14 يونيو 2025 – طالبت أكثر من 100 شخصية سودانية تضم طيفًا من أساتذة الجامعات ومحامين ومنظمات مجتمع مدني وسياسيين، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتغيير مبعوثه الشخصي إلى السودان، رمطان لعمامرة، بعد اتهمامه بضعف الأداء والانحياز إلى الجيش وتبني أطروحته بما في ذلك خارطة الطريق.
ورأت المذكرة التي أرسلت غوتيريش أمس إلى أن استمرار لعمامرة، في منصبه الحالي يتسبب في تأزيم الوضع، ويقوض من دور الأمم المتحدة في أن تلعب أدوارًا مركزية في تحقيق السلام والاستقرار.
وفي 17 نوفمبر 2023 عيـّن الأمين العام للأمم المتحدة، الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة مبعوثا شخصيا له إلى السودان.
وقالت المذكرة إنه منذ تعيين لعمامرة «اتسم أداؤه بالتواضع ولم يرتقِ إلى ما تواجهه البلاد من مخاطر».
وأكدت المذكرة أنها تستند على خلفية الأدوار الإيجابية لمكاتب وقيادات الأمم المتحدة السابقة في السودان الداعمة للمسيرة المدنية في صناعة السلام وحماية حقوق الإنسان والانتقال الديمقراطي ممن كانوا يتمتعون بحياد ووزن سياسي واسع وقدرة على حسن الاستجابة والابتكار الدبلوماسي ومرونة التواصل مع الأطراف المختلفة.
وأوضحت المذكرة، أنه بعد مرور عام ونصف العام على تعيينه، فقد السودانيون وتنظيماتهم المدنية والسياسية الثقة في الأمم المتحدة ليس فقط لغياب أدوارها وتأثيرها المطلوب، وإنما كذلك لتبنيها مواقف واتخاذها لخطوات تطيل من أمد الحرب.
قصور الأداء وتبني أطروحات «بالية ومختلف عليها»
وحددت المذكرة قصور أداء المبعوث في عدة نقاط من بينها فشله في ممارسة الضغط على أطراف الحرب بوقفها للأضرار الإنسانية وحماية المدنيين وانتهاكاتهم، بالإضافة إلى المسار السياسي لوقف الحرب وتيسير الحلول.
كما اتهمته بتبني أطروحات «بالية ومختلف عليها» حول «التبرير الباطل» لطرفي حرب 15 أبريل الرئيسيين لمبدئي السيادة وشرعية تمثيل السودانيين، قبل أن تتهمه بتبني أطروحة الجيش وترويجه لخارطة الطريق بما تحمله من تهميد لتقسيم البلد، منتقدة ما أسمته احتفائه بتعيين رئيس للوزراء فاقد للشرعية.
وذكرت أنه أهمل أهمية التواصل وبناء الجسور مع عواصم وقيادات دول جوار السودان، بالإضافة لعدم اهتمامه بدول الجوار السوداني السبع والتي تربطه بها روابط تاريخية عميقة.
ولفتت إلى أن المبعوث الشخصي حرص على تقوية علاقاته مع عواصم بعينها داعمًا لأطروحاتها، في الوقت الذي كان عليه الوقوف على مسافة واحدة من التواصل والاهتمام مع كافة دول الجوار وتفعيل العلاقات والنقاشات حول تصوراتها لأزمة الحرب في السودان.
وأضافت المذكرة «لقد وضع مبعثوكم الشخصي مصداقية وسمعة الدور السياسي للأمم المتحدة في أدنى مستوياتها».
وحثت المذكرة الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مبعوث شخصي جديد يتمتع بالحضور الميداني والحنكة والرؤية والمعرفة بالسودان المقتدرة على إعادة بناء الثقة مع مختلف الأطراف وله قابلية التفاوض والتواصل مع كافة الأطراف وتفعيل وتوسيع السائدة من مختلف الرؤى وآليات المجتمع الدولي والإقليمي بما فيها الأمم المتحدة ودولها الأعضاء.