12 يونيو 2025 – أطلقت منظمتا الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) حملة تطعيم فموي واسعة ضد الكوليرا في ولاية الخرطوم، تستهدف أكثر من 2.6 مليون شخص تتجاوز أعمارهم السنة، في إطار استجابة عاجلة لاحتواء التفشي السريع للمرض في واحدة من أكثر ولايات السودان تضررًا جراء الصراع المستمر.
وبدأت الحملة في 10 يونيو الحالي وستستمر لعشرة أيام، وتُنفذ في خمس مناطق رئيسية تضررت من تفشي المرض، هي: جبل أولياء، شرق النيل، أم درمان، كرري وأم بدة.
وتعتمد الحملة على فرق تطعيم متنقلة وثابتة للوصول إلى السكان، رغم التحديات الأمنية والانهيار الحاد في البنية التحتية.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد سُجلت منذ مايو أكثر من 16 ألف إصابة بالكوليرا و239 حالة وفاة في ولاية الخرطوم وحدها، التي تعاني من نقص حاد في المياه الآمنة بسبب تدمير منشآت المياه والطاقة، إلى جانب النزوح الواسع وانهيار النظام الصحي.
وقال ممثل المنظمة في السودان، شبل صهباني «رأيت بأم عيني الدمار الذي خلفه تفشي الكوليرا في الخرطوم، حيث يكافح النظام الصحي المنهار لتلبية الطلب الهائل».
وأضاف «التطعيم الفموي خطوة حاسمة لوقف العدوى بينما نواصل تعزيز الاستجابة الشاملة».
من جانبه، قال وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، إن الحملة ستساعد على استعادة التوازن في معركتنا ضد هذا الوباء الذي يهدد الفئات الأكثر هشاشة، معربًا عن امتنانه لدعم الصحة العالمية واليونيسيف.
وتعد الكوليرا مرضًا معديًا حادًا ينتقل عبر الطعام والماء الملوث، وتشكل مؤشرًا على غياب العدالة الصحية وانعدام التنمية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف التزامهما بالبقاء في السودان ومواصلة دعم السكان الأكثر ضعفًا، بما في ذلك من خلال التوسع في حملات التطعيم والاستجابة السريعة لتفشي الأمراض.
حصار صحي وتفشي للحصبة في دارفور
تأتي هذه الحملة في وقت يشهد فيه السودان تصاعدًا خطيرًا في تفشي الأمراض المعدية، خاصة في إقليم دارفور، حيث حذرت منظمة أطباء بلا حدود هذا الأسبوع من انتشار واسع النطاق لمرض الحصبة، يهدد حياة آلاف الأطفال في ظل انهيار برامج التحصين الروتيني ونقص حاد في اللقاحات.
وقالت المنظمة إن فرقها عالجت نحو 10 آلاف إصابة بالحصبة خلال عام واحد، بينها أكثر من 2700 حالة معقدة، فيما تم تسجيل 35 وفاة – معظمهم من الأطفال – وسط تغطية تطعيم متدنية للغاية، حيث لم يتلق 95% من المصابين أي لقاحات مسبقة.
وأشارت أطباء بلا حدود إلى أن النزوح الجماعي والصراع في دارفور عرقل جهود التحصين، خاصة في المناطق النائية ومخيمات النزوح مثل سورتوني، الذي يضم أكثر من 55 ألف نازح.
ورغم بدء حملات تطعيم محدودة بدعم من وزارة الصحة واليونيسيف مؤخرًا، قالت المنظمة إن الاستجابة متأخرة جدًا، وتبقى بمثابة ضمادة لجرح مفتوح داعيةً إلى استراتيجية تطعيم شاملة ومستدامة تشمل جميع ولايات دارفور.
كما حذرت من ظهور مؤشرات على تفشيات جديدة، بينها تسجيل 200 حالة اشتباه بالكوليرا في دارفور خلال الأيام الماضية، ما يعكس مدى هشاشة الوضع الصحي في البلاد.