مخاوف الاستهداف تجبر عائلات في «الحمادي» بجنوب كردفان على النزوح

21 مايو 2025 – أجبرت مخاوف الاستهداف بتهمة الانتماء إلى قوات الدعم السريع في منطقة الحمادي بولاية جنوب كردفان عددًا من العائلات على النزوح خشية تعرضهم إلى انتهاكات من بعض عناصر الجيش، وفقًا لمصدر من أهالي المنطقة تحدث لـ«بيم ريبورتس» وقال إن عائلتين من أقربائه نزحتا إلى الفولة، عبر الدبيبات.

وفي 13 مايو الحالي دخل (متحرك الصياد) وهو قوة جوالة تتبع للجيش إلى منطقة الحمادي بعد معارك عنيفة مع الدعم السريع وسرعان ما واجه اتهامات من منظمات حقوقية محلية وأحزاب سياسية بارتكاب انتهاكات شملت قتل أكثر من 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال.

إلا أن الجيش السوداني نفى على لسان ناطقه الرسمي، نبيل عبد الله، يوم الإثنين، ارتكاب أية انتهاكات في الحمادي.

وقال عبدالله في بيان صحفي إن الحديث عن قتل الجيش السوداني لمدنيين في منطقة الحمادي بولاية جنوب كردفان «إدعاءات باطلة وسخيفة» تحاول أن تروج لها الدعم السريع وما أسماه جناحها السياسي.

فيما قال المصدر إن أقاربه الذين نزحوا من المنطقة جميعهم نساء وأطفال ومعهم رجل واحد كبير خوفًا من الاستهداف الذي يتم لبعض المكونات الاجتماعية، حسبما أكد.

وأشار إلى أنهم قطعوا عشرات الكيلومترات على الأقدام حتى وصلوا إلى منطقة الدبيبات ومنها إلى الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وبررت العائلتان أسباب نزوحهما من الحمادي، وفقًا للمصدر، بأنه يأتي بسبب الخوف من استهدافهم، أو تصفيتهم، بعد ما شاهدوه من انتهكات وقعت في المنطقة.

وأكدت امراتان من العائلتين مقتل قرابة 9 مواطنين في الحمادي بواسطة عناصر من الجيش. كما تمت انتهاكات أخرى تمثلت في الضرب والإهانة.

ويوم الجمعة اتهم حزب الأمة القومي، الجيش السوداني، بقتل أكثر من 10 مدنيين في منطقة الحمادي بولاية جنوب كردفان وأدان بأشد العبارات ما أسماها الجريمة البشعة التي قال إن «الجيش والمليشيات المتحالفة معه من الكتائب المتطرفة والقوات المشتركة ارتكبتها بحق المواطنين الأبرياء في مدينة الحمادي عقب دخولهم إليها».

وطبقًا لحزب الأمة فقد تم قتل أكثر من عشرة مدنيين وجرح العشرات معظمهم نساء وأطفال وكبار سن، بما في ذلك أشخاص ذوي إعاقة، بحجة انتمائهم اجتماعيًا للدعم السريع. ولم يعلق الجيش رسميًا على هذه الاتهامات.
وتوالت الاتهامات للجيش.

وقالت مجموعة محامو الطوارئ في بيان يوم الأحد إن قوات من الجيش وقوات مساندة له نفذت -هجومًا غادرًا- على قرية الحمادي بجنوب كردفان صباح الخميس 15 مايو أسفر عن مقتل 18 مدنيًا بينهم 6 نساء و4 أطفال وإصابة أكثر من 13 آخرين، بحسب إحصائيات أولية.

وأضاف البيان «رافق الهجوم نهب واسع لمنازل المواطنين وسوق القرية، واعتقالات تعسفية بحق ناشطين، كما اضطر عشرات المدنيين للنزوح سيرًا على الأقدام نحو قرى ومدن مجاورة في أوضاع إنسانية شديدة القسوة».

وأكد محامو الطوارئ أن المعلومات الميدانية تشير إلى أن قرية الحمادي كانت خالية من أي مظاهر عسكرية وقت الهجوم الذي جاء عقب اشتباكات في منطقة الشوشاية المجاورة.

وأشار البيان إلى أنه بعد الهجوم، تمركزت القوات داخل القرية، ومارست الترهيب والتضييق على المدنيين، ولاحقت بعض الفارين منها، كما سيطرت على وسيلة الاتصال الوحيدة «استارلينك»، مما زاد من معاناة المدنيين وعزلتهم.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع