدعم السريع بالخرطوم، ونشرت مقطع فيديو لقائدها، أبو عاقلة كيكل، وهو  يتجول في محيط المعسكر. وقال كيكل: «طيبة الكلاكلة جبل أولياء جميعها تحت سيطرة الجيش».

من جانبه، قال قائد الجيش من داخل القصر الرئاسي «الخرطوم الآن حرة.. انتهت.. الخرطوم حرة».

استقبال عاطفي من سكان الخرطوم للجيش

في المقابل، كان استقبال سكان أحياء الخرطوم للجيش بعد نحو عامين، عاطفيًا للغاية، تصدرته الزغاريد والدموع  والهتافات.  

وبدايةً من صباح يوم الجمعة الماضي بدأ الجيش في فرض سيطرته على وسط العاصمة السودانية الخرطوم بما في ذلك القصر الرئاسي ومركز المدينة الحيوي، قبل أن يكملها اليوم بالسيطرة على كامل الخرطوم بما في مطار الخرطوم الدولي.

والأربعاء ظهر مواطنون في أحياء بري والجريف غرب والصحافة والنزهة والكلاكلة شرقي وجنوبي الخرطوم في مقاطع فيديو مصورة وهم يحتفلون بسيطرة الجيش على المنطقة.

«مافي بيان كلو في الميدان»

لجان المقاومة في أحياء الخرطوم المختلفة أعلنت عن سيطرة الجيش على مناطقها، وقالت لجان أحياء البراري الأربعاء إن القوات المسلحة السودانية داخل أراضي البراري والزغاريد تملأ الشوارع، بينما قالت لجان مقاومة الديوم الشرقية: «مافي بيان كلو في الميدان».

بينما قال تجمع ثوار الصحافة إن المنطقة خرجت عن بكرة أبيها لاستقبال قائد سلاح المدرعات، اللواء نصر الدين عبدالفتاح الذي كان حضورًا مع القوات التي مشطت شوارع الصحافة.

وفي الكلاكلة جنوبي الخرطوم قالت لجان مقاومة الكلاكلة القبة إنها «تحيي كل الذين لم يستطيعوا مغادرة ديارهم وصمدوا واستبسلوا في ظل طغيان ـ الجنجويد ـ وجبروتهم وكل من كان ينادي من قبل 4 سنين بـ (الجنجويد ينحل ومافي ميليشيا بتحكم دولة)».

 وأضافت: «ونحيي كل الذين شاركوا من أبنائنا بمعسكرات القوات المسلحة لحماية البلاد من العدوان الخارجي والداخلي».

أيضاً في جنوب العاصمة بث أفراد من الجيش مقاطع فيديو من كوبري الصينية المركزي وهي من أكبر مراكز الثقل العسكري للدعم السريع.

توترات سبقت اندلاع الحرب

وفي 15 أبريل 2023 اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وذلك بعد توترات بين الطرفين استمرت لأسابيع أبرزها فشل الاتفاق على دمج الدعم السريع خلال ورشة الإصلاح الأمني والعكسري والتي عقدت في قاعة الصداقة بالخرطوم في مارس 2023. 

كما كان وصول مئات المركبات العسكرية التابعة للدعم السريع إلى محيط مطار مروي وقاعدة مروي الجوية في يوم الأربعاء 12 أبريل 2023 العلامة الأبرز لتصاعد التوترات إلى درجة غير مسبوقة، أكدها بيان للجيش في اليوم التالي، محذرًا من احتمالية اندلاع حرب. 

وفي يوم الخميس نفسه وصلت عشرت المدرعات التابعة للدعم السريع إلى الخرطوم قادمة من قاعدة الزرق بولاية شمال دارفور، بينما مثل يوم الجمعة اللحظة قبل الأخيرة لاندلاع الحرب في صباح السبت 15 أبريل في قلب العاصمة السودانية الخرطوم والتي تغيرت منذها. 

وفي صباح 15 أبريل 2023 سيطرت الدعم السريع على مطار الخرطوم الدولي والقصر الرئاسي وكافة الوزارات والمرافق الاستراتيجية بوسط العاصمة.

وباستعادة الجيش السوداني الخرطوم ما عدا بعض الجيوب في أم درمان وفي الخرطوم نفسها التي يجري فيها الجيش عمليات تمشيط واسعة، يكون قد تبقى للدعم السريع إقليم دارفور ما عدا أجزاء من شمال دارفور بما في ذلك عاصمتها الفاشر وأجزاء كذلك من شمال وجنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق.