السودان: تحالف «صمود» يقترح فترتان «انتقالية وتأسيسية» تمتدان لعشر سنوات

15 يونيو 2025 – أجاز التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود»، الأحد، وثيقة الرؤية السياسية لإنهاء الحروب في السودان واستعادة مسار الثورة وتأسيس الدولة، تمهيدًا لطرحها للنقاش مع قوى وتكتلات مدنية وسياسية.

وقال مصدر مسؤول في التحالف لـ«بيم ريبورتس»، إن الوثيقة تضمنت مقترحًا لمرحلة انتقالية تمتد لخمس سنوات تتضمن كتابة دستور وقانون انتخابات، تعقبها مرحلة تأسيسية لخمس سنوات أخرى تُجرى خلالها انتخابات تأسيسية لاستكمال عملية بناء الدولة.

وأضاف المصدر أن الوثيقة ترتكز على أربعة أهداف رئيسية، هي: «إيقاف الحرب، وإنهاؤها عبر معالجة جذور الأزمة التاريخية، وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تعبر عن كافة المكونات، إلى جانب إعادة بناء مؤسسات الدولة المنهارة».

وأوضح أن من بين أولويات التحالف أيضًا؛ مخاطبة الكارثة الإنسانية من خلال تدخلات عاجلة تتماشى مع القانونين الدولي والإنساني، مشيرًا إلى أن الرؤية تسعى إلى حشد الجهود المدنية والشعبية لتكوين جبهة رافضة للحرب، مؤكدًا أن الاتصالات لا تزال جارية مع أطراف.

واعتبر المصدر أن الغالبية الصامتة من السودانيين ترفض الحرب، لكنها لا تجد صيغًا للتعبير عن موقفها بسبب عسكرة الحياة المدنية والنزوح والتشريد.

كما بين أن الرؤية المطروحة تفتح الباب أمام عملية سياسية سودانية شاملة، تستند إلى مبدأ الجلوس على طاولة واحدة بمشاركة كافة الأطراف، للوصول إلى اتفاق حد أدنى حول وقف الحرب، ومن ثم الانتقال إلى حوار سياسي سوداني – سوداني يشمل الترتيبات الدستورية والمرحلة الانتقالية ومرحلة التأسيس.

وذكر أن الرؤية السياسية تُعرِف «صمود» كتحالف مدني ثوري يستمد مشروعيته من العمل لبناء دولة مدنية ديمقراطية مستقرة ومتصالحة مع ذاتها ومع الإقليم.

وكان التحالف قد قال في بيان اليوم إنه بعث بالرؤية إلى عدد من الكتل والتنظيمات السياسية مرفقة بخطابات تدعو لمناقشتها. كما سيتم إرسالها إلى المجموعات النسوية والشبابية وكافة القوى المدنية، على أن تُطرح للرأي العام في مؤتمر صحفي يعقد غدًا الاثنين.

وأشار إلى أن التحالف سيطرح رؤيته للرأي العام آملًا أن تُحظى بالنقاش والملاحظات، مشددًا على التزامه بالمساهمة في تشكيل أوسع تيار مدني يعمل على إيقاف الحرب والتوافق على مشروع وطني مشترك يعبر عن تطلعات السودانيين.

استجابة للمتغيّرات الداخلية والإقليمية والدولية

وفي 25 مايو الماضي أقر تحالف صمود خلال ختام جلسات أول اجتماع حضوري للأمانة العامة والآلية السياسية في العاصمة الأوغندية كمبالا رؤية سياسية جديدة للتحالف تستجيب للمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية.

كما قرر الاجتماع قيام قيادة التحالف بجولة إقليمية لحشد الدعم لإحياء منبر تفاوضي يُفضي إلى وقف إطلاق النار، باعتبار أن إنهاء الحرب ـ لم يعد مطلبًا سياسيًا بل نداءً شعبيًا حارًا من وجدان السودانيين ـ على حد وصف البيان.

وأعلن التحالف خلال الاجتماع كذلك عن عزمه إطلاق نداء مدني لحوار شامل، وتنظيم مائدة مستديرة تهدف إلى بلورة بديل سياسي ينهي الحرب ويخاطب الأزمة الشاملة في البلاد.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع