Day: June 5, 2025

السودان: لجنة المعلمين تتهم مجلس السيادة بتمهيد الطريق لإعادة «النقابات المُجيرة»

5 يونيو 2025 – أعلنت لجنة المعلمين السودانيين، الخميس، عن رفضها القاطع للمرسوم الدستوري رقم (4) لسنة 2025 الصادر عن مجلس السيادة الحاكم في السودان.

ووصفت القرار بأنه محاولة مكشوفة لإعادة تشكيل نقابات مُجيرة ومُسيّسة لا تُعبّر عن إرادة المعلمين ولا تمثل قواعدهم.

وكان البرهان قد أصدر المرسوم الدستوري رقم (4) لسنة 2025، والذي نصّ على إلغاء المرسوم الدستوري رقم (1) لسنة 2023 المتعلق بتجميد النقابات المهنية والاتحادات واتحاد أصحاب العمل.

وفي 26 أكتوبر 2021، وبعد يوم واحد من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الانتقالية، أصدر البرهان قرارات شملت حل النقابات والاتحادات المهنية، في خطوة وُصفت حينها بأنها استهداف مباشر للكيانات المهنية والنقابية التي أنشئت بعد الثورة.

وقالت اللجنة في بيان إن القرار يمثل انتهاكًا صريحًا لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (87) بشأن الحريات النقابية والتي صادق عليها السودان في فبراير 2021، وأصبحت ملزمة في فبراير 2022، وتنص على حق العاملين في تكوين منظماتهم النقابية بحرية تامة، ودون تدخل من الدولة أو السلطة التنفيذية.

وأضاف البيان: «رغم موقفنا المبدئي الرافض لتجميد النقابات باعتباره تدخلًا إداريًا غير مبرر، فإن المرسوم الجديد لا يقل خطورة، بل يعيد إنتاج ذات الكيانات التي خضعت للنظام السابق، وكانت أداة طيعة لخدمة السلطة السياسية، لا لتمثيل العاملين والدفاع عن حقوقهم».

وانتقدت لجنة المعلمين توقيت إصدار القرار، في ظل ما وصفته بـ«الانهيار العام، والنزوح، والتشريد، واحتراق مؤسسات الدولة»، واعتبرته محاولة لتهيئة المشهد لعودة نقابات النظام البائد التي أطاح بها العاملون بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

كما شددت على أن أي نقابة تُعاد أو تُشكّل بموجب هذا القرار أو تُعيَّن لها لجان تسيير من خارج إرادة العاملين، تُعد كيانًا باطلًا ومرفوضًا من قواعد المعلمين، ولا يمكن أن تنال شرعية أو قبولًا حقيقيًا.

وطالبت اللجنة بإلغاء القوانين المقيدة للحريات النقابية وعلى رأسها قانون النقابات لسنة 2010 وقانون الاتحادات المهنية لسنة 2004 والدفع نحو إصدار قانون نقابات ديمقراطي يضمن الاستقلال والحرية الكاملة للعمل النقابي.

وأكد البيان أن العمل النقابي لا يُصنع بقرارات فوقية ولا يُفرض بلجان تسيير، بل يولد من رحم الجماهير ويتشكل بإرادة القواعد.

بكري الجاك: «الرباعية» مجرد مقترح أمريكي لجمع الدول الفاعلة في الملف السوداني

5 يونيو 2025 – استبعد الناطق الرسمي باسم تحالف القوى المدنية الديمقراطية «صمود»، بكري الجاك، الخميس، أن تكون الآلية الرباعية التي تضم المملكة العربية السعودية ومصر والولايات المتحدة ودولة الإمارات قد عاودت نشاطها في ملف السودان كمجموعة.

واعتبر الجاك في حديث لـ«بيم ريبورتس» أن الرباعية مجرد جهة قدمتها الإدارة الأمريكية كمقترح لأنها تجمع الدول الفاعلة في الملف السوداني.

وأضاف «لا أعتقد يمكن أن تُسمى آلية رباعية.. تصبح آلية رباعية إذا خرج بيان رسمي يقول إنها كذلك وستواصل عملها بشكل مشترك».

ورأى الجاك أن الولايات المتحدة لن يكون لديها دور نشط أكثر من محاولة جمع الفرقاء وحثهم للوصول إلى حل، مضيفًا «لكن ذلك لا ينفي أنها خطوة إيجابية بالطبع وتوقع أن يكون لديها تأثير في المدى القريب».

ومع ذلك، أشار إلى أنه من المبكر الحديث عن أنها آلية رباعية لديها خطة وخارطة طريق، وما إلى ذلك، وفق ما قال.

وفي أعقاب الانقلاب العسكري في السودان في 25 أكتوبر 2021 لعبت الرباعية الدولية والتي كانت تضم: السعودية والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة دورًا كبيرًا في العملية السياسية خاصة في الاتفاق السياسي الإطاري الموقع في 5 ديسمبر 2022

والثلاثاء، حث نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لاندو، مجموعة الرباعية عقب اجتماع في واشنطن مع سفرائها إلى السعي لإقناع الطرفين المتحاربين في السودان بوقف الأعمال العدائية والتفاوض على حل.

ويعد اجتماع واشنطن هو أول خطوة بارزة للإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الأزمة في السودان. كما أنها تأتي بعد زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة في الشهر الماضي.

رسالة إلى مجتمع الدولي بعدم وجود حل عسكري في السودان

قال بكري الجاك إن تحالفهم المعارض للحرب في السودان بدأ جولة وتحركات في أكثر من اتجاه، مشيرًا إلى أنهم سيعلنون عنها لاحقًا، لكنه أضاف: «التخطيط بدأ».

وأوضح أنهم عقدوا لقاءات جانبية على هامش قمة مو إبراهيم للحكم الرشيد في مراكش، واصفاً إياها بالمفيدة.

وتوقع الجاك بأن توصل جولاتهم رسالة إلى المجتمع الدولي بعدم وجود حل عسكري في السودان.

وشدد الجاك على أن أي محاولة للدخول في جدل الشرعية حول (حكومة بورتسودان) والحكومة المقترحة من تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)، سيُعقد الملف ويحول التركيز من إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار وهدنة إنسانية عاجلة إلى جدل سياسي حول من هي الحكومة الشرعية.

وكان التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» قد رحب في بيان يوم الأربعاء بالاجتماع الذي جمع نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر أورلاندو، وكبير مستشاري أفريقيا مسعد بولس، مع سفراء المجموعة الرباعية (السعودية، الإمارات، مصر) في واشنطن، لمناقشة مسارات إنهاء الحرب في السودان.

وذكر البيان أن تركيز الاجتماع على وقف إطلاق النار، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، يمثل خطوة جادة ومحل ترحيب.

وأضاف «ومع ذلك، فإنها تظل خطوة أولى، تحتاج إلى جهود أكبر وتنسيق أوسع من جميع الأطراف الفاعلة، إقليميًا ودوليًا».

حمدوك يتحدث عن الترويج لـ«سردية معينة» حول دور الإمارات في الصراع السوداني

5 يونيو 2025 – تحدث رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، الأربعاء، عن الترويج لسردية معينة بشأن دور الإمارات في الصراع السوداني، مشيرًا إلى أن من يسلطون الضوء على الدولة الخليجية يتجاهلون دولًا أخرى متهمة بدعم الجيش، مثل إيران.

ورفض حمدوك التعليق على أسئلة وكالة أسوشيتد برس الأمريكية بشأن الأسلحة القادمة من دولة الإمارات العربية إلى السودان.

ورأى أن عدم ذكر دول أخرى تدعم الجيش، مثل إيران، هو ترويج لسردية معينة، داعيًا إلى وقف شامل لجميع أشكال التسليح.

وقال حمدوك، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس على هامش مؤتمر الحوكمة الذي تنظمه مؤسسة مو إبراهيم في المغرب: ما نود أن نراه هو أن يتوقف كل من يزوّد أي طرف بالسلاح عن ذلك.

وفي 27 يونيو العام الماضي نفى حمدوك خلال مقابلة مع صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية الاتهامات التي تحدّثت عن دور خبيث لأبوظبي في دعم أحد أطراف النزاع.

وقال حينها إن الإمارات كانت دائمًا داعمة للسودان، وهناك الكثير من الروابط والعلاقات في التاريخ، واصفًا البلاد بأنها قوة خير في السودان.

لا حل عسكري للصراع

واستبعد حمدوك في مقابلته مع وكالة أسوشيتد برس إمكانية حسم الصراع عسكريًا، قائلاً: سواء تمت السيطرة على الخرطوم أو لم تتم، فهذا غير مهم، لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، ولا طرف سيتمكن من تحقيق نصر حاسم.

ووصف حمدوك، الذي يقود التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود الادعاء بأن الحرب في طريقها إلى الانتهاء بأنه محض هراء، معتبرًا أن الحديث عن إعادة الإعمار في الخرطوم بينما تستعر الحرب في مناطق أخرى هو أمر سخيف تمامًا.

وفي مايو الماضي أكمل الجيش السوداني، السيطرة على كامل وسط السودان بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وفي الشهر نفسه عيّن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزراء.

إلا أن حمدوك وصف هذه التحركات بالزائفة، وقال إنها تفتقد لأي معنى في ظل استمرار القتال وتجاهل الأسباب الجذرية للأزمة.

وأشار إلى أن السلام لا يمكن تحقيقه من دون معالجة أوجه عدم المساواة العميقة في السودان، بما في ذلك قضايا الهوية، والتنمية غير المتوازنة، ودور الدين في الدولة. وقال: الثقة في أن الجنود سيحققون الديمقراطية هي وهم كاذب.

وتسببت الحرب، التي اندلعت في أبريل 2023، في مقتل أكثر من 24 ألف شخص، ونزوح نحو 13 مليونًا، بينهم 4 ملايين لجأوا إلى دول الجوار. وتواجه البلاد أزمة إنسانية متفاقمة، مع انتشار المجاعة والكوليرا.