30 مايو 2025 – استهدفت «مسيّرة إستراتيجية» تابعة لـ«الدعم السريع» محطة كهرباء ومستشفى، في أوقات متقاربة، في مدينة الأبيّض غربي السودان، مما خلف قتلى وجرحى ودمارًا في المحطة – لم تتمكن مصادر تحدثت إلى «بيم ريبورتس» من تحديد حجمه على وجه الدقة حتى لحظة تحرير الخبر.
وقالت شبكة أطباء السودان، الجمعة، إن ستة مدنيين قُتلوا وأُصيب 14 آخرون، جراء «قصف صاروخي نفذته قوات الدعم السريع»، استهدف مستشفى «الضمان» في مدينة الأبيّض حاضرة ولاية شمال كردفان. فيما أعلنت إدارة المستشفى، في بيان منفصل، اليوم، عن خروج المستشفى عن الخدمة إلى حين إشعار آخر، ومنح موظفيها إجازة لمدة أسبوعين.
وأدانت الشبكة، في بيانها، ما وصفته بـ«الاستهداف المتكرر والمتعمّد للمنشآت الصحية»، لافتةً إلى أن مستشفى «الضمان» كان يقدم خدمات حيوية لآلاف المدنيين في ولايات كردفان الثلاث. وطالبت الشبكةُ المنظمات الأممية والدولية بالتحرك العاجل للضغط على «الدعم السريع» لوقف استهداف المرافق الصحية، والعمل على تأهيل المؤسسات المتضررة وتوفير المعينات العاجلة.
وفي الأثناء، قال مصدر محلي من الأبيّض لـ«بيم ريبورتس» إن الطائرة المسيّرة كان تحلّق فوق المدينة منذ نحو الساعة التاسعة من مساء أمس وحتى بعد صلاة الفجر، وسط أصوات إطلاق كثيف للمضادات الأرضية، مشيرًا إلى أنها كانت تحلق على مستوى مرتفع.
وأوضح المصدر أنها ضربت محطة الكهرباء الحرارية بالمدينة (محطة بديلة لـ«أم دباكر») بعد منتصف الليل، فيما قصفت المستشفى في ساعات الفجر.
وفي السياق نفسه، أبان مصدر ثانٍ من الأبيّض أن ضربة المسيّرة أعقبها قصف مدفعي من الناحية الشمالية للمدينة من اتجاه مدينة «بارا» التي تسيطر عليها «الدعم السريع»، واستمر حتى التاسعة صباحًا.
وأفاد المصدر الأول بأن مستشفى «الضمان» تضرر جزئيًا من الضربة، لا سيما أقسام الطوارئ والعناية الوسيطة بالإضافة إلى العيادات الخارجية والأشعة والمعمل، مشيرًا إلى أن الأضرار متفاوتة، وأن الضرر الأكبر أصاب استقبال الطوارىء.
ويقع مستشفى «الضمان» في سوق الأبيّض الكبير على بعد نحو 500 مترٍ من مقر قيادة فرقة الجيش الخامسة، فيما تقع المحطة الحرارية بحي «البترول» شمالي المدينة، وتبعد من المستشفى نحو كيلومترين – بحسب المصادر.
وقال المصدر الذي يسكن بالقرب من المحطة الحرارية إنه لم يتمكن من تحديد الضرر في المحطة على وجه اليقين، ولكنه أضاف أن الكهرباء الواصلة من محطة «أم دباكر» كانت تعمل في الأبيّض حتى الواحدة صباحًا، مشيرًا إلى انقطاعها بعد ذلك، ولافتًا إلى أن المحطة الحرارية كانت بديلة لمحطة «أم دباكر» وكان يُتوقع أن تمد المدينة بالكهرباء في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى الاعتماد عليها في تغذية المستشفيات والمؤسسات.
وفي منتصف مايو الجاري، استهدفت «مسيّرة إستراتيجية» مستشفى «السلاح الطبي» بمدينة الأبيّض، مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين، وذلك بعد يوم من مقتل أربعة مواطنين وإصابة 14 آخرين جراء قصف «الدعم السريع» للمدينة.
وفي 23 فبراير الماضي، تمكن متحرك «الصيّاد» التابع للجيش السوداني من فكّ الحصار الذي كانت تضربه قوات الدعم السريع على مدينة الأبيّض منذ بدايات الحرب وتغلق الطريق بين المدينة ومدن أخرى غربي البلاد ووسطها. وكثفت هجماتها، بالقصف المدفعي والمسيّرات، منذ ذلك الحين، على المدينة التي تؤوي آلاف النازحين، وتصاعدت وتيرتها منذ مارس الماضي.