مصادر: وفاة «40» شخصًا بالكوليرا وإصابة نحو «200» آخرين في جبل أولياء

20 مايو 2025 – كشف مصدران أحدهما مصدر طبي وآخر متطوع من محلية جبل أولياء في أقصى الجنوب الغربي للعاصمة السودانية الخرطوم، لـ«بيم ريبورتس»، الثلاثاء، عن توالي تسجيل الوفيات والإصابة بمرض الكوليرا في المنطقة وسط نقص حاد في المعينات الطبية.

وحذر المصدران، كل على حدة، من تفاقم الوضع وتزايد معدل الإصابات بسبب شرب الأهالي المياه من نهر النيل مباشرة وتكدس الأسر النازحة في المنازل والاكتظاظ الكبير في سوق البجا الجديد.

وكانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن تسجيل 2323 إصابة جديدة بالكوليرا، بينها 51 حالة وفاة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وأوضحت أن 90٪ من الإصابات وحالات الوفاة من ولاية الخرطوم، خاصة محليتي كرري وجبل أولياء.

وقدّر المصدر الطبي معدل الوفيات اليومي في قرية البجا وحدها بأنه يصل أحيانًا إلى قرابة 12 شخص.
فيما كشف المصدر الثاني، والذي أجرى جولة ميدانية حول القرى المتضررة من الكوليرا، عن وصول حالات الإصابة بالمرض إلى أكثر من 250 حالة، بينها نحو 40 حالة وفاة معظمها من الوافدين من قرى الجموعية بقريتي البجا والدويحية.

ومنذ الأسبوع الماضي تشهد منطقة جبل أولياء تفشيًا متسارعًا لمرض الكوليرا، وسط أوضاع صحية مأساوية ونقص حاد في المحاليل الوريدية وأدوية الإسهالات بحسب ما أعلنت عنه غرفة الطوارئ بالمنطقة، يوم الأحد.

وأكدت غرفة طوارئ جبل أولياء والمصادر أن الأرقام المنشورة للحالات لا تمثل الواقع، مشيرين إلى صعوبة الرصد.
وفي أغسطس العام الماضي أعلن وزير الصحة السوداني، د.هيثم محمد إبراهيم، عن تفشي وباء الكوليرا في البلاد نتيجة للأوضاع البيئية والمياه غير الصالحة للشرب في عدد من المواقع واستمرت حتى يناير الماضي فيما عادت في مناطق جنوبي الخرطوم هذا الشهر.

مياه الشرب الملوثة

وأشار المصدر الطبي إلى أن الكوليرا تنتقل من المياه الملوثة مباشرة للمواطن، لافتًا إلى أن هناك حاجة للتوعية بمخاطرها والتي ابتدرتها منظمة الهلال الأحمر.

فيما أرجع المصدر الثاني سبب الانتشار، بالإضافة إلى مياه الشرب الملوثة، لتكدس الأسر النازحة في المنازل، موضحًا أن بعض المنازل في جبل أولياء تأوي أكثر من 30 شخصًا.

ولفت المصدر الطبي إلى وجود قصور في الحصول على الدعم الطبي بجبل أولياء بما يشمل مواد التعقيم والدعم الدوائي من محاليل الوريدية والأملاح المعوضة وغيرها.

وأضاف «رفعنا المشكلة لوزارة الصحة وقامت بدورها بإحضار تيم في قرية البجا قام بتعقيم المياه وتوزيع الكلور، لمعالجة المياه».كما أكد على حاجتهم لمراكز عزل ولقاحات تطعيم ضد وباء الكوليرا بشكل مستعجل.

وأوضح أن المراكز العلاجية التي تعمل حاليًا في جبل أولياء هي مركز مستشفى بشائر الذي ترعاه منظمة أطباء بلا حدود، ولديها مراكز عزل به، بالإضافة إلى المستشفى التركي بالكلاكلة لكنه أشار إلى بعدهما عن قرى منطقة جبل أولياء، مؤكدًا فقدان بعض المرضى حياتهم وهم في الطريق لتلقي العلاج.
بينما أشار المصدر الثاني إلى أن هناك مراكز صحية تعمل منها مركز البجا عبد الهادي وأن هناك محاولات لتشغيل مستشفى جبل أولياء كمركز عزل.

وفيما يخص الصيدليات أكد المصدر الطبي وجود عدد قليل من الصيدليات في المنطقة وهي صيدليات خاصة ولا يتوافر بها سوى معينات بسيطة، بينما تعمل المراكز الصحية بجهد شعبي وليس بها مراكز عزل ولا عنابر للتنويم.

وذكر أن الوزارة وعدت بالدعم بالمواد المتوفرة، لكنه رأى ذلك غير كافٍ لمجابهة الوضع، داعيًا إلى نفرة شعبية تشمل المنظمات وأبناء المنطقة وغيرهم.
فيما أشار المصدر الثاني إلى أنه حتى أول أمس لا يوجد تحرك من الحكومة وتوقع انحفاض عدد السكان بعودة النازحين خلال الفترة المقبلة مما يساعد في عملية الحصر.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
سياسي

كيف تحولت الوثيقة الدستورية إلى توازن حرج على حافة التحول الديمقراطي والانقلاب العسكري؟

في الذكرى الثالثة لتوقيع الوثيقة الدستورية، بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي المحلول، والتي كان من المؤمل أن تمهد الطريق إلى تحول ديمقراطي ينتهي

المزيد