17 مايو 2025 – نأت غرف طوارئ ولاية الخرطوم والتي تشغل حاليًا 800 مطبخ مجاني في محليات العاصمة السبع بنفسها من أي ارتباط سياسي أو عسكري، مشددة على استقلاليتها التامة.
والثلاثاء قال تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) الذي تهيمن عليه قوات الدعم السريع إن والي الخرطوم أصدر قرارًا بإغلاق التكايا والمطابخ العامة، وأشارت غرف طوارئ ولاية الخرطوم إلى أن التحالف «ادعى» أن القوات كانت تقوم بحمايتها أثناء سيطرتها على المنطقة.
وكانت حكومة الخرطوم قد طالبت الأسبوع الماضي الكيانات التي تعمل داخل الوﻻية للتسجيل لدى مفوضية العمل الطوعي والإنساني، مشددة على أنها لن تسمح بممارسة أي نشاط من أي كيانات لا تتبع الإجراءات القانونية التي تنظم العمل الطوعي الإنساني.
وقالت غرف طوارئ الخرطوم إنها تتابع «بأسف بالغ» محاولات بعض الكيانات السياسية والعسكرية استغلال اسم الغرف أو الزج بها في صراعات لا علاقة لها بها، سواء عبر بيانات مضللة، أو من خلال الإيحاء بدعم أو انتماء مزعومين.
وأشارت في بيان مساء أمس إلى أن هذه المحاولات تأتي في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار معاناة المدنيين في ولاية الخرطوم وعموم السودان.
وأوضحت أن (تحالف تأسيس) أصدر بيانًا احتوى على معلومات وصفها بالباطلة «تدعي أن قوات الدعم السريع كانت توفر لها الحماية والدعم»، بالإضافة إلى عدد من ردود الأفعال المحسوبة على النادي السياسي بمختلف ألوانه، تناولت إغلاق سلطات ولاية الخرطوم لما يُعتقد أنها التكايا ومطابخ غرف الطوارئ.
وشدد بيان غرف الطوارئ على رفضه لما أسماه «هذا النوع من المناورات السياسية الرخيصة التي قال إنها لا تعبّر عن حرص حقيقي على معاناة السودانيين بل تستغلها كأداة في صراع على السلطة».
واعتبر البيان «إدعاءات» تحالف تأسيس بحماية الدعم السريع للتكايا إبان سيطرتها على العاصمة إهانة مباشرة لكل الدماء التي سالت والانتهاكات التي ارتكبت ضد المتطوعين والمواطنين على يد ذات القوات.
واتهم البيان تحالف تأسيس بمحاولة تلميع صورة الدعم السريع والتي قال إن انتهاكاتها ما زالت مستمرة في أجزاء من مناطق مدينة أم درمان.
كيان مستقل
وأكد البيان أن غرف طوارئ ولاية الخرطوم كيان مستقل تمامًا ولا تربطه أي علاقة بأي فصيل أو تحالف سياسي أو عسكري ولا ينتمي لأي جهة غير العمل الإنساني.
وأضاف أن غرف الطوارئ تعمل بروح تطوعية خالصة وفقًا للمبادئ الأساسية للعمل الإنساني المتمثلة في الحياد والاستقلال وعدم التحيز، قائلًا «نُكرّس جهودنا لخدمة المتضررين من الحرب دون تمييز».
ولفت البيان إلى تشغيل الغرف حاليًا أكثر من 800 مطبخ في محليات ولاية الخرطوم السبع، بالإضافة إلى تقديم خدمات الصحة والمياه والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي، مشددًا على أنه يجري تنفيذ كل ذلك بعيدًا عن أي توجيه سياسي أو أجندات خارجية.
ورفضت الغرف بشكل قاطع محاولات تسييس العمل الإنساني أو استخدامه كمنصة للترويج لأطراف الصراع، ومحذرة من تبعات هذا السلوك الانتهازي الذي يهدد سلامة المتطوعين ويعرض الغرف للاستهداف.
وفي 30 أبريل الماضي منح الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في السودان، جائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان لعام 2025 لـ شبكة غرف الاستجابة للطوارئ السودانية.
وكان معهد أبحاث السلام في أوسلو، قد أعلن في الثالث من أكتوبر 2024 عن ترشيح غرف الطوارئ السودانية لجائزة نوبل للسلام لعام 2024 كـ«رمز للأمل والصمود».