منظمة حقوقية تدعو إلى فرض عقوبات على قيادة القوات الجوية السودانية

 

  قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، الأربعاء، إن الجيش السوداني شن هجمات عشوائية باستخدام قنابل غير موجهة أُلقيت من الجو استهدفت أحياء سكنية وتجارية في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور في مطلع فبراير الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال

 

وشددت المنظمة علي أنه ينبغي للدول أن تحذو حذو الإتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على قيادة القوات الجوية السودانية جراء هذه الهجمات، داعية الجيش إلى الوقف الفوري لاستخدام القنابل غير الموجهة في المناطق المأهولة

 

وركزت المنظمة، في تحقيق صدر اليوم، على خمس غارات جوية وقعت في 3 فبراير، مشيرة إلى أنها استهدفت مناطق مكتظة بالسكان في أحياء: الجمهورية والسينما وشارع الكونغو وسط المدينة. 

 

وقدّر تحقيق المنظمة عدد القتلى في الفترة بين 2 و4 فبراير ما بين 51 و74 مدنيًا، استنادًا إلى بيانات مشروع مواقع وأحداث النزاع المسلح وشهادات ميدانية

 

وتعتبر مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور معقل قوات الدعم السريع ومقر تمركزها في دارفور منذ أكتوبر 2023. حيث كان يقطنها أكثر من 800 ألف نسمة قبل الحرب، كما أنها تعد المنطقة الأكبر في دارفور وإحدى أكبر مدن السودان

 

وكثف الطيران الحربي للجيش السوداني هجماته الجوية على مدينة نيالا خاصة مطارها منذ بداية العام بالتزامن مع ورود تقارير غربية صحفية عن إنشاء الدعم السريع قاعدة عسكرية هناك

 

وأضاف التقرير «تأتي هذه الغارات ضمن حملة قصف جوي أوسع شنها الجيش السوداني على نيالا بين ديسمبر 2024 وفبراير 2025، حيث سُجّلت 41 يومًا من الغارات، وفقًا لبيانات مشروع النزاعات»

 

 بينما نقل إفادة أطباء بلا حدود عن مقتل 25 شخصًا على الأقل في غارات جوية في 4 فبراير، وإصابة 21 آخرين في غارة جوية على مصنع لزيت الفول السوداني نُقلوا إلى مستشفى نيالا التعليمي الذي تديره المنظمة

 

وقال جان باتيست غالوبان، الباحث في قسم الأزمات والنزاعات في المنظمة «قصف الجيش السوداني أحياء سكنية وتجارية مكتظة بالسكان في نيالا باستخدام قنابل غير دقيقة. قتلت هذه الهجمات عشرات الرجال والنساء والأطفال، ودمرت العائلات، وزرعت الخوف والنزوح

 

وأشار التقرير إلى أن القوات الجوية السودانية استخدمت قنابل أوفاب-250 وفاب، وكلاهما قنابل شديدة الانفجار وغير موجهة، وهو ما يجعل الهجمات، بحسب المنظمة، عشوائية بطبيعتها وتنتهك القانون الإنساني الدولي، وترقى إلى جرائم حرب إذا نُفّذت عمداً أو بتهور

 

ووثّق التقرير شهادات 11 من الناجين وشهود العيان، بالإضافة إلى ثلاثة من الطواقم الطبية التي عالجت الضحايا. كما حلّل باحثو المنظمة صورًا ومقاطع فيديو متداولة، بالإضافة إلى صور أقمار صناعية أظهرت آثار الدمار في محيط مستشفى مكة للعيون وشارع الكونغو

 

من بين الشهادات، قال عامل يومي فقد شقيقته وابن أخيه في إحدى الغارات: «كنت على بعد أمتار من منزلي عندما رأيت الطائرة تحلق. وقع الانفجار فجأة، وقُتلت أختي وابن أخي على الفور، لم نجد شيئًا من جسديهما

 

هيومن رايتس ووتش تدعو الجيش السوداني لوقف استخدام القنابل غير الموجهة

 

ومع ذلك، شددت هيومن رايتس ووتش على أن وجود أهداف عسكرية لا يبرر الهجمات العشوائية في المناطق المدنية، داعيةً الجيش السوداني إلى الوقف الفوري لاستخدام القنابل غير الموجهة في المناطق المأهولة.

 

وشددت على أنه ينبغي للدول الأخرى أن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على قيادة القوات الجوية السودانية جرّاء هذه الهجمات

 

 وذكرت أنه ينبغي للسودان ضمان وصول المراقبين، بمن فيهم أولئك التابعون للمحكمة الجنائية الدولية وبعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، للتحقيق في انتهاكات جميع الأطراف المتحاربة

 

 وواصلت «ينبغي للحكومات ضمان الدعم السياسي والمالي اللازم للتحقيقات الجارية

 

وقال غالوبان في ختام التقرير «ما يزال المدنيون يتحملون وطأة حرب السودان المدمرة المستمرة منذ عامين. على الدول الأخرى اتخاذ خطوات فعلية لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات العشوائية

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع