Day: April 11, 2025

الاتحاد الأوروبي: الحرب في السودان تهدد وحدة البلاد وتُفاقم أسوأ أزمة إنسانية في القرن

11 أبريل 2025 – قال الممثل السامي للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، إن الحرب في السودان «أطفأت آمال ثورة ديسمبر 2018/2019، وأسهمت في تعميق الانقسامات على أسس سياسية وإثنية». وأدان الاتحاد نوايا بعض الأطراف لتشكيل حكومات على نحو أحادي، محذرًا من خطر تقسيم البلاد، وداعيًا إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار».

وأضاف بيان الاتحاد الأوروبي أن العبء الأكبر للحرب يقع على عاتق القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لهما، داعيًا الدول التي تقدم لهما الدعم المالي والعسكري إلى «التوقف فورًا»، ومشددًا على ضرورة الدخول بـ«نية صادقة» في مفاوضات من أجل الوصول إلى «حل سلمي يحفظ وحدة السودان وسيادته».

وصدر بيان الاتحاد الأوروبي بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب في السودان، وعبّر عن «بالغ القلق» من تدهور الأوضاع الإنسانية والسياسية في البلاد.

وحذّر الاتحاد الأوروبي من أن وحدة السودان وسلامة أراضيه في «خطر حقيقي»، مشيرًا إنه سيواصل دعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي، وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة.

وأثنى الاتحاد الأوروبي على جهود الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في القرن الإفريقي أنيتا ويبر التي قال البيان إنها ستواصل، نيابةً عن الدول الأطراف، دعم جهود الوساطة الموحدة التي تقود إلى وقف إطلاق النار وزيادة الوصول الإنساني وانتقال شامل – بحسب ما ذكر البيان، معربًا عن استعداد الاتحاد لدعم آليات المراقبة.

أسوأ أزمة إنسانية في القرن

ووصف الاتحاد الأوروبي الأزمة في السودان بأنها «الأسوأ إنسانيًا في القرن الحادي والعشرين»، مشيرًا إلى أن نحو 25 مليون شخص يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، فيما أجبر النزاع أكثر من 12.6 مليون شخص على النزوح، من بينهم ثلاثة ملايين عبروا حدود البلاد.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية على نحو «آمن وسريع وغير مقيد» إلى المحتاجين، مطالبًا برفع ما أسماها «العراقيل البيروقراطية والإدارية» التي قال إنها تعيق عمل منظمات الإغاثة، وضمان سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

وفي سياق الانتهاكات المرتكبة خلال الحرب في السودان، أدان الاتحاد الأوروبي الاستخدام الممنهج للعنف الجنسي والتجويع القسري والقتل العشوائي وتجنيد الأطفال والهجمات القائمة على أسس إثنية، مؤكدًا أن «هذه الفظائع تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني»، ومشددًا على ضرورة «وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب».

وفي ختام البيان، جدد الاتحاد الأوروبي التزامه بـ«دعم عملية سياسية شاملة تستجيب لتطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة»، مؤكدًا أنه سيواصل «استخدام أدواته الدبلوماسية، بما فيها العقوبات، لدفع جهود السلام، ودعم آليات مراقبة وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية».

وفي الأسبوع المقبل، تكمل الحرب في السودان عامها الثاني، وقد خلفت أكثر من 15,000 قتيل بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية في مطلع الشهر الجاري. فيما نزح نحو ثمانية ملايين شخص حتى يناير الماضي جراء النزاع، ويواجه 25 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، بينهم 3.8 مليون طفل دون سن الخامسة.

قتلى وجرحى في هجمات دامية استمرت يومين على الفاشر ومخيمات النازحين

11 أبريل 2025 – عاشت مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور يومًا عصيبًا، أمس الخميس، بسبب هجمات شنتها قوات الدعم السريع على أنحاء متفرقة داخل المدينة ومعسكر النازحين في «أبو شوك»، بالإضافة إلى اجتياح محلية «أم كدادة» شرق الفاشر. فيما تواصلت الهجمات، منذ صباح اليوم الجمعة، على معسكر «زمزم» للنازحين، مخلفةً قتلى وجرحى.

وفي «أم كدادة» شرق الفاشر، تضاربت التصريحات بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن السيطرة، ففي حين أعلنت «الدعم السريع»، الخميس، عن سيطرتها على مقر اللواء الرابع والعشرين التابع للجيش في «أم كدادة» – قالت فرقة المشاة السادسة للجيش، أمس، إن «المليشيا فشلت في محاولات الهجوم على الفاشر بعدة طرق»، مشيرةً إلى تعرضها لـ«هزيمة نكراء» في «أم كدادة».

ومنذ العاشر من أبريل من العام الماضي، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر آخر عاصمة في إقليم دارفور ما تزال تحت سيطرة الجيش، إذ تحاصرها في ظل دفاع الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية عن المدينة.

ومن جانبها، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، اليوم، عن هجومين لقوات الدعم السريع على معسكر «زمزم» للنازحين، منذ الصباح، من المحورين الجنوبي والشرقي.

وفي حصيلة أولية، أفادت التنسيقية بأن الهجمات أسفرت عن مقتل 25 مواطنًا، من بينهم أطفال وكبار في السن ونساء، بالإضافة إلى عدد من الجرحى والمصابين نُقلوا إلى مستشفيات المدينة لتلقي العلاج.

وأوضحت تنسيقية المقاومة، في تحديث ميداني، أن النازحين والمواطنين في معسكر «زمزم» تمكنوا من التصدي لهجوم «الدعم السريع»، قبل أن تضيف، في منشور لاحق اليوم، أن الهجوم تكرر للمرة الثانية.

إبادة جماعية ممنهجة

وأمس الخميس، أدان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، بشدة، ما يتعرض له نازحو معسكر «أبو شوك» وسكان محلية «أم كدادة»، من أعمال وصفها بـ«الإبادة الجماعية الممنهجة»، مشددًا على أنه لا يمكن السكوت على «هذه الجرائم ضد الإنسانية».

وكانت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين قد قالت، أمس، إن ثمانية مواطنين قتلوا فيما أصيب 19 آخرين في هجوم جديد وصفته بـ«المجزرة البشعة» التي قالت إن قوات الدعم السريع ارتكبتها داخل أحد أكبر مخيمات النازحين في معسكر «أبو شوك» بالإضافة إلى سوق «نيفاشا» بالفاشر.

وقال مناوي، في تصريحاته، إن المدنيين العزل يتعرضون للقتل «على أساس عرقي وإثني»، لافتًا إلى أن الوضع «يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنقاذ أرواح الأبرياء» – وفق ما ذكر.

وندّد مناوي بتحويل جامعة «نيالا» إلى معسكر تدريب لـ«مليشيا الجنجويد»، وعدّ الأمر «جريمة فادحة تضاف إلى سجل هذه المليشيات» التي قال إنها استهدفت الشعب السوداني خلال سنوات الحرب. وأشار مناوي إلى أن هذه الهجمات تُعد جزءًا من «مخطط أكبر لزعزعة استقرار المنطقة» – حسب وصفه.

وواصل مناوي دعوته للمجتمع الدولي إلى «التدخل الفوري»، قائلًا: «ظللنا ندع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية للتدخل الفوري لإنقاذ أرواح المواطنين العزل الذين يتعرضون للقتل على أساس عرقي وإثني»، معربًا عن أسفه على صمت المجتمع الدولي «وكأنه لا يرى أو يسمع»، في حين «نشهد مقتل الملايين من أهلنا في إقليم دارفور» – حسب تعبيره.

تضارب التصريحات في «أم كدادة»

وبشأن «أم كدادة» شرق الفاشر، قالت قوات الدعم السريع، الخميس، إنها سيطرت بالكامل على المدينة التي وصفتها بـ«الإستراتيجية»، بما في ذلك مقر اللواء الرابع والعشرين التابع للفرقة السادسة للجيش بولاية شمال دارفور. ونشرت مقاطع فيديو من المنطقة، فيما قالت الفرقة السادسة، أمس، نقلًا عن المراسلة الحربية آسيا الخليفة، إن «المليشيا فشلت في محاولات الهجوم على الفاشر بعدة طرق»، مشيرةً إلى تعرضها لـ«هزيمة نكراء» في «أم كدادة».

وأبانت الفرقة السادسة للجيش في الفاشر أنّ المقاومة الشعبية بمحلية «أم كدادة» تمكنت من التصدي لـ«هجوم عنيف شنّته مليشيا آل دقلو ومجموعات مسلحة موالية لها»، بعد أن سُمح لهم بالتقدم داخل المحلية عبر طريق فُتح لهم مسبقًا – وفقًا للفرقة. وأضافت الفرقة، نقلًا عن مصادر، أن شبان المقاومة الشعبية وأهالي «أم كدادة» نجحوا في تنفيذ «كمين محكم»، لافتةً إلى أن «القوات المحلية التفت حول المليشيات المتسللة، وأجبرتها على التراجع بعد تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات».

وأعلنت الفرقة السادسة عن مقتل 20 مواطنًا وإصابة 17 آخرين جراء قصف «الدعم السريع» لمدينة الفاشر أمس، بالإضافة إلى مقتل امرأتين وطفل وإصابة ثلاثة مواطنين في هجوم على عربة قادمة من معسكر «زمزم» إلى الفاشر.

وشددت الفرقة على أنّ محاولات الهجوم على الفاشر فشلت بعدة طرق، أولها مناشدة مواطني المعسكرات بالخروج من المدينة عبر «القوات المحايدة والمليشيا» ثم الهجوم على الفاشر والتسلل بعدة مناطق، اختتمت بـ«أم كدادة» – حسب ما ذكر بيانها.

ويأتي ذلك في ظل استمرار دعوات تحالف «السودان التأسيسي» –الذي يتبع لقوات الدعم السريع– للمدنيين إلى الخروج من مدينة الفاشر، لليوم السابع على التوالي.