Day: June 16, 2025

ما حقيقة الهجوم الإرهابي الذي أدانته الإمارات ونفته تشاد؟

في الحادي عشر من يونيو، نشرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانًا رسميًا على  صفحتها الرسمية بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أعربت فيه عن إدانتها الشديدة لما وصفته بـ”هجوم إرهابي” استهدف موقعًا عسكريًا في تشاد، وأدى إلى سقوط قتلى من الجنود. جاء في عنوان البيان:  “الإمارات تُدين الهجوم الإرهابي على موقع عسكري في تشاد”.

وأكدت الوزارة في البيان رفضها التام لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب، ودعت إلى ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

لكن هذا الخبر، الذي انفردت به الخارجية الإماراتية وانتشر في وسائل الإعلام الإماراتية سرعان ما أثار موجة من التساؤلات داخل الأوساط الإعلامية والرسمية في تشاد، إذ لم يتم الإعلان عن أي هجوم إرهابي وقع على أراضي البلاد في تلك الفترة، سواء من قبل الجيش أو وسائل الإعلام المحلية.

الجيش التشادي يرد

مع تصاعد الجدل في الإعلام التشادي وانتشار الخبر بشكل واسع، أصدر الجيش التشادي بيانًا رسميًا لنفي الواقعة. وجاء في البيان، الذي وقعه العميد شانان إسحاق الشيخ، المسؤول الإعلامي في الجيش التشادي:

“تلقينا بدهشة تداول معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم وقوع هجوم إرهابي على موقع عسكري. هذه المعلومات المنتشرة على نطاق واسع كاذبة وخاطئة تمامًا. تُبلغ هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الرأي العام الوطني والدولي بأنه لم يقع أي هجوم في جميع أنحاء أراضينا”.

هل وقع أي هجوم في المنطقة؟

فريق «مرصد تشاد» بدأ تتبع مصادر الفيديوهات والمعلومات المتداولة حول أحداث عنف وقعت في المنطقة أو في الدول المحيطة بتشاد، لنتوصل إلى أخبار تم تداولها حول هجوم مسلح وقع في شمال دولة الكاميرون غرب تشاد، إذ أفادت مصادر عسكرية كاميرونية – وفقًا لـ «DW الألمانية»، أن أربعة جنود كاميرونيين قُتلوا وأُصيب آخر بجروح خطيرة، جراء هجوم شنته جماعة ولاية غرب إفريقيا التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية «ISWAP» في بلدة فوتوكول الواقعة في أقصى شمال الكاميرون.

وقع الهجوم في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين التاسع من يونيو، وأسفر عن تدمير كامل الموقع العسكري المستهدف، وإحراق آليتين عسكريتين، وسرقة أسلحة. وأضاف التقرير أن الجماعة المسلحة استخدمت طائرات مسيّرة وأسلحة متطورة، ما يعكس تطورًا نوعيًا في تكتيكاتها خلال الأشهر الأخيرة.

وبحسب التقرير ذاته، أعلنت جماعة «ISWAP» مسؤوليتها عن الهجوم خلال أقل من 24 ساعة من وقوعه. وتشير بيانات رسمية إلى أن أكثر من 20 جنديًا كاميرونيًا قُتلوا في الأشهر الثلاثة الماضية في هجمات مماثلة نُسبت إلى كل من «ISWAP» و «بوكو حرام».

الإمارات تسحب بيانها

عقب صدور النفي الرسمي من الجيش التشادي، سارعت وزارة الخارجية الإماراتية إلى حذف بيانها السابق من منصاتها الرسمية، دون إصدار توضيح إضافي حول ملابسات المعلومة أو مصدرها.

خلاصة

الهجوم الإرهابي الذي أدانته الإمارات لم يقع على الأراضي التشادية كما أشير في البيان الرسمي الأول، ويبدو أن الهجوم المقصود كان ذلك الذي وقع في منطقة كاميرونية. هذا التباين في المعلومات يسلّط الضوء على أهمية التحقق من الوقائع الميدانية قبل إصدار بيانات رسمية قد تؤثر على العلاقات الدبلوماسية أو تثير البلبلة في دول الجوار.

كينيا تنفي صلتها بصناديق ذخيرة استولى عليها الجيش السوداني من «الدعم السريع»

16 يونيو 2025 – نفت الحكومة الكينية، الإثنين، أي صلة لها بصناديق ذخيرة عليها ملصقات وزارة الدفاع الكينية استولى عليها الجيش السوداني من قوات الدعم السريع في منطقة صالحة بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم في مايو الماضي.

وأكدت الحكومة الكينية التزامها بالحياد واستعدادها لاستضافة محادثات سلام بين أطراف النزاع السوداني.

ونفى المتحدث باسم الحكومة الكينية، إسحق ماورا، في مؤتمر صحفي في نيروبي، الإثنين، الاتهامات المتعلقة بتسليح بلاده لقوات الدعم السريع.

وأكد أن كينيا لا شأن لها بهذه الادعاءات وأن دورها في السودان يقتصر على دعم عمليات السلام وتقديم المساعدات الإنسانية.

وكان تحقيقًا مشتركًا أجرته منصة Bellingcat الاستقصائية بالتعاون مع صحيفة Daily nation الكينية، قد كشف عن مقاطع مصورة ومواد بصرية تُظهر صناديق ذخيرة تحمل ملصقات رسمية لوزارة الدفاع الكينية داخل مستودع أسلحة في منطقة صالحة غربي أم درمان.

وقالت وزارة الدفاع الكينية في رد مكتوب لصحيفة Daily nation إنها لا تتعرف على الصناديق أو العلامات الموجودة عليها، مؤكدة أن سجلاتها لا تُظهر أي توريد ذخائرمن هذا النوع.

وكانت الحكومة السودانية قد علقت في وقت سابق من هذا العام استيراد جميع المنتجات من كينيا، احتجاجًا على استضافة نيروبي مؤتمرًا لقوات الدعم السريع وحلفائها في فبرير الماضي.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي نُشرت بين يومي 19 و21 مايو 2025، صناديق ذخيرة داخل مستودع في صالحة بعد سيطرة الجيش على المنطقة.

كما وجدت ملصقات تشير إلى عقود توريد تعود إلى وزارة الدفاع الكينية، وفي أحد المقاطع ظهرت ذخائر هاون صينية الصنع، وثق توريدها بموجب عقد وقعته كينيا في عام 2023.

وأفادت منظمة أبحاث تسليح الصراعات (CAR) لـ Bellingcat بأن الرموز الموجودة على الصناديق تطابق عقود توريد رسمية موجهة إلى وزارة الدفاع الكينية.

فيما لم يتضمن رد وزارة الدفاع الكينية ما إذا كانت تلك الذخائر قد أُعيد تصديرها أو حُولت إلى طرف ثالث.

استمرار تدفق الفارين من الحدود الثلاثية بين السودان ومصر وليبيا إلى دنقلا


16 يونيو 2025 – أعلنت مفوضية العون الإنساني في الولاية الشمالية، الإثنين، استمرار عودة الفارين من المثلث الحدودي الذي يربط السودان ومصر و ليبيا لليوم الثاني على التوالي بعد أيام من سيطرة الدعم السريع على المنطقة.

وأمس وصل 335 شخصًا قادمين من منطقة المثلث إلى غرب دنقلا عاصمة الولاية الشمالية.

وقالت المفوضية إن 678 شخصًا من الفارين السودانيين والمصريين بينهم 43 طفلًا وصولوا إلى دنقلا.

وأكد مفوض العون الإنساني بالولاية، عبد الرحمن علي خيري، أن المفوضية باشرت استقبال العائدين وتقديم الدعم الإنساني لهم، داعيًا كافة الجهات المحلية والدولية لتكثيف المساندة والمساهمة في تلبية الاحتياجات العاجلة للوافدين.

وتوقعت المفوضية أمس الأحد أن تستقبل مناطق الولاية خمسة آلاف مبعد ومهاجر.

ويأتي هذا التطور في أعقاب تصعيد عسكري شهده المثلث الحدودي بعد سيطرة قوات الدعم السريع الأربعاء الماضي على المنطقة بعد انسحاب الجيش السوداني منها.

وكانت الحكومة السودانية بقيادة الجيش قد اتهمت، الثلاثاء الماضي، قوات تابعة للجنرال الليبي خليفة حفتر، بشن هجوم منسق داخل الأراضي السودانية، بمشاركة الدعم السريع، وهو ما نفته قوات حفتر لاحقًا.

وتُعد منطقة المثلث الحدودي معبرًا استراتيجيًا غنيًا بالذهب، وتُستخدم في عمليات تهريب البشر والأسلحة والتنقيب غير المشروع، وقد تحولت مؤخرًا إلى مسرح لصراعات إقليمية متداخلة.

وأشارت تقارير إعلامية إلى تورط أطراف إقليمية في تسليح قوات الدعم السريع، حيث تحدثت عن إنزال طائرات إماراتية شحنات أسلحة في مدينة الكفرة الليبية منذ أواخر مايو، وصلت لاحقًا إلى قوات الدعم عبر كتيبة سُبل السلام الليبية الموالية لحفتر.

ويُثير الوضع الأمني في المنطقة قلقًا متزايدًا حول مصير المدنيين وتزايد أعداد الفارين من مناطق النزاع، وسط دعوات متكررة لتدخل إنساني عاجل وفعال.

مسؤول بطويلة: قدرتنا على الاستجابة لتدفق النازحين إلى المحلية أكبر من إمكانياتنا

16 يونيو 2025 – أطلقت السلطة المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور في محلية طويلة بشمال دارفور، الإثنين، نداءً عاجلاً للمنظمات الإنسانية لتكثيف تدخلاتها، مع تصاعد موجات النزوح من الفاشر ومحيطها إلى المحلية.

