خالد عمر يحذر من خطورة الانقسام الإقليمي والدولي حول «ملف» السودان

16 أبريل 2025 – حذر نائب رئيس حزب المؤتمر السودني والقيادي في تحالف «صمود»، خالد عمر، الأربعاء، من خطورة الانقسام الدولي والإقليمي حول الملف السوداني والذي قال إنه تجلّى في غياب التوافق على بيان ختامي موحد بشأن مؤتمر لندن.

واعتبر عمر في منشور على حسابه بمنصة فيسبوك اليوم أن ذلك الانقسام يعكس حجم التناقضات التي تعيق التقدم نحو تسوية سياسية شاملة.

والثلاثاء اختتم مؤتمر دولي رفيع المستوى حول السودان انعقد في العاصمة البريطانية لندن بدون ممثلين عن البلد الذي تطحنه حرب دموية دخلت عامها الثالث.

وجاء المؤتمر بمبادرة من المملكة المتحدة وبمشاركة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا، وبحضور ممثلين من الولايات المتحدة، والدول المجاورة للسودان، وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية.

وهدف المؤتمر إلى حشد الدعم الإنساني وتوحيد الموقف الدولي وتحديد خطوات عملية لمواجهة الأزمة السودانية المتفاقمة، في وقت يعاني فيه السودان من نزاع دامٍ وتدهور إنساني غير مسبوق.
ودعا عمر السودانيين إلى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على وقف القتال، وصياغة رؤية سودانية تعالج جذور الأزمة وتراعي مصالح البلاد وسط بيئة إقليمية ودولية معقدة.

وقال إن المؤتمر لم يكن مخصصًا لإطلاق مسار وساطة جديد بل ركز على تطوير التنسيق بين الفاعلين الدوليين بشأن السودان.

عمر: تعهدات بـ800 مليون دولار

وأشار إلى أنه نجح في جمع تعهدات مالية بلغت نحو 800 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية، رغم الفجوة الكبيرة التي لا تزال قائمة والبالغة 6 مليارات دولار.

كما وصف مؤتمر لندن حول السودان بأنه «خطوة إلى الأمام» في التعاطي الدولي مع الأزمة السودانية، مؤكدًا أن الاجتماع مثل فرصة نادرة لتسليط الضوء على واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.

وشدد أهمية اعتماد نهج «الدبلوماسية الصبورة» الذي دعا إليه وزير الخارجية البريطاني لبناء توافق دولي تدريجي ينطلق من الأطراف المتقاربة في رؤاها تجاه السودان، مطالبًا بعدم الاكتفاء بمخرجات مؤتمر لندن كحدث عابر، بل البناء عليها لإيجاد حل دائم ومستدام يجنّب البلاد خطر الانهيار.

تأكيد على وحدة السودان

من ناحية أخرى، أكد الرؤساء المشاركون في المؤتمر – وهم المملكة المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا – في بيان رسمي، التزامهم القوي بسيادة السودان ووحدته وسلامته الإقليمية، ودعم تطلعات شعبه نحو مستقبل ديمقراطي وسلمي.

وناقش المؤتمر سبل تنسيق وتكثيف الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، ودعا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وحث على منع أي محاولات لتقسيم البلاد، أو إنشاء حكومات موازية تهدد وحدة السودان.

وأشار البيان إلى أهمية الدور المحوري للمجتمع المدني السوداني، خاصة النساء والشباب، في رسم مستقبل البلاد، كما شدد على ضرورة مساءلة أطراف الصراع، واحترام القانون الإنساني الدولي، والتعاون مع المنظمات الإنسانية، لا سيما في ظل تصاعد العنف ضد العاملين في المجال الإغاثي.

وأكد المجتمعون على ضرورة رفع كافة العراقيل أمام وصول المساعدات، داعين إلى معالجة الوضع الإنساني المتدهور الذي يؤثر أيضًا على دول الجوار التي تستضيف ملايين اللاجئين السودانيين.

وفي هذا السياق، أكد المشاركون في المؤتمر أنهم سيحثون، خلال الاجتماعات المقبلة مع أطراف النزاع، على الامتناع عن الخطاب التحريضي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2724 (2024) و2736 (2024)، وبيانات مجلس السلم والأمن الأفريقي، وقرارات قمة جامعة الدول العربية، إلى جانب الالتزامات الواردة في إعلان جدة.

كما رحبوا بالدور الإيجابي للجنة رؤساء الدول الأفارقة، ومبعوث الإيغاد، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، في دعم مسار الحل السلمي في السودان.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
سياسي

وسط أزمة شاملة.. كيف حولت الأجسام النقابية والمطلبية (2022) إلى عام للإضرابات والاحتجاجات المستمرة؟

في معركة مبكرة، في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، وتوليه السلطة، سارع المجلس العسكري الانتقالي المحلول، بإصدار قرار بتجميد جميع النقابات والإتحادات المهنية

المزيد