7 أبريل 2025 – اشتعل الصراع السياسي بين الحركات المسلحة التي تدافع عن الفاشر في مواجهة الدعم السريع، والأخرى الداعية إلى خروج المواطنين منها وسط مشهد عسكري وإنساني قاتم يلقي بظلاله على عاصمة دارفور وآخر معاقل السلطة المركزية في الإقليم.
وفي خضم هذا الصراع السياسي الذي يقوم على مخاوف التهجير القسري وفقدان الأرض بالنسبة للحركات المقاتلة في الفاشر، وإخراج المدنيين بالنسبة للحركات الداعية لخروجهم من المدينة، قصفت قوات الدعم السريع اليوم معسكر أبو شوك وأحياء الفاشر ومراكز الإيواء.
في وقت قال تحالف السودان التأسيسي الذي تهيمن عليه قوات الدعم السريع وتنخرط فيه حركات مسلحة توجد معاقلها العسكرية في إقليم دارفور إن الفاشر سجلت استجابة واسعة لنداءات التحالف بضرورة إخلاء ما أسماها مناطق التماس العسكري.
بينما قالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر اليوم إن القصف المدفعي مستمر من الدعم السريع بشكل مباشر على أماكن إيواء النازحين وأحياء مدينة الفاشر المختلفة.
فيما كشفت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك عن إصابة ثلاثة نازحين بينهم طفلة خلال قصف مدفعي من الدعم السريع استهدف المعسكر اليوم.
وتشهد الفاشر منذ أيام أزمة اقتصادية خانقة بسبب حصار الدعم السريع مع اشتداد خطورة الوضع الأمني إذ يعاني المواطنون من غلاء الأسعار وانعدام السيولة. كما شهدت أزمة نزوح جديدة نحو محلية الطويلة حيث وصفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور الوضع في الفاشر أمس بأنه وصل إلى مرحلة الانهيار التام وأن ما يحدث فيها يفوق كل الأزمات السابقة.
من جانبه، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، اليوم، إنه بينما تحاول الحكومة السودانية فعل المستحيل في إنزال المواد الغذائية والدوائية لأهالي الفاشر ومعسكرات زمزم وأبو شوك، تعمل الدعم السريع على إسقاط الطائرات المحملة بالمساعدات الإنسانية.
والخميس الماضي أعلنت قوات الدعم السريع عن إسقاطها طائرة حربية تابعة للجيش في مدينة الفاشر.
كما اتهم مناوي المجتمع الدولي بأنه فشل في تطبيق القرار الأممي رقم 2736 القاضي بفك الحصار عن الفاشر، موضحًا أن مهمة إسقاط هذه المواد هي مهمة أممية بحتة.
لكن تحالف تأسيس الذي تهمين عليه الدعم السريع اعتبر أن نزوح مئات المواطنين من الفاشر في الأيام الماضية يمثل استجابة للنداء الذي كانت قد أطلقته بإخلاء المدينة.
وأمس دعت حركة/ جيش تحرير السودان-المجلس الانتقالي- بقيادة الهادي إدريس والمتحالفة مع قوات الدعم السريع، سكان ونازحي الفاشر إلى مغادرة مناطق الاشتباكات العسكرية في المدينة والتوجه إلى أماكن سيطرتها.
وفي يوليو 2024 دعت حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، إلى خروج كافة القوات المتقاتلة وحلفائها من الفاشر، وتحويل المدينة إلى منطقة منزوعة السلاح، على أن تتولى إدارتها.
وبعد سيطرة الدعم السريع على محلية المالحة بشمال دارفور الشهر الماضي والتي كانت تمثل نقطة إمداد غذائي وعسكري مهمة للفاشر وتبعد عنها نحو 210 كيلومترات، أخذ الوضع في المدينة يتدهور بشكل متسارع.