وتسبب التدهور الإنساني المتسارع بعد سلسلة هجمات عنيفة شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيم زمزم في تزايد عمليات النزوح الجماعي لمئات الأسر إلى مناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان.

وقال مسؤول الثقافة والإعلام بالسلطة المدنية في طويلة محمد يعقوب حسين لـ«بيم ريبورتس» إن الأوضاع الإنسانية تتجاوز قدرتهم على الاستجابة.

وأشار إلى شروعهم في تنفيذ خطة بديلة لإنشاء معسكر جديد للنازحين، في ظل توقعات بتضاعف أعداد الفارين من النزاع المسلح في مدينة الفاشر ومحيطها.

واستقبلت محلية طويلة بولاية شمال دارفور، الأحد، موجات جديدة من النازحين الفارين من العنف في مدينة الفاشر ومخيماتها وسط استجابة إنسانية ضعيفة.

وأوضح حسين أن اللجنة وضعت تصورًا لتخطيط مقنن ومنظّم يراعي المعايير الإنسانية في الاستجابة لحالات النزوح، ويتضمن توزيع قطع أرض سكنية بمساحات محددة لكل أسرة، مع تخصيص مساحات واضحة لبناء مراكز صحية ومدارس ومرافق خدمية عامة داخل المعسكر الجديد.

وأضاف أن هذا التحرك جاء بعد أن استقبلت طويلة خلال الأشهر الماضية أكثر من 250 ألف أسرة نازحة من الفاشر وزمزم، وأبو شوك، وأبوجا، وكتم، ودار السلام، وشنقل طوباي، وشرق الفاشر ومليط.

ولفت إلى أن موجة النزوح الأخيرة إلى المحلية عبر طريق كورما الشمالي أو البوابة الغربية لطويلة، تعتبر الأكبر حتى الآن، وتضم أعدادًا متزايدة من النساء والأطفال بلا مأوى أو خدمات أساسية.

ونوه حسين إلى أن لجنة التخطيط والإسكان كانت قد أنشأت سابقًا معسكرين رئيسيين هما “طويلة العمدة ” و”دبّة نايرة”، وتم توزيع الأراضي بمساحات 15×10 متر على النازحين.

لكنه أضاف أن جزءًا كبيرًا من النازحين لم يتمكن من بناء مأوى حتى باستخدام مواد محلية بسيطة، بسبب فقرهم وضعف الإمكانيات، ما أدى إلى استمرار معاناة آلاف الأسر داخل تلك المعسكرات.

وأوضح أن اللجنة، رغم استجابتها لموجات النزوح السابقة، لم تستطع توفير الإيواء الكافي داخل المعسكرين القائمين، ما دفعها للتخطيط لإنشاء معسكر ثالث تحسبًا لاستمرار تدفق النازحين من مناطق الصراع، خاصة مع تدهور الأوضاع الأمنية في الفاشر.

تصاعد الأزمة الصحية ومستشفى واحد يعمل في المحلية

وقال حسين إن الأزمة الصحية داخل طويلة تتصاعد، حيث ظهرت حالة إصابة بالكوليرا وسط النازحين يوم السبت ، في مؤشر وصفه بالخطير على تدهور أوضاع الإصحاح البيئي.

وأكد أن المستشفى الوحيد في المحلية يعمل تحت إشراف منظمة أطباء بلا حدود ويضم كوادر طبية ويوفر أدوية أساسية، لكنه يعاني من نقص كبير في التجهيزات، بما في ذلك جهاز الأشعة والموجات الصوتية.

وتابع أن المستشفى يركّز حالياً على تقديم الإسعافات الأولية، في حين أن المراكز الصحية المنتشرة داخل المعسكرات غير قادرة على تغطية الحوجة الطبية المتزايدة.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أشار إلى أن الاستجابة ما تزال محدودة، حيث قدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية جزئية، لكنها لم تغطِ الاحتياجات الأساسية، لا سيما في مجالات الغذاء والمياه والصحة.

في المقابل، لعب المجتمع المحلي دوراً محورياً في المرحلة الأولى من الأزمة، حيث ساهمت مبادرات شبابية وأهلية في توفير الوجبات والمياه وبعض الضروريات، لكن الأعداد المهولة للنازحين تجاوزت قدرتها على الاستمرار، وفقًا لما ذكر حسين.

وتنشط في محلية طويلة عدد من المنظمات الأجنبية أغلبها فرنسية وألمانية بينها «المجلس النرويجي للاجئين»، «لجنة الإنقاذ الدولية»، «المثلث الفرنسي»، «التضامن الفرنسي»، «المنظمة الألمانية»، «أطباء بلا حدود» الهولندية والفرنسية، «save the children » السويدية، ومنظمة (GOAL)، بالإضافة إلى منظمات وطنية أخرى